من جسد خريف آخر

عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 6482 - 2020 / 2 / 4 - 02:40
المحور: الادب والفن
    

...
... إلى وطن يغتال كل حلم جميل ...
.......................................
... هو ذا خريف فصيح
يحضنني
جسدي شجره الموعود
بالسفر
يحتفي بأغاني الرعاة .
تزورني شمس ساقيات
يطأن أوراقي
فواكهي رهن الإشارة
يمددن أيديهن
في سخاء الريح
يمسدن أفنان صرخاتي
المخضبة
بريش طيور مهاجرة
باغتها الليل
فراودت أغصاني المسكونة
بدفء السفر ..
...
جسدي شجر حصيف
صوتي غابات أحلام
ثماري كما الكلمات غيمات
تقطفها حكايات غجر
تقصفها وشايات مطر
قادم من أعالي الذكريات
شاهدة
شهيدة
على ما فات ..
...
جسدي شجر مخيف
من ألفة المؤانسات
يبيت
على سجادة السهر
يرتل ما قاله فيض
قادم
من أهازيج الشرر
يقرأ
ــ كلما هده الحنين ــ
تفاصيل من آيات الحجر ..
...
جسدي طفل لطيف
أخضر
يعبث بالظلال
يرسم المواويل
على خد الحجر
يسألني
في غبطة الماء :
هل يزورك الخريف ،
أم أنت
من يزوره ؟؟ ..
...
جسدي شجر عنيف
لكل الفصول
يسقيه حزن دفين
يسقيه عشق الآني
والآتي
من سواعد البسطاء
يشذبه وعيد القصيد
ينشده فرح الصغار
كلما ثار غبار
عن النهار
كلما ثار
عن الليل
نجم ثار ..
فمن يزور الآخر
يا جسدي
وما بقي لك
من عطش يشتهيك
غير دلو مثقوب
دليلك المستعار ؟؟ ..
...
جسدي شجر نزيف
أعزل
يغزل خيبته
في واحات انتظار
لكنه
لا يفاوض غير فيضه
لا يساوم دعوات أقدار ..
...
جسدي نظرة احتمال
يغتال اليقين الدجال
بسيف سؤال
بدم موال جوال
في عروقه سال
يعبر بحور الشبهات ..
...
هو ذا خريف دفتر
يحضنني
يفرش دفتيه
طريق ظن جميل
على خدود المجاز
على أخاديد تيه
منتظر
بلا خط أحمر ...
....................
فبراير 2020
................

#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات