شعوب محمود علي
الحوار المتمدن-العدد: 6559 - 2020 / 5 / 9 - 06:00
المحور:
الادب والفن
الى السيّد الشهيد كاظم الغريفي
تطوف سحابة حزن
وتحت السحابة
كان المطر..
بين عينيك ينهمر
وعيناك تستطلعان الزمان
وتخترقان المكان
وطيفك مثل ملاك يغازلني
فأقرأ ما في الوجوه الصحائف
بعيون الفراسة فوق مدار الظنون
وفي حزن عينيك أعتصم
وما بين عينيك دنيا
تضم الشموس
تضيق كأصغر ما في الوجود
وتكبر مثل المجرّة
ولله يومك أكبر من أن يمرّ مرور المسافر
وها انّني الآن المح في أفق عينيك كيف تكابر
مع الموت والموت خلفك يأتي
صحت تبّت يدا غادر
كنت نجماً يضيء الطريق
وما بين عينيك أجّ الحريق
فلله يومك من يوم حزن عميق
يمدّ لجدّك خيط دم
كيف أنسا
وانت كنجم تألّق في افقي
كان غصنك من روض أحمد ليمونة
وأنّك في السرّ ينبوع عطر
وأنّك قدّاحه
وينبوع عطر من الأرض يصعد
حتّى بروج السماء
مثل سهم من النور في عمق ليل بهيم
يشير ليومك في زمن الجاهليّة
وهل نحن يا سيّدي
ندور بمحور من جاهليّة عصر جديد
تجوب به مركبات الفضاء
وقد رشقتنا السماء دماء
وفي عتمة الليل كان العروج الى الله
أيقظني من سباتي الرصاص
وقد رجّني الموت زلزل دوحة عمري
من الجذر في الزمن الصعب
يختارك الله
فقدك كان الهزيمة في عالمي
كيف أجتاز مخترقاً حجب الغيب
القاك في روضة من رياض الجنان
تساميت عن جسد في تراب عطور
تفيض الى الله طيراً
من النور يحمل من أبجديّة مشكاته
باليمين الشهادة
أُناجيك عن كنت تصغي
لنجوى وفي الصمت كنز الوفاء
كان يكبر في قاع روحي
وهذي جروحي
تفيض دماً كالدموع
تداعيت أحسست انّ صروحي
تداعت كأنّك كنت العمود
لخيمة عمري
وغصنك من روض احمد ليمونة
كنت في السرّي قدّاحه
وينبوع عطر تدفّق حتى بروج السماء
وانّك ما عشت ردّدت قولي
مثل درّة محّارة
أنبت الله فيها الضياء
ونجمك في افق الأرض أبحر
بعيداً وراء الغروب
تحت شاهدة في الظلام
تحت ترب من المسك
جثمانك المتألّق
في روضة من رياض الجنان
#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟