أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!














المزيد.....

د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6479 - 2020 / 2 / 1 - 23:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


برهم صالح، هو مُثقّفٌ فطنٌ، واقتصاديٌّ بارعٌ ، وسياسيٌّ محنّكٌ، ولاعبٌ ماهرٌ، وشعبويٌّ مقنعٌ، ودبلوماسيٌّ ذكيٌّ، و مُتحدِّثٌ لبق، وإنسان هادئ، وبراغماتيٌّ على مستوى عالي جدًا، يُجيد اللعب على التّناقضات، والغوص في المتاهات، وإقناع الأعداء والأصدقاء، لا أُبالغ لو قلت إن كل هذه الصّفات تنطبق على شخصيّة الدّكتور برهم صالح.

في عام ٢٠١٧ قدّم صالح استقالته من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، الَّذي كان عضوا فيه منذ العام ١٩٩٢. وعزا سبب استقالته إلى الفساد والتّخبط والتّفرد في اِتّخاذ القرارات داخل الحزب من قبل فئة صغيرة.
وبسبب مواقفه الشّجاعة، وتصريحاته الجريئة، وترويجه لأفكار سياسيّة واقتصاديّة عصريّة، ونقده اللاذع لحزبه، ولحكومة اقليم كردستان على حد سواء؛ اكتسب شعبيّة واسعة في الأوساط الكردستانيّة، التي كانت ترى فيه الرّجل المصلح الذي سيخلِّص الإقليم من أزماته السّياسيّة والاقتصاديّة في المستقبل القريب.

ثم أنشأَ حزب "تحالف من أجل الديمقراطية والعدالة" الّذي فاز بمقعدين برلمانيين في الانتخابات النّيابية العراقية سنة ٢٠١٨. شكَّلت هذه النّتيجة صدمة له، ولأنصاره، وللرأي العام الكردستاني، الّذين توقعوا أن يكون لهذا الحزب دور و تواجد أكبر في البرلمان العراقي و الكردستاني، لكن جرت الرّياح بما لا تشتهي السفن.

بعد فشله الذّريع في الانتخابات النيابية، جرى حوار بين بعض أعضاء حزب الاتحاد الوطني، وبرهم صالح؛ من أجل إقناع الأخير بالعودة مرة أخرى الى صفوف حزب الاتحاد، وقدموا له عرضًا مغريًا، وهو ترشيحه إلى منصب رئاسة الجمهورية العراقية، مقابل عودته إلى الحزب، فوافق صالح على هذا العرض من دون تردد، وبالفعل تم ترشيحه لشغل منصب رئاسة الجمهورية. لقد أجهزت هذه الخطوة على شعبية برهم صالح الكبيرة في كردستان ، لكن بالمقابل قربته من تحقيق حلم الفوز بكرسي الرّئاسة، الّذي من أجله ضحَّى بشعاراته الإصلاحية التي كان يرفعها قبيل الانتخابات النّيابية عام ٢٠١٨، وبرفاقه، وحزبه الجديد أيضا.
دخل صالح مضمار السباق مع مرشح الحزب الديمقراطي الكردستاني الدّكتور فؤاد حسين، للفوز بمنصب رئاسة الجمهوريّة. وتحت قبة البرلمان العراقي، صوّت المحور الإيراني لصالح الدّكتور برهم صالح، على حساب الدّكتور فؤاد حسين، الذي صنّفه المحور الإيراني على أنه مرشح أميركا، أو المحور الأميركي. وعند انتخاب صالح لرئاسة الجمهورية، ابتهجَ المحور الإيراني، وقال نوابه: سجلنا هدفًا ثالثًا في مرمى أميركا ! في إشارة إلى استحواذهم على الرئاسات العراقية الثلاث. لكن اليوم تغيّرت لهجتهم، بعد أن تضارب المصالح بينهما، وباتوا ينظرون لبرهم على أنه عميل أميركي، يقود مؤامرة ضد البلد.

تعرض صالح إلى تهديدات جدِّيَّة بالاقالة والتّصفيّة الجسديّة، و إلى إهانات كثيرة في الإعلام ومواقع التّواصل الاجتماعي القريبة من الخط الإيراني، وذلك لعدم موافقته على ترشيح مرشح كتلة الفتح أسعد العيداني، ونتيجة لتلك الضّغوطات والإهانات المتكررة لوح صالح بالاستقالة من منصبه، بهذه الخطوة أراد من جهة أن يسجل موقفا سياسيا و شعبيا، ومن جهة ثانية يضع ضغطا على الأحزاب السّياسيّة لترشيح شخصيّة مقبولة لدى الشّارع العراقي. لا شك أن برهم كان ذكيًا وحكيمًا جدا بإقدامه على مثل هذه الخطوة الجريئة، التي قرَّبته أكثر من الشارع العراقي، و أبعدته قليلًا عن المحور الإيراني، الذي كان غاضبًا من سلوك برهم صالح؛ لأنه لمْ يعد يتماهى أو ينسجم مع توجهاته.

بلغ التّجاوزات ضد صالح ذروتها عندما شتمه أحد أعضاء كتلة الفتح و البناء، في إحدى اللقاءات التّلفزيونية، على قناة دجلة الفضائية العراقية، حيثُ صرح قائلا: " إن مافعله رئيس الجمهورية هو ديدن الجبناء، وعلى الشعب العراقي أن يبصق بوجه برهم صالح بأي مكان يكون". ثم حدثت مفاجأة لم يكن يتوقعها المحور الإيراني، وهي دعم و تأييد الحزب الدّيمقراطي، لخطوات برهم صالح، ورفض إقالته أو استقالته بأيِّ حال من الأحوال.

وقبيل سفره إلى دافوس، هدده حزب الله العراقي الموالي لإيران، بالطرد من بغداد إذا ما قابل " ترمب" رئيس الولايات المتحدة الأميركية، الذي كان قد أعطى الضوء الأخضر لاغتيال قاسم سليماني والمهندس في بغداد، لكن صالح لم يأبه بذلك التّهديد، واجتمع بترمب في دافوس، وقام بحركة دبلوماسية ذكيّة، عندما قاطع خطاب ترمب الذي كان يروم الحديث عن احتمالية فرض عقوبات اقتصاديّة أميركية على العراق.

الخطوات التي قام بها صالح منذ بداية احتجاجات تشرين من العام ٢٠١٩ و إلى غاية كتابة هذه السّطور، سواء فيما يخص رفضه ترشيح العيداني، أو تلويحه بالاستقالة، أو حضوره المميز في مؤتمر دافوس؛ جعلته شخصية مقبولة لدى طيف كبير من الشارع العراقي، وقرَّبته من المحور الأميركي، كما زادت الهوة بينه وبين المحور الإيراني.



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جغرافية كردستان !
- كردستان، بين نار أميركا وإيران!
- إيران خسرت سليماني، لكن ماذا كسبت؟
- السلطة العراقية الرابعة الفاسدة !
- كردستان ملاذ الخائفين !
- ٢٠١٩ عام المظاهرات !
- مجزرة تل رفعت!
- مرحلة ما بعد داعش!
- حكومة كردستانية جيدة ،وتركة ثقيلة!
- الفرق بين الدول الغربية المؤسساتية ، والدول الشرقية الفردية ...
- متى ستقدم فرنسا وبريطانيا وروسيا الإعتذار لشعب كردستان ؟
- مدينة دهوك بلا رقابة !
- جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- رأي.. عبدالخالق عبدالله يكتب عن ترتيب الإمارات في تقرير السع ...
- زلزال يضرب جنوب غرب اسطنبول بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر
- تحقيق ل-هآرتس- يكشف تفاصيل استهداف 15 مسعفا في رفح وينفي سرد ...
- الذكاء الاصطناعي ينافس نجوم هوليوود على جوائز أوسكار
- الاتحاد الأوروبي يغرم آبل- و-ميتا- ويخاطر بإثارة غضب ترامب
- لافروف يتحدث عن إمكانية عقد جولة جديدة من المباحثات الروسية ...
- -حماس- تدين وصف عباس لها بعبارات نابية (فيديو)
- -مصر تطور سلاحا للتفوق على إسرائيل-.. الإعلام العبري يحذر من ...
- اللحظات الأولى بعد زلزال بقوة 6.2 درجة ضرب اسطنبول
- مصر.. قداس على روح البابا فرنسيس


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - د.برهم صالح، والمحور الإيراني في العراق!