مختار سعد شحاته
الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 30 - 10:59
المحور:
الادب والفن
يااااه،
أنت نائمة؟!
ماذا لو عدتُ الآن نحو البيت، وقلتُ؛ زمليني يا حبيبةُ زمليني!! دثريني يا حبيبة دثريني!! وماذا لو كنتِ خديجة؟! أأكون الرسولا؟!
أنا يا حبيبتي لا أتقن مهنة الأنبياء، ولا الدفاع عن منطق السماء، ولا أطيق الصبر إن طلبتي. أنتِ لزمتِ، وأنا كعادتي أنفلتُ نحو البراح، ولا أرتاح إلا لديك.
صدقيني، في زمن مضى وكنتُ عاطلا بلا شغل، أو كتابة، قبلتُ دوامًا بنصف أجرٍ للرسول، حملتُ رسالة الله إلى الناس، وصاروا ينادوني أيها الرسول، أيها النبي، وقلت كلامًا جميلاً يهدأ روع المرهقين، نصحتُ الشاردين عن الصواب، وأخبرتهم أن يفهموا معنى الحياة، واستخدمت من المعجزات اثنتين، لكنني استقلت سريعًا، إذ وجدت العمل كنبي أو رسول لا يناسبني بدوام كامل...
واسترحت.
ماذا لو أنني طلبتُ منك دليلاً على الروح، وأين تروحُ حين يخذلنا الناس باستماتة، وحين يتركونا في منتصف الطريق، ثم يعللون للترهات، والأزمات، واختلاف وجهات النظر حول مفهوم الصديق، واختلاط طفيف في فهم الصراط المستقيم، وسر الأسامي، واختلاف المعاني كلما كُنا نغني نفس أغنية قديمة، ولا نُداري، ونحفظ الأشعار والكتب المترجمة بكل سوء، وأنت تقولين؛ الزم؛ أصيح: وما ذنبي في المسافات وسوء اختيارات الطائشين في الشباب؟! ، أنا رجل ينهي عامه الخامس بعد الأربعين!! لماذا كلما أوقدت للحب نارًا يطفأها عجل؟!! لا تمهليني!!
ياااه...
ما زلت نائمة؟!!
ماذا لو أنني الآن معلقٌ، كهذا الصليب على باب المدينة، ثم صرختُ: لا تنامي وتتركيني، لو نظر نحوي واحد من عازوليني، لرآني مقلوبًا في صليبي، اسمعيني، ولا تقولي؛ لا تحزن، الله معنا، ونحن من المؤمنين!! آمين، آمين، يا حبيبتي لكن افهميني...
أنا لا أصلح لإعادة التدوير، اهدميني، ثم عودي من جديد، وأحييني، وبعدها كما شئت في المحبة قلبيني، أو اسمعي نصيحتي، مباشرة افتحي الباب، واقبليني.
#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟