داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 11:50
المحور:
الادب والفن
مواءٌ يمزّق شرايين الصمت، كأنه يرسم تضرعًا برشة عويل عاجز عن البوح. كانت القطيطة تحث الخطى برجفات أرجلها الصغيرة الناعمة المتهالكة وهي تسير على اسفلت الشارع بوئد. هدف القطيطة هو العبور إلى الضفة الأخرى، بحثاً عن مأوى يؤويها ولو للحظات، ويظهر أنها جائعة وتعبة، وهو ما يبدو من موائها المتكرر؛ إنها تئن تحت سياط الجوع ليوم أو بعض يوم.. الجوع لا يرحم دائمًا، فأسنان الجوع تقضم كل ما تجده، وإذا لم تجد شيئاً قد تأكل نفسها بنفسها.
وصلت القطيطة بسيرها الوئيد منتصف الشارع، الشارع لم يعر اهتمامًا بها، أو قل إنّ الشارع لم يشعر بوجودها البتة. وبينما هي كذلك، لم تكن تدري أن القدر المحتوم كان ناصبًا العداء لها، ويتحاين الفرصة السانحة له، كي يحقق مأربه، لأن القدر لم يكن له ضمير يقظ، لكي يدرك حاجة الأرواح البريئة للأرواح، كحنان الأم لوليدها مثلاً. فمرت في تلك اللحظة عجلة مسرعة، كأن لصوص الوقت تلاحقها، فخلفتها كنقطة مداد سقطت في جوف البحر.
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟