أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - على ربيع أبو دم خفيف














المزيد.....

على ربيع أبو دم خفيف


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6263 - 2019 / 6 / 17 - 16:59
المحور: الادب والفن
    


قرأت خبر بسيط ، مفاده أن الممثل الكوميدي علي ربيع طلب رفع أجره في مسرح مصر إلي 10 مليون جنيه ، وذلك بدلاً من 7 مليون جنيه يتقاضاها بالفعل عن العمل المسرحي الواحد ، والعهدة هنا علي (الموجز) مصدر الخبر ..

وأيا كان .. فإن الممثل الكوميدي علي ربيع - الذي لايقدم أية قيمة ثقافية أو إبداعية أو فنية لها معني ذو أهمية مجتمعية وإنسانية كبري ، تستحق أن تعامل كقيمة في حد ذاتها عندما يتقاضي 10 مليون جنيهاً كأجر علي كل عمل مسرحي في مسرح مصر ..

في حين أن العامل الزراعي - الذي ينحني بضربات فأسه علي وجه الأرض تاركاً ظهره لحرارة الشمس الحارقة في الصيف أو مطر وبرودة الشتاء (وماأدراك ماتنتجه يد هذا العامل الزراعي من خيرات الأرض)
هذا العامل الزراعي قد لايتجاوز دخله عن كل أعماله طوال العام العشرة الاف جنيها ..

وكذلك فالغالبية المستخدمين والعمال والفنيين (وماأدراك ماتنتجه آياديهم وأدمغتهم بالمقارنة بالأخ علي ربيع) ربما لايتجاوز الواحد منهم في المتوسط العام البضعة الآف جنيها خلال العام .. ولاتصل أغلبيتهم الساحقة بما فيها الكثير من أساتذة الجامعات وأغلبية الكوادر الفنية والإدارية والعلمية في كل الأحوال إلي حصول الفرد منها في المتوسط العام علي مايتجاوز المائة ألف جنيها ..

طبعاً لاأتحدث هنا عن دخول المنسحقين من عمال المصانع وعمال الصرف الصحي وباقي عمال الخدمات وصغار الفلاحين والصيادين والحرفيين ومايماثل ذلك من فئات ، أو بمعني أصح أترك لكم الحديث في ذلك للتحدثون حديثاً طويلاً بلاحرج ..

ألا يضعنا ذلك أمام خلل في عالم الدخول (ماحدش يدخل هنا ويقولي أنت بتعترض علي أرزاق ربنا ، لأني هاجاوب عليه إجابه قاسيه) ..

ثم ألايضعنا ذلك أمام خلل في عالم القيمة ؟ ..

وألا يشكل خبر صغير كهذا حول إشكال بين هذا الممثل وإدارة المسرح يتمثل في مطالبته ب 10 مليون جنيه عن المسرحية بدلاً من 7 مليون يتقاضها بالفعل ..
ألا يشكل استفزازاً لملايين من المصريين لايصل دخل أحد منهم إلي مايماثل 1،•% من هذا المبلغ في العام .. ؟

فضلاً عن ذلك
فإن هذا يمثل خلل قيمي لايمكن المرور عليه مرور الكرام ..

ترن في داخلي أصداء قصيدة الشاعر المصري الخالد "فؤاد قاعود"
تلك التي يقول فيها :

(( .. مجتمع زى الرصيف
وسخ ولا زم يتكنس
فيه ناس بتعرق ع الرغيف
، وناس بتعرق م التنس ..))

أعرف أنه ربما سيعتبر البعض من المثقفين ذوي الياقات الناصعة البيضاء أن حديثي هذا لايعدو إلا حديثاً شعبوياً لاقيمة له من الناحية العلمية والأكاديمية ..

إلا أنني أجد في هذا خلل
وخلل بالغ الخطر
وأجدني أنا ومن يماثلني في محل ذلك الرجل الذي كان أحد ركاب السفينة في فيلم (تايتنيك) المشهور

ذلك الرجل المتواضع الحال والثياب والمظهر بحيث يكفي حاله هذا لكي تأنف منه نخب أهل السفينة "تايتنيك" ، وهو الذي كان يتجول لاهياً عابثاً في الردهات السفلية للسفينة فاكتشف اقترابها من الإصطدام بجبال الجليد عبر أحد نوافذها الزجاجية فأخذ يصرخ محذراً من اقتراب الكارثة لكن أحداً من ركاب السفينة ونخبها المتأنقة لم يلتفت إليه ولم يعيروا كلامه أي اهتمام ..

ياأهل السفينة تايتنك ..
هناك خلل
وخلل عظيم ..



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة للذكرى
- أوجع الهزائم والمرارات
- ملاحظة علي هامش مشهد فضائي
- محاولة للقراءة والربط بين الأحداث
- هواوي ومعارك القرن
- إيران ليست العدو الرئيسى
- لماذا لا أوافق علي شعار ((يسقط حكم العسكر )) ؟
- صباح الخير ياأمى
- هل تستطيع الصين ؟
- لكل أولوياته ، وللأولويات فقه للقراءة والفهم
- الجزائريون في مواجهة الهزل السخيف
- ساحات ليست نظيفة
- إنها تشبه أعراض الوحم الواهم
- المعركة الغائبة
- ترامب .. أمير جديد للمؤمنين !!
- قليل من اللجوء للعقل
- 18 ، 19 يناير 1977 .. إحتفاء السنة الثانية والأربعين
- توقفوا عن تزييف الصراعات ، وعن تسويق الأوهام ..
- بنص ريال عسل ف الكوز
- حنين ينتصر دائما


المزيد.....




- -لإنكار الجرائم الأسدية-.. نقابة الفنانين تشطب سلاف فواخرجي ...
- شطب قيد سلاف فواخرجي من نقابة الفنانين في سوريا لـ-إصرارها ع ...
- بمناسبة مرور 50 عامًا على رحيلها.. بدء التحضيرات لمسرحية موس ...
- “بيان إلى سكان هذه الصحراء”جديد الكاتب الموريتاني المختار ال ...
- فيديو جديد من داخل منزل الممثل جين هاكمان بعد العثور على جثت ...
- نقابة الفنانين السورية تشطب قيد الفنانة سلاف فواخرجي
- قلعة القشلة.. معلم أثري يمني أصابته الغارات الأميركية
- سرقة -سينمائية- في لوس أنجلوس.. لصوص يحفرون نفقا ويستولون عل ...
- الممثلة الأميركية سينثيا نيكسون ترتدي العلم الفلسطيني في إعل ...
- -المعرض الدولي للنشر والكتاب- بالرباط ينطلق الخميس بمشاركة ع ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حمدى عبد العزيز - على ربيع أبو دم خفيف