أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - رسالة إلى رفيق (2)














المزيد.....


رسالة إلى رفيق (2)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6494 - 2020 / 2 / 18 - 22:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خليل قانصوه ، فرتسا في 18.02.2020
قرأت للمفكر الشيوعي حسين مروة ، أن حكام العرب يسوسون أمور شعوبهم بما يضمن استمرار حكمهم ، فهم ينظرون إلى هذه الشعوب بما هي شعوب مزعومة . و الرأي عندي أن هذا مرده إلى الذهنية الذكورية التي توصل إلى سدة حاكما ملكا و تبيح سبي النسوة و تعدد الزوجات و الخيانة .
كان تملق الولايات المتحدة و الدول الخليجية عديم الجدوى . غزا الإسرائيليون لبنان و أحتلوا أرضه ووصموا أهله بلعنة الاحتلال التي لا براءة منها قبل مرور عدة أجيال , لم يتوصل اللبنانيون بعد إلى التغلب على أزمتهم الاجتماعية الأساس التي فاقمها فشل حروب سنة 1970 ثم الغزو الإسرائيلي 1982 و أخيرا الوصاية السعودية ابتداء من العام 1989 .
طرقت السلطات السورية أبواب الجارة تركيا الإسلامية و الحكومات العربية الشقيقة ، لعل وساطة يبذلها هؤلاء جميعا ، تؤدي إلى اتفاقية مع الإسرائيليين يستعيد بموجبها السوريون أرضهم المحتلة في هضبة الجولان فتجاري الدولة نظيراتها الإسلامية و العربية في سلوك نهج التطبيع مع "المستعمر الغاصب العنصري " . كانت النتيجة مخيبة كما كان منتظرا . حيث تحالف الوسطاء مع المستعمر ، ظنا منهم أن لجوء السلطات السورية إليهم هو دليل على ضعفها ، و بالتالي حان الوقت لإسقاط الدولة و اقتسام الجغرافيا السورية بين الصهيونيين و الإسلاميين و عُربان الخليج .
أنت تعرف يا رفيقي أن منظمة التحرير الفلسطينية التي انساقت إلى منفاها التونسي بذلت ما في وسعها من جهد لإجهاض انتفاضة الحجارة في الأرض الفلسطينية المحتلة أملا بالتوصل إلى اتفاقية صلح تنسحب بموجبها قوات المستعمرين إلى حدود الرابع من حزيران 1967 . لم يتحقق من هذا كله إلا الصلح في أوسلو في سنة 1993 ، و لكن الأرض ما تزال محتلة ليس من الإسرائيليين فقط و إنما صارت محتلة أيضا من الولايات المتحدة و من حلفائها الأوروبيين .
و في هذا السياق يحسن التذكير لعل الذكرى تنفع ، بان ميليشيا القوات اللبنانية التي عبث عناصرها أثناء الغزو الإسرائيلي ، بمحتويات منزلك و منزلي استعادت حرية العمل السياسي واستطاعت أن تتصدر ما يسمى " ثورة الأرز " اثر اغتيال الشيخ رفيق الحريري في بيروت .
أكتفي بما تقدم علما أن في السبحة ذكريات بعدد الخرزات . جملة القول أن نظم الحكم العربية و من ضمنها منظمة التحرير الفلسطينية اعتقدوا أن التناقض مع المستعمر الاستيطاني العنصري ينتهي بالصلح معه و التخلي عما اغتصبه و الصفح عن الجرائم التي ارتكبها ، فلو تحقق هذا كله لأمكن كما توهموا اعتبار هزيمة حزيران 1967 آخر الهزائم .
من نافلة القول أن ما جرى في البلدان العربية عموما و في العراق و سورية و لبنان و ليبيا بوجه خاص ، بدد هذه الأوهام ، و أعاد الأمور إلى نصابها الصحيح . الاستعمار سيرورة عدوانية متواصلة طالما لم يعترضها المتضررون منها .و الرأي عندي أن السلطة في سورية اقتنعت بهذا المعطى واستطاعت إقناع قطاع واسع من السوريين به ، لولا ذلك لما نجحت حتى الآن ،في قيادة حرب التحرير الوطني المستمرة منذ عشر سنوات ، ضد العدوان الذي تتعرض له
ما العمل يا رفيقي ، هل كان علينا أن نتصالح مع السلطة في سورية و ندعم مقاومة السوريين شعبا و جيشا دفاعا عن سورية ضد حرب امبريالية ؟ أم نتصالح مع المستعمرين و الرجعيين العرب من أجل انتزاع الدولة السورية من أيدي سلطة كنا نعترض على أدائها ، بغية إلغاء هذه الدولة ؟
لماذا لا تُستخلص العبرة من تجربة العراقيين ؟ لماذا لا يتعلم المسلمون من تجربة الأفغان ؟ الإسلاميون ليسوا في اعتقادي شديدي الحرص على المسلمين ( الشعوب المزعومة في نظر حكامهم ) فما يهمهم هي سلطة الحكم و الأجر نقدا أو غُنْما . فأي منطق يجيز الاستنصار بالمستعمر ضد حاكم غاشم ؟
بقي أن أقول لك أيها الرفيق ، اننا كنا عربا في سنوات 1960 ، ثم تفرعت هويتنا في السبعينيات فصرنا " أولا " فلسطينيين و لبنانيين وعراقيين و سوريين و جزائريين ، ثم تحولنا في الثمانينات إلى مسلمين و مسيحيين و إلى أعراق مختلفة متنابذة ، و أخيرا و لما بلغنا الدرك الأسفل اكتشفنا أننا أتباع مذاهب يكفر و يخوّن بعضها بعضا ، باسم الله و باسم الثورة و الفتح . أن سورية يا رفيقي من خلفنا و البحر أمامنا فإن أستولى الأعداء على سورية لا يبقى إلا البحر أمامنا .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى رفيق (1)
- لا تظلموا الانتفاضة
- يساريون
- عودة سعدى 3
- عودة سعدى 2
- عودة سعدى
- قضايا المقهورين في إعلام المتسلطين !
- ملحوظات على الإنتفاضة القسم الثاني
- ملحوظات على الانتفاضة
- عن الوطن و الدولة الوطنية بعد فوات الآوان
- إنهيار الدولة من مساوئ حكامها !
- شبه الدولة التي لا يمكن إصلاحها ، لا لزوم لها
- اشتموا كوشنير!
- صفقة القرن و دولة الأباتهايد
- صفقة القرن و دول العصي
- دولة العصا و أحزاب العصا
- الهوية الوطنية و الهوية الفئوية
- إن الصراع هو على لبنان و ليس في لبنان
- الذين يادروا إلى شن الحروب لم ينتصروا
- معادلات السنين العجاف


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - رسالة إلى رفيق (2)