عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6528 - 2020 / 4 / 3 - 21:51
المحور:
الادب والفن
ثمالة
أجبروه على الصحو من ثمالته الطويلة.. تفرّس في كلّ الوجوه المستذئبة من حوله ..
بحثاً عن بقايا لأطلال آدمية ..
أصابه الذهولُ والإنكسار ..
فأختار ثمالةً أبديّة لا صحو فيها..
****
إصلاح
أنا المسكين, سارع الميسورون على إصلاح جيبي المثقوب فأحدثوا فيه ثقباً ثانياً .
****
بهْلوان
كفقاعةٍ , هبط نحو الأعالي ...
كان على يقين بأنّه ,, سيصعدُ .. يوماً ما , كحذاءٍ ممرّغٍ بالأوحال ,, في فضاءِ التسافل...
****
رقاد
مليون ليلة وليلة مرّتْ عليه وهو راقدٌ .. حلمُهُ بأنْ يستيقظ يوماً ما , ما إنفك يراوده دوماً . وأخيراً تحقّقَ له وإستيْقظ .. لكنه سرعان ما تلاشتْ لديه رغبة البقاء مستيقظاً ..فقرّرَ , هذه المرة , أنْ ينام مدى الحياة ..
****
سلاح
كَرِهَ البقاء في مدينته التي أحبّها وعاش فيها كثيراً , فقد باتتْ لا تنام إلاّ على زغردةِ الرصاص في كل آن . وصار كمن يمقت الموت , يكره رؤية السلاح , فقرّر الرحيل الى مدينة إخرى . في مدينته الجديدة , في الليل , وفي النهار , بل.. وحتى عندما يهجع للنوم , كان يحمل مسدّساً إبتاعه بعد شهر من مكوثه في مدينته الجديدة .
****
لقاء
كان صباحاً رائقاً ، إذ إمتدتْ يدُ حبيبته التي فارقته منذ سنوات ، مدّ يدَه هو الآخر ، ورغم شدة الرغبة بالمصافحة ، لكن قوة مهيمنة حالت دون ذلك ، كرّر المحاولة وبإصرار لأكثر من مرة فلم ينجح ، ثم إستدار وبإنزعاجٍ واضح تاركاٌ خلفه ، قبراٌ زيّنتٔ سطحَه العلوي ، باقةُ وردٍ ملونة .
****
تمرّد
كان منزعجاً جداً , إذْ تناول شخصيته كاتبٌ مغمورٌ , في قصة قصيرة جدا وبعدها إعتقد بأنه لم يفِ إستحقاق بطله أردفها بقصة قصيرة وشعر بإخفاقه ايضا فعدل عن كل ذلك وحوّل عمله لرواية طويلة ... وها هو البطل يلوكُ همومَه كعلكةٍ قديمةٍ , لكنه إستطاع أخيراً أنْ ينسلَّ ببراعةٍ متقنة من بين كل السطور, ليحشرَ جسدَه مع ملايين البشر ..
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟