أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة














المزيد.....

ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


باتَ من الواضح بأنَّ العراق لم تعُد ذات سيادة، كما هي الكثير من الدول العربية إن لم تكُن كلّها، وهذا شيء يُحزنني قوله، ويجعلُ خيمات الحُزن تنصبُ عامودها على قلبي، ومحاجرُ الدمع في عيني تكادُ تتفجَّر، وأطراف أصابعي تدعي على نفّسها بالقطعِ قبل ان تكّتُب هذا الحُزن . انا عربيٌ عروبي، يؤثّر عليّ كُل ما يحدُث على الأراضي العربية من قتّلٍ وتهجير وسفكِ دماء، فجميع شؤون الدول العربية تُعنيني ولها اهمّية كبيرة عندي، لكن ليسَت بتلكَ الاهمية ولا تأثيرها بذلكَ التأثير الكبير عليّ كما هو في ما يحصُل على الأراضي العراقية ؛ لأنّ العراق هي قبلة العَرب الأولى، وبوّابة الشّرقِ التي لم ولن تُغلَق رغمَ كُل ما يحدُث عليها، وارض الحضارات ومهدها، وعراقة التاريخ، وأصالة الحاضر .

لقد كانت وما زالت العراق وستبقى أرض الثقافات والحضارات المُتعدّدة، والواجهة الأولى للعرب، حيث قامت على أرضها أقوى الحضارات وأعرقها، وأعظم الخلافات الإسلامية وأعدلها، وكانت من تتلقى الخنّجر الأول في عداءات العرب مع الفُرس، وربما يراها الكثير لأسباب دينية طائفية فقط، مع أنّني ارى بأنّها طائفية وقومية، فقد علمَ الفُرس بأن بغداد هي بمثابة العامود الأول التي ترتَكِز عليه الهوية العربية ؛ لأنه على مرِّ التاريخ والعصور، لم نكُن نسّمَع من يُنادي بالوحدة العربية إلا الاصوات التي كانت تنطَلِق من دمشق وبغداد، فهاتين العاصمتين هنَّ صمّام الأمان والأعمدة الرئيسية اللتان يجِب أن نُحافظَ عليهنَّ؛ لأنهنَّ إن سقطنا تكون الامة العربية بأكملها قد سقطَت وهُدّمت دولةً وراء دولة .

في الاشّهُر القريبة الماضية إنطلقَت ثورة الأحرار للتطهير - كما اطللقَ عليها - في الأراضي العراقية، فهي ثورة إنطلقَت ضدّ الظُلم والقَهر والعوزة، والفساد والفاسدين، وضدَّ صاحب المشّروع الصفوي الكبير، الذي يتحكّم بجميع مفاصل الدولة العراقية، ويُنصّب عليها من يشاء من خونةِ العراق، وممّن باع العراق بل باع أُم وأب وحاضنة العرب أجمع بأبخسِ الأثمان، بعد أن تآمروا عليها في جميع الحروب التي دخلتها دفاعاً عن الهوية العربية، وبعدَ ان ضحّوا بقياداتها الحقيقية، التي كانت تسعى دوما إلى الإرتقاء بالعراق على الصّعيدين الداخلي والخارجي، والتي كانت تُدافع عن الأراضي العربية ولا تقبَل بالسّكوتِ على أيّ عدوانِ خارجي يحاول أن يفرضَ نفسهُ على هذه البلاد، فلقد كانت العراق بقياداتها الرجولية في مُقدّمةِ الهجومِ على العدو الصهيوني المُغتصِب، دفاعاً عن الأراضي الفلسطينية المُحتلّة، وكلنا رأينا ومن لم يرى أخبرهُ كبارهُ عن عدد الصواريخ التي رماها قائد القرن العشرين " صدام حسين " على العدو الصهيوني، وكم من الأرواح قد خسرتها العراق في دفاعها عن العرَب ..

لقَد نجحَت هذه الثورة -حسبما رسمت خطّتها- في خطوتها الأولى، واسقَطَت حكومة البائع الأكبر والفاسد الأرعن الذي استغنى عن كرامة العراق والعراقي مُقابل منصبٍ وحفنة من الدولارات وليس من الدنانير ؛ لأنّه يعلم بأنّه ومن وصل الى الحكم من أمثالهِ قد جعلوا العُملة العراقية في إنهيار، وجعلوا المواطنَ العراقي صاحب الكرامة وفارس الرجولة في فقرٍ مُدّقِع، لكن هذه المرّة لم يُسلّم لهُم المواطن العراقي، فثورته كانت ناجحة - واتمنى أن تسّتمر على هذا النّهح- حتى لو خسَرت الكثير من الأرواح الشّابة، والكثير من أصحابِ الاقلام الحُرّة " شُعراء وكُتّاب"، فالعمل النضالي ثمنهُ غالٍ جداً، ولن يتحقّق دونَ خسائر في الأرواح والأموال .

لم يُرعبني دخولَ سليماني وجيّشهِ على الأراضي العراقية، بعد أن قامَ الشّعب العراقي بإسقاطِ الحكومة وجميع ممثلينَ القرار السياسي فيها، بل هناك تفاؤلا- بالنسبةِ لي- من هذا الدخول ؛ لأنّ الشّعب العراقي أصبحَ اوعى بعد الثورة، واصبحَ على درايةٍ تامّة إلى مَن يوجّه سهامهُ، وعلى من يُطلقها، فالآن هو يعلَم بأنّ هذا العدو الأكبر لهُ، وأنَّ هذه الفُرصة الحقيقية لمواجهته، وإبعاده عن التحكّم بمفاصلِ الدولة، وإعادة السيادة الحقيقة لها، وإعادة العراق الى حضنِ الشّعب وليس إلى احضانِ المُرتزقة .

عراق التاريخ، وعراق الحضارات، وعراق المُتنبي، وعراق دجلة والفُرات، وعراق عبد الرزاق، وعراق الجواهري، وعراق المُنتصر، وعراق الموصل، وعراق الناصرية، وعراق الأمهات الثكلى، وعراق العَرب... ستبقى لنا وستبقى عربية، ولن تُدنّسوها بنجاستِكُم.. ستبقى حُرة حتى لو الكثير منّا قد أضاع مفتاحها...



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة
- الأمر العام بين التّإفه وعامّة الناس
- - أنا أثور اذا أنا موجود -
- شيطاني السياسي، ومصالح الدولتين في حرب الشمال السوري
- العربي خُلقَ لكي يكونَ عبدا وليسَ حُرًّا
- ما بين النقابة والحكومة معركة إنتصار الثقة
- دستور الشعب ودولة الفاسدين
- النهضة لن تكون إلا بالتعليم
- ما بين عُنق الزجاجة و -no comment - يُسّرَق الوطن


المزيد.....




- وزير الخارجية البولندي لروسيا: أليس لديكم ما يكفي من الأراضي ...
- عباس يحض حماس على تسليم الرهائن وارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيل ...
- صحيفة: مسؤولون أوكرانيون يخشون قطع ترامب للمساعدات العسكرية ...
- معطلة منذ أكثر من 10 سنوات.. البرلمان التونسي يسحب مشروع قان ...
- وزير العدل الجزائري: عقوبة المضاربة ستمتد من 30 سنة حتى المؤ ...
- مئات الشاحنات والآليات العسكرية الأمريكية تغادر قواعدها من س ...
- حرائق الغابات تجتاح مشارق القدس والسلطات الإسرائيلية تعلن ال ...
- مراسل RT: ست غارات أمريكية على منطقة آل سالم بمحافظة صعدة
- من -الحسم الكامل- إلى التهدئة المشروطة.. الجيش الإسرائيلي يض ...
- بيان مصري يحدد المسموح لهم بالسفر إلى السعودية ودخول مكة


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة