عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 6499 - 2020 / 2 / 26 - 09:24
المحور:
الادب والفن
١ تداعيات
كان يلاحقني كإسمِي . في الليل وفي النهار . كنت أتوسّلُ اللحظةَ التي تفارقُ صورُتُه ذهني بأنْ تطولَ كدهرٍ , عسى خوفي يغادرُني . فكانت اللحظة التي إنتظرْتها طويلاً , ليس لأنّه مات والى الأبد , وإنّما لأنّني أنا الآخرُ شاركتُهُ موتَه .
٢ رغبة مؤجّلة
سألوني ولكن بتهكّمٍ واضح قبيل إخراجي من زنزانتي ، إن كنتُ أريد شيئاً فطلبتُ قدحَ ماء.. كانت إرتعاشات أصابعي تتموسق مع إرتعاشات قلبي ودقّاته المتسارعة .. الآن ، لا أتذكّر شيئاً سوى أنني أدنيتُ القدحَ من فمي وبأسرعِ من ومضةِ برقٍ إلتمع في عينيّ وهجُ رصاصاتٍ أنطلقتْ نحوي وعن قربٍ ، فأدركتُ جسدي بعد هنيهة ممدّاً على البلاط وقد إمتزج ماءُ القدحِ بدمي النازف فشعرتُ بحرارته كلسعةِ جمرةٍ متوهّجة ..
٣ لقاء
كان صباحاً رائقاً إذ إمتدتْ يدُ حبيبته التي فارقته منذ سنوات مدّ يدَه هو الآخر ورغم شدة الرغبة بالمصافحة لكن قوة مهيمنة حالت دون ذلك كرّر المحاولة وبإصرار لأكثر من مرة فلم ينجح ثم إستدار وبإنزعاجٍ واضح تاركاٌ خلفه , قبراٌ زيّنتٔ سطحَه العلوي , باقةُ وردٍ ملونة .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟