الدولة العربية القُطرية

عدنان الأسمر

الحوار المتمدن-العدد: 6394 - 2019 / 10 / 30 - 18:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تشكلت الدولة القُطرية الحديثة نتاج تقسيم المراكز الإمبريالية الإستعمارية فلم توافق الحدود السياسية للدولة حدودها الديموغرافية والتاريخية والجغرافية واللغوية و الثقافية والمصالح العليا ولم تكن الدولة نتاج ثورة قومية برجوازية ولم تنجز النخب الحاكمة مهام الثورة القومية الديمقراطية وإنما كرست التجزئة من خلال تعدد طبيعة النظم السياسية والدساتير والعملات و تثبيت الحدود والأنظمة الجمركية والمالية والجنسية ولم تنجز مهام التحرر الوطني والمتمثلة في تحرير الأرض من التواجد العسكري الكولنيالي وتحرير فلسطين وكسر التبعية والتصدي لنهب الثروات وتطوير صيغ عمل عربي مشترك الإ أن النخب الحاكمة في مصر والجزائر وليبيا والعراق وسوريا أنجزت مسائل هامة لصالح الشعوب مثل التأميم والإصلاح الزراعي وبناء قاعدة مادية تقنية متقدمة وبناء القطاع العام والنهوض في مجالات التعليم والصحة والخدمات العامة وتصدت للمشاريع الإمبريالية / الصهيونية بالرغم من أنها أنظمة فردية غير ديمقراطية مارست أشكال عديدة من القمع ومصادرة الحريات واستحوذت على السلطة والثروة ولم تسمح بتداول السلطة أو المعارضة أو تشكيل أحزاب منافسة ومؤسسات مجتمع مدني حقيقية وفعالة إلا أن الدولة القُطرية العربية في ظل العولمة وسياسات الإمبريالة وخاصة تصدير رأس المال وتعميق التبعية والتدخل العسكري وتشديد نهب الثروات والسيطرة على مصادر الطاقة ومواجهة مراكز دولية وإقليمية منافسة في الإقليم ومحاصرتها تسعى وفق مخططات ومشاريع معروفة ومعلنة لإسقاط الدولة القُطرية وتفكيكها وإنشاء هويات مذهبية وطائفية وعرقية متصارعة وتشويه الإسلام وإدامة الصراع الدموي بين مكونات الشعب الواحد بهدف تكريس الهيمنة ونظام القطب الواحد وتعزيز وتقوية وجود الكيان الصهيوني وخلق الشروط اللازمة لمحاصرة روسيا والصين والهند وإيران والعمل على ضمان التفوق الأمريكي الإقتصادي والعسكري فالدولة القُطرية في ظل العولمة لا توجد أدنى إمكانية لخروجها من أزمتها وضمان وجودها دولة موحدة إلا بالتحالف مع مراكز دولية وإقليمية منافسة للإمبريالية الأمريكية وأدواتها وفك التبعية وإنجاز مهام التحرر الوطني والقومي .

#عدنان_الأسمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات