وهاد النايف
الحوار المتمدن-العدد: 6365 - 2019 / 9 / 30 - 19:00
المحور:
الادب والفن
عويل قريب
وظل في الظلام ينعى
كانت روحه قد لفظت
آخر أنفاس الطمأنينة
في سرابه المهول
وهو متكيء على جناح الوجوم
سألته اهناك وصية أخيرة
احملها لوجه الريح؟
نطق بلا بدايات مزركشة الحشو
وقال
لقد نالت الشيخوخة من احلامه
وأصبحت تمشي بالكاد على عكاز الخيال
ان وجه الحيطان متعب في مدينته
عليها الف لطخة من لامبالاة المارين
والعابرون هم محض تيه مبهم
يركضون إلى الوهم بثقة
تهدم كل شيء بروية كروحه اليبسه
حين اكلتها عقارب الوقت
اصبحت وجوه النساء الجميلات
تميل نحو الضوضاء والفراغ
تلك الشفاه المطرزة بالشهد
لاتمنح إلا الحزن لقلبه المشرد
واحلامه الميته تبقى تتدفق
كالسل في رئة هزيلة
فلازال مرتبطا بالوحدة
منذ أول نص
ومنذ اول خيبة
يتمنى لو كان اغنية منسية
تُبكي امرأة مقدسة الرموش
فيشاركها الحزن والسكرة
وهي تعاشر كؤوس الهذيان
يتمنى لو كان نذرا تدور به عذراء
بين الأزقة المظلمة الابواب
كحمامة من نور
اشتهى لوكان قربانها للرب
لعله يشاركها الفرح الطفولي
فلم يعد يعاقر الفرح
منذ أن قبّل اكف الكآبة
وبدأ يرسم على ألواح الحزن
الف آية عن الانتحار
فمديته لم تعد تتسع
لسوداويته الهمجية
ولهدوئه الصاخب..
ثم غاب.....
.....
#الباحث
#وهاد_النايف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟