أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية الخاصرة الرخوة والمرأة














المزيد.....

رواية الخاصرة الرخوة والمرأة


هدى عثمان أبو غوش

الحوار المتمدن-العدد: 6457 - 2020 / 1 / 6 - 17:14
المحور: الادب والفن
    


هدى عثمان أبو غوش:
"الخاصرة الرخوة"روايّة للأديب الفلسطيني جميل السّلحوت،صدرت عن دار النّشر مكتبة كلّ شيء في حيفا 2020.
العنوان"الخاصرة الرّخوة"مصطلح ذو طابع عسكريّ يطلقونه على امتداد جغرافي له بعد معيّن، يشكلّ بمجمله منطقة ضعف بالنسبة لدولة أو منطقة ما، وفي الرّوايّة فإن المرأة هي الخاصرة الرّخوة للرّجل وللمجتمع. وفي صفحة 126هناك ذكر للخاصرة الرّخوة"المرأة خاصرة المجتمع الرّخوة".
في هذه الرّوايّة الإجتماعيّة يقرع الكاتب جميل السّلحوت بأُسلوبه السّلس البسيط غير المعقد التأثير السلبيّ لأفكار المجتمع على الفرد وخاصّة المرأة، الفكر المتطرف المتمثل بأُسامة وفهمه الخاطئ للدّين، أُسامة شاب متعلّم ويعمل في السّعوديّة، يرتبط بجمانة الجامعيّة ويضطهدها بأفكاره دون أن يشعر بأيّ ذنب، لأنّه يظنّ أنّه في الإتّجاه السّليم والصحيح، وهو لا يعلم أنّه مريض بفكره المتطرف، وهنا تتحول جمانة الخاصرة الرّخوة لأسامة وتشبه علاقتها بزوجها المعقد نفسيّا بإحتلال وطنها من قبل العدوّ.
ويبدو تأثير الفكر السّلبي والمعتقدات الخاطئة على المرأة بشكل بارز ومؤثر من خلال عرضه لشخصيّة عائشة، التّي وقعت ضحية المفهوم الخاطئ لغشاء البكارة وعلاقة فضّه بليّلة الدّخلة، حيث تمّ طلاقها بعد ثلاثة أشهر بسبب زعمهم عدم وجود بكارتها، في حين اتّضح بعد زواجها الثاني وإنجابها المولود أنّ السّبب في ذلك هو كون الغشاء مطاطيّا. وبذلك كانت عائشة الخاصرة الرّخوة لزوجها وللمجتمع الذّي جعل منها متّهمة دون ذنب اقترفته حتى نالت البراءة فيما بعد.
أمّا شخصيّة صابرين الجريئة في تصرفاتها وعلاقتها مع يونس فهي الخاصرة الرّخوّة للمال والثراء ولزير النسّاء.
يرسم الكاتب الحالة النفسيّة في الرّوايّة من خلال شخصيّة أُسامة المصاب بتوتر عصبيّ ناتج عن جهله في التعامل العاطفي مع جمانة، وهذا ما أثّر عليه في ليلة دخلته، وكان الدّواء هو المساعد لخروجه من تلك الأزمة.
الحالة النفسيّة عند جمانة كانت واضحة، فجمانة حاولت رفض زواجها من أُسامة، لكنها لم تفلح، فكانت حالتها منذ عرفته تتصف بمشاعر الكبت، البكاء، محاولة الإنتحار؛ بسبب الضائقة النفسيّة التّي ألمّت بها بسب تعامل أُسامة غير المنطقي معها، ورغم المعاناة فهي تلبس قناع الرّضا والسّعادة في حديثها مع والدها وتستخدم صيغة المبالغة، تقول:" لا تقلق عليّ بابا حبيبي وأنا بألف خير وبمنتهى السّعادة"، وفي النّهايّة نجحت جمانة في التّغلب على معاناتها من خلال التصميم على الطلاق حين رجعت إلى بيت أهلها.
يصوّر لنا الكاتب الحالة النفسيّة عند عائشة، الطفلة ابنة الخامسة عشرة عاما، مشاعر الخوف والرعب منذ بدايّة زواجها، الوحدة والإنفراد الذاتي،الحزن والبكاء، فقدان الشهيّة للطعام، محاولة التّفكير بالإنتحار.
نجد في الرّوايّة تشابها في مصير الشخصيّات التّي حددّها الأديب لهنّ في النهايّة، ألا وهو الطلاق عدا عن عائشة التّي تزوجت مرّة ثانيّة.
جاء دور الأمّهات غير مساند لأبطال الرّوايّة، أُمّ جمانة تصرّ على تزويج ابنتها، بالرّغم من عدم قبول جمانة، وتقنع زوجها بالقبول "رد للجماعة خبر بالموافقة، واترك جمانة لي".
أُم ّعائشة مغلوبة على أمرها، فهي الشاهدة على الضحيّة بالرّغم من معرفتها صدق ابنتها، حاولت مناقشة زوجها، لكنها قوبلت بالرفض واتهمت تربيتها الخاطئة لإبنتها، ولذا استسلمت للواقع حين أرادوا تزويج عائشة لرجل غير مناسب لها من ناحية الفارق بالعمر:" أعرف أنّك مظلومة، لكن ليس لديّ إثبات على براءتك....إنّ هذا الخاطب مناسب لك مع فارق العمر بينكما "القطعة ولا القطيعة".
أُمّ صابرين هي الأمّ القلقة الخائفة على مصير ابنتها التّي سلكت طريقا منافيا للأخلاق في علاقتها مع يونس، كانت حاسمة مع ابنتها بشأن يونس، ممّا جعل صابرين تسارع في طلب خطبتها من عشيقها.
أمّا أُمّ أُسامة فكانت شخصيّة مختلفة، فهي ديناميكيّة وبارزة في الرّوايّة، لها دور فعّال، أبدع الكاتب في صقلها وفي دقّة تحركاتها، حديثها، فهي شخصيّة مسيطرة ذات لسان حادّ، هي نموذج للمرأة النّمامة في المجتمع، مريضة في فكرها وترى من حولها كلعبة تريد تحريكها حسب مزاجها، تقول في نهايّة الرّوايّة:" لا ردّها الله، وقد فعلت خيرا بطلاقها،سنزوّجك صابرين ابنة عمّك، فلديها عشرات آلاف الدّنانير التّي حصلت عليها من طليقها".
وردت في الرّوايّة، الأمثال الشعبيّة التّي ساهمت في التعبير عن الأحداث بشكل متناسق ومؤثر.
وردت بعض الآيات القرآنيّة بصورة طويلة، وبعض الأحاديث لمختلف الفقهاء والشّيوخ، فاسترسل كثيرا، كما وأطال في أُغنيّة "دبلة الخطوبة"فكان بإمكان الأديب أن يختصر مع إيصال الفكرة.
وردت بعض الأخطاء المطبعيّة،في صفحة(131)"عندما طرقت باب بيت أبي أسامة"والصحيح أبي جمانة.وأيضا "لم يشأ أبو أَبو أُسامة"والصحيح أبوجمانة.



#هدى_عثمان_أبو_غوش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة البطة المستاءة والحفاظ على البيئة
- قصّة الأرجوحة والتعريف بالوطن الكبير
- من بين الصخور سيرة الأديب السلحوت
- الحائط لشهيرة أبو الكرم رواية اجتماعية
- إكرام علان تبوح بنصائح للنساء
- ديوان ما يشبه الرثاء وأنين القصائد
- رواية -تايه-تفتقر للحوار
- قصة المفتاح العجيب والأحلام
- أكاليل الغار وفنّ القصّ
- رواية عند بوابة السماء والقدس في ذاكرة الشعوب
- قصة الأطفال -دقدوق- والنهايات السعيدة
- رواية ليت والخلل في الحوار
- -عين الحب كفيفة- والحياة الاجتماعية
- شواطئ اللظى وبساطة اللغة
- شبابيك زينب والانتفاضة الأولى
- ميلاء سعاد المحتسب والعلاقة غير السّويّة بن المرأة والّجل
- رواية السّيق والأسئلة الحائرة
- - قصة الشجرة الباكية- والدعوة للسلام
- رواية وميض في الرماد وقهر المواطن العربي
- رواية هذا الرجل لا أعرفه وعدم تحديد المكان


المزيد.....




- بردية إدوين سميث.. الجراحة بعين العقل في مصر القديمة
- اليمن يسترد قطعة أثرية عمرها أكثر من ألفي عام
- -قره غوز.. الخروج من الظل-.. افتتاح معرض دمى المسرح التركي ف ...
- لقطات -مؤلمة- من داخل منزل جين هاكمان وزوجته وتفاصيل مثيرة ح ...
- من السعودية إلى غزة.. قصة ’فنانة غزية’ تروي معاناة شعبها بري ...
- سفير روسيا في واشنطن: الثقافة يجب أن تصبح جسرا بين الدول
- شطب سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين السوريين -لإنكارها الجرائ ...
- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى عثمان أبو غوش - رواية الخاصرة الرخوة والمرأة