|
عن افاق المستقبل
سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6453 - 2020 / 1 / 2 - 16:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قراءة المستقبل ليس تنجيما بقدر من هو عمل استشرافي علمى بالدرجة الاولى .و علم المستقبل علم حديث العهد ولد من زمن الحرب العالمية الثانية و هدفه تقديم قراءة للواقع لفترة زمنية معينة . و فى عالمنا العربى برز اسم الدكتور المهدى المنجرة و هو مغربى توفي منذ بضعة سنوات الذى يعتبر مؤسس علم المستقبليات العربى و من كتاباته تعلمت حول هذا الموضوع . من كتاباتى السابقة فى موضوع استشراف المستقبل كان قبل بضعة اعوام عندما توقعت ان الصراع ذات الطابع الافقى فى سورية و العراق سيؤدى على الاغلب الى ضعف الهوية الوطنية و الى انتشار نزعة الهويات ما دون الوطنية و الذى ان استمر قد يؤدى الى اختفاء دول و لاحقا الى نهاية مفهوم العالم العربى كما عرفناه .
و الثانية كان توقعى نهاية داعش بالاستناد الى الاضطلاع على مسيرة عدة حركات تطرف دينية و غير دينية عبرا لتاريخ التى عادة ما تكون قصيرة العمر .و هنا لن ادخل مرة ثانية فى هذه المواضيع لانى كتبت و حاضرت عنها كثيرا خلال الاعوام الماضية .
على اية حال من المهم تسجيل الملاحظات التالية الاولى ان تتحلى مقاربة الموضوع باعلى نسبة ممكنة من الحيادية و الموضوعيه . و الابتعاد عن العامل الايديولوجى و التمنيات الخ ..كما انه يقع خارج اطار التفاؤل و التشاؤم لانه ينطلق من معطيات الواقع بكل مرارته .و نحن لا نعيش فى زمن المعجزات .اى تغيير لللافضل يتطلب تغييرات كبرى فى الثقافة و عقليه الحكم الخ .و ثمار هذا لا تظهر بسرعة .
الثانى الابتعاد قدر الامكان عن ما يمكن تسميته بالتقديرات التخمينية التى لا تنطلق من معرفة جيدة للواقع . معرفة الواقع معرفة جيدة هى اساس عمل الباحث الذى يسعى ان يقدم قراءة استكشافيه للمستقبل .تماما مثل الارصاد الجوية التى تتوقع هطول المطر بعد معرفة تركز الغيوم و اتجاهات الريح الخ .
معنى هذا يصعب الحديث عن استقراء للمستقبل بدون معرفة كافة الجوانب السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و هو يعنى كل شىء من معرفة نمط تفكير ادارة الحكم و الياته و برامحه و الاحاطة الشامله بكل الجوانب التى لها علاقة بالموضوع من نسب المواليد الى نسب الوفيات الى درجة الاستثمار فى الشباب و الصحة و التعليم و البنى التحتية فى ىالصناعة و الزراعة الخ . من خلال المعطيات الحالية و قد قرات ارقاما مقلقة فى هذا الامر اى نسب الشباب و البطالة و ما ينتج عنه من ياس و احباط و عدم حصول تغيرات فى الثقافة السياسة للحكم و ضعف الاستثمار فى مشاريع المستقبل طبعا اضف للصراعات الافقيةو ثقافة التطاحن فى بعض البلاد و كل ما ينتج عنه من ضعف الانتماء الى انتشار ثقافة النظرة السلبية تجاه الاخر و كلها تعطى مؤشرا لمستقبل مظلم .
كل ذلك يجعلنى اعتقد انه لن يكون هناك اى امل فى تغيرات لصالح حياة افضل لللاجيال الحالية على المدى المنظور . اما على المستوى الفلسطينى فانا لا ارى ان هناك اى امل فى التقدم على المدى المنظور فى ظل ما نراه من ضعف للمشروع الوطنى و الصراعات الداخلية فى ظل تصاعد الفاشية اليهودية و ضعف المحيط الداعم الخ .و لا ارى امل اللفلسطيين الا عبر تدخل دولى و هذا غير متوفر الان .و العامل الثانى هو تقدم الديموغرافيا الفلسطينة و هو اكثر العوامل التى تخيف الصهاينة .و اعتقد انه بات من الضرورى مراجعة المرحلة الماضية لتجديد المشروع الوطنى الفلسطينى و الا من الصعب تصور اى تغيير الان . .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بعض من احاديث نهاية العام !
-
حديث الخميس
-
يوم اخر !
-
حول الصراع الازلى بين المثقف و القبيله السياسيه!
-
جولة فى التاريخ!
-
لا تستطيع ان تكون صاحب دكان ان كنت لا تبتسم !
-
نوستولوجيا ام ان شبح كارل ماركس يعود الى الظهور!
-
من نظرية المرعى العام الى اشكالية دفع السيارة !
-
مسوؤلية بريطانيا فى جريمة قتل بين 8 الى عشرة مليون ايرانى فى
...
-
مواقف فى الحياة
-
حديث الخميس جاء الفرج !
-
لا للثورة نعم للصلاح التدريجى
-
اذا الليل اضنانى بسطت يد الهوا!
-
اسرائيل تطالب ب 150 مليار دولار من الدول العربية !
-
كلام فى زمن ما بعد خراب مالطا !
-
العقل الجمعى او الذات الجمعية للمجتمعات!
-
الربيع العربى الثانى على الابواب !
-
معلم يقتل تلاميذه !
-
العنصريه العربيه القبيحه!
-
العالم يسير نحو الفوضى !
المزيد.....
-
-ضربته بالعصا ووضعته بصندوق وغطت وجه-.. الداخلية السعودية تع
...
-
كيف يعيش النازحون في غزة في ظل درجات الحرارة المرتفعة؟
-
فانس: في حال فوزه سيبحث ترامب تسوية الأزمة الأوكرانية مع روس
...
-
3 قتلى بغارة إسرائيلية على بنت جبيل (فيديو)
-
-يمكن تناولها ليلا-.. أطعمة مثالية لا تسبب زيادة الوزن
-
Honor تكشف عن هاتف متطور قابل للطي (فيديو)
-
العلماء يكشفون عن زيادة في طول النهار ويطرحون الأسباب
-
لماذا نبدو أكثر جاذبية في المرآة مقارنة بصور كاميرا الهاتف؟
...
-
العراق.. انفجارات وتطاير ألعاب نارية في بغداد (فيديو)
-
مصر.. محافظ الدقهلية الجديد يثير جدلا بعد مصادرته أكياس خبز
...
المزيد.....
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
-
ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول
/ بشير الحامدي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
المزيد.....
|