أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الأرض في الشعر الفلسطيني














المزيد.....

الأرض في الشعر الفلسطيني


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6532 - 2020 / 4 / 8 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


ما يميز الأدب والشعر الفلسطيني الكفاحي، أنه يتمحور حول القضية الوطنية الأساسية، وهي حماية وصيانة الارض والحفاظ عليها، والبقاء في الوطن، ويصور الوطن بجماله الزاهي المتجلي بترابه وسفوح جباله وازهاره ونباتاته وعيون مائه ووديانه وثغاء قطعان المواشي في المراعي الخضراء.
ولا تتحقق هوية الفلسطيني دون الأرض. فالفلسطيني هو فلسطيني لأنه عاش على أرض فلسطين، أرض الآباء والأجداد، حرثها، زرعها، بناها، شيّد معالمها، حقق فيها ذاته، واصل الحياة فيها، بنى حضارته، أبدع أغانيه، وامتزج طينها وثراها بدمه واعطاه لونه المميز. وإذا فقد الفلسطيني أرضه فإنه يفقد هويته وذاته.
وطبيعي أن تكون الأرض في الشعر الفلسطيني أكثر اهتمامًا وغليانًا من أي موضوعة أخرى يمكن أن تخطر على البال، ذلك أن تكوين الشخصية الفلسطينية المكافحة والمناضلة المقاتلة، لا يمكن أن يبتعد عن معنى وملامح وامتداد الأرض في كل جزء من التكوين الإنساني. وكما ذكرت آنفًا فإن الأرض هي الفلسطيني، والفلسطيني هو الأرض، والملمح ظاهر بجلاء أمام كلّ عين.
إن الأرض في دفاتر العشق وأسفار الشعر الفلسطيني هي بلسم الروح، وعلى الدوام وسيبقى الشاعر الفلسطيني يفتح كل صنابير قلبه ليعبر عن علاقته بحبيبة أولى رائعة هي الأرض. وحين تحاول الحبيبة أن تهمس في أذنه كلمات العشق تراه في آلية وجده عاشقًا متيمًا، بضم كل موجودات الطبيعة إليه، ليكون كل شيء جزءًا من قلبه.
وتبرز الأرض الفلسطينية في جميع قصائد شعراء فلسطين، وتقول كلماتها عندما يدوّن الشاعر الفلسطيني مهجة قلبه وحبه العفوي الصادق لأرضه، ودفقات نبضه وعشقه التي لا تعرف الحدود. ويبدأ ذلك من خلال قراءة فصول الحُبّ بين الإنسان الفلسطيني وكل حبة تراب من أرضه ووطنه، وفي معاني العشق بين الفلسطيني وكل شجرة زيتون وسنديان ونبتة زعتر تقف على أعتاب بوابة الشمس، وفي جماليات القلب الفلسطيني الذي يرى في أرضه كل مقومات الصمود والبقاء والشموخ والأمل.
وقد كتب الشعراء الفلسطينيون أشعارهم عن الأرض/ الوطن بكل الحُبّ والعشق والتلاحم إلى حد الامتزاج والتداخل مع كل حبة تراب. وموضوعة الأرض تكون مشتركة ومتقاربة في القصيدة الفلسطينية، ولا تخرج عن معناها وبعدها المقاوم والمتحدي والرافض للتشريد وفكرة الترانسفير والتبادل السكاني، والمصرّ على الثبات والتجذر في الوطن.
وعلى الدوام، ومنذ الجيل الفلسطيني الأول الذي ظهر على ساحة الأدب والإبداع، مرورًا بالأجيال اللاحقة، شكلت الأرض عنوانًا وموتيفًا أساسيًا بارزًا في أشعارهم وقصائدهم، وكانت على الدوام قوية الملامح، شديدة الحضور، رائعة النبض والتوهج، فيها الدفء وحرارة التجربة.
فهذا شاعر الكفاح وأمير القصيدة المقاومة الرائع الراحل محمود درويش يكتب عن يوم الأرض، ويخلد فيها الشهيدة ابنة سخنين خديجة شواهنة، قائلًا:
أنا الأرض
والأرض أنتِ
خديجة/ لا تغلقي الباب
لا تدخلي في الغياب
سنطردهم من إناء الزهور وحبل الغسيل
سنطردهم عن حجارة هذا الطريق الطويل
سنطردهم من هواء الجليل
وفي جمالية شعرية في غاية الروعة والدهشة في التداخل والتلاحم مع الأرض، يرتفع صوت الشاعر المغاري سليمان دغش، مؤكدًا على هوية الأرض، حيث يقول:
مخدتي زهر
وفرشتي حشائش برية
والبدر قنديل السمر
وانت لي أغنية
إن جعت آكل التراب
وأمضغُ الحجر
وإن عطشت أوقف السحاب
وأنزل المطرْ
ثم يقول :
أصابعي شجرْ
ومهجتي صخرية
وأنتِ لي القدر
يا أرضُ والهويهْ
والعلاقة القوية المتميزة والالتصاق بالأرض تجعل الإنسان الفلسطيني يصر على البقاء والوجود والثبات بكل شكل ممكن رافضًا لكل مشارع الاقتلاع والترحيل.
والأرض الفلسطينية تنادي إنسانها بلغة الشجر والتراب والماء كي يصمد أكثر، ويتمسك ويتشبث بكل حبة تراب حتى آخر رمق، ومن هنا نرى هذه الاصرارية على هوية البقاء والثبات من خلال معاني التحدي والصمود والمواجهة والكفاح.
ولنسمع صوت شاعر الوطن توفيق زياد الشجاع والجريء القوي، هاتفًا بهذه القصيدة،التي أصبحت نشيدًا على كل لسان، ويحفظها الصغير والكبير، فيقول :
هنا على صدوركم باقون كالجدار
وفي حلوقكم
كقطعة الزجاج، كالصبار
وفي عيونكم
زوبعة من نار
هنا على صدوركم .. باقون كالجدار
نجوع .. نعرى .. نتحدى
ننشد الأشعار
ونملأ الشوارع الغضاب بالمظاهرات
ونملأ السجون كبرياء
هذا هو النبض والحب الفلسطيني والشعور الوطني الذي نجده ونستشفه في الشعر الفلسطيني، وكم هي رائعة علاقة الفلسطيني بأرضه حين يشتعل وجدًا وشغفًا وحبًا بها حتى الثمالة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الشعر وكورونا
- جانحة كورونا
- فخر لنا بأطبائنا العرب
- ضُمة حبق للشاعرة نداء خوري في يوم ميلادها
- يا يوم الأرض
- ستون عامًا مرّوا
- مهزلة سياسية
- في ذكرى فارس الشعر الشعبي أبو الأمين الرناوي
- كورونا
- كلمات لروح أمي في عيدها
- رانية مرجية شاعرة وكاتبة وإعلامية من بلادي
- كورونيات
- مجلة - الإصلاح - الثقافية في عدد جديد
- شيخ النقاد والمثقفين الفلسطينيين محمد البطراوي في ذكرى الرحي ...
- أزهر اللوز .. إلى روح محمود درويش في يوم ميلاده
- رقة المشاعر ورشاقة المعاني في ديوان الشاعرة روز اليوسف شعبان
- في سيرة الشاعرة والقاصة السورية ميّادة سليمان
- - خطايا الماء - إصدار قصصي جديد للكاتبة الفلسطينية زهرة الكو ...
- ورود حمراء للمرأة العاملة في عيدها العالمي
- السيناريوهات المحتملة لتشكيل حكومة اسرائيلية جديدة !!


المزيد.....




- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الأرض في الشعر الفلسطيني