أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - سامى لبيب - دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة















المزيد.....

دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6229 - 2019 / 5 / 14 - 19:22
المحور: ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي
    


هذا المقال موجز ليس كعادة كتاباتى بالرغم أن محتواه يحمل الكثير من الجدل , ويرجع إيجازه إلى أن حجم الألم والحسرة كبير .

للأسف الخطاب والنهج الماركسى كلاسيكى غير متطور غافل عن قضايا خطيرة تنتاب الحركة الشيوعية , فهانحن نحتفل بعيد العمال بإعتبار العمال الطبقة الثورية فى الفكر الماركسى , كذا نحتفل بالثورة الشيوعية الروسية بالرغم من إنهيارها وتبددها وصارت فى خبر كان , لنعيش إجترار الماضى دون أى محاولة جادة للمراجعة والتقييم والتطوير بعد إنهيار الإتحاد السوفيتى مما إدى إلى إنحسار تام للماركسية والشيوعية وتيارات اليسار عموماً لنظل نردد الشعارات الشيوعية بعد إنحسار الأرض من تحت أقدامنا !

لقد كان إنهيار الإتحاد السوفياتى ودول أوربا الشرقية أكبر ضربة قاتلة للماركسية والشيوعية فقد كان الإنهيار فجائياً وسريعاً بدون أى مقاومة , ليكون سقوطاً مُهيناً لبناء من ورق , فلم نشهد حراك ومقاومة للحزب الشيوعى السوفيتى الذى تجاوز عدد أعضاء كوادره خمسة وعشرون مليون كادر , ولم نرى حراك للطبقة العاملة التى تعد بعشرات الملايين والذين يمثلون الركيزة الأساسية والقوية فى المجتمع الماركسي الشيوعي .. لقد إنهار كل شئ بدون موقف مُقاوم ولا دَمعة واحدة ذُرفت على إنهيار الحلم الشيوعى !
لو إسترسلنا فى إجترار المشاهد التى كانت بها أعظم قوى شيوعية عالمية وكيف كان الإنهيار سريعاً مدوياً سنحتاج للكثير من الوقت والحسرة والندم والندب لما آلت له الأمور , ولكن الحسرة والندب يتلاشى عندما تكون هناك دراسة ومراجعة للأمور , ولكن للأسف لم يتم هذا على مستوى الشيوعيين وأحزابهم الشيوعية , فمازلنا نردد العبارات الكلاسيكية ونردد الشعارات الثورية المناهضة للرأسمالية والإمبريالية بالرغم من تفردها , وخيبة الإنهيار وتقزم الدور الشيوعى فى العالم .
للأسف أيضا كان تبرير سقوط الإتحاد السوفيتى هو نتاج الهجمة الشرسة من قِبل الإمبريالية العالمية ولم يعتنى أحد بنقد تضخم وتردى النظام الشمولى وإنعدام الديمقراطية .. نعم نجحت الإمبريالية فى إستنزاف الإتحاد السوفياتى بسباق التسلح والبحث عن توسيع مناطق النفوذ وما يستلزمه هذا من إستنزاف للموارد والتنمية ولكن الإتحاد السوفيتى واجه محن أعظم فى الحرب العالمية الثانية .. الأمور أعمق من هذا بكثير أو قل أن هذا تبرير فيه من الصحة يُراد منه إخفاء وحجب قصور هائل فى التجربة السوفيتية أدت إلى فشل وزوال التجارب والأحزاب الشيوعية .

دعونا هنا نتناول السبب الذى أدى للإنهيار فقد حان الوقت للمراجعة والتطوير داعياً جميع المهتمين والمهمومين بالإدلاء بأرائهم ونقد رؤيتى أو دعمها حتى نخرج بمنهج سياسى ينتج حالة شيوعية متميزة .
* الديمقراطية والشمولية وديكتاتورية البروليتاريا .
لن نتناقش فى سياسات وإستراتيجيات وتكتيكات فهى فى النهاية نتاج توجهات فكرية بل يعنينا الأيدلوجية والنهج الفكري الأساسي الذى ينتج المفردات .. فمن أقبح التوجهات السياسية فى الشعارات والنهج الشيوعى هى ديكتاتورية البروليتاريا , فهى تخالف الفكر والفلسفة الماركسية التى تُعلى وتَعتنى بصراع الأضداد , فصراع الأضداد هو جدلية وديالكتيك الحياة فى ديمومة مستمرة لا تتوقف , فلا يمكن أن تقول أن صراع الأضداد توقف هنا عند الثورة الإشتراكية ولم يعد هناك صراع فهذا يشبه تعاطى الدينيين مع منطق السببية الذى يوقفوه عند الإله .. إذن ديكتاتورية البروليتاريا يعنى إغفال الأضداد وهذا من الخطورة بمكان فسيقفز عليك الضد بدون أن تدرى وبدون أن تعمل حسابه .

للأسف أيضا تم الإستعانة بشعار ديكتاتورية البروليتاريا للتغطية على ديكتاتورية الحزب الشيوعى والساسة , فهكذا صارت الأمور فلا دور للبروليتاريا بل كل الأدوار للحزب الشيوعى , لتضيق الدوائر فى ديكتاتورية اللجنه المركزية , فالسكرتير العام للحزب الشيوعى , مما أنتج نظام ديكتاتورى شمولى يعتبر أى معارضة إنشقاق وإنتقاص وإنتهاك للثورة والبروليتاريا والمكاسب الإشتراكية .
لقد صار شعار ديكتاتورية البروليتاريا وسيلة لفرض القمع والديكتاتورية ووأد حرية التفكير والتعبير فلا مكان لمعارضة او رؤية مغايرة لنهج الحزب الشيوعى , ولم تكتفى الأمور فى ديكتاتوريتها بحجب ومصادرة الأحزاب اليمينية والوطنية بل طالت أى حزب شيوعى مغاير للحزب الشيوعى الحاكم فلا مكان لأحزاب شيوعية متعددة فى المجتمعات الشمولية .

لك أن تستغرب فى عدم قبول الحزب الشيوعى بتواجد أى أحزاب شيوعية ذات رؤى تكتيكية مختلفة كحال النظم الرأسمالية , فلن تجد ما يبرر هذا التفرد والإقصاء , فما الذى يجعل رؤية ونهج هذا الحزب الشيوعى صحيحاً والآخرين على خطأ ؟! فلا تفسير لذلك سوى أننا أمام رؤية ديكتاتورية كهنوتية تستأثر بالحقيقة فى مخالفة فجة للفلسفة الماركسية .
لقد أنتجت هذه الشمولية الديكتاتورية الكهنوتية مشاهد قميئة فجة فرأينا عبادة الفرد فى إجترار لمشاهد المجتمعات القديمة حيث الحاكم الإله لتتبرمج الشعوب على النفاق وعبادة الفرد المُخَلِص ولنشهد هذا على مدار تاريخ المجتمعات الشيوعية فى كل المجتمعات وآخرها ما يدور فى كوريا الشمالية من عبادة فجة وقميئة للفرد , فالفرح المفرط بعيد ميلاده والحزن القاتل على موته .

أرى أن البداية تكمن فى الديمقراطية وتعدد الأفكار ومن يثبت حضوره وتأثيره يكون هو الفائز , فالديمقراطية وحرية التفكير ستمنح النظام الشيوعى الديناميكية والتطور ليعدل من سياساته والتغلب على سلبياته علاوة على بروز الضد والتعاطى معه بدلا من أن يكون بمثابة العفريت فى العلبة , فالديمقراطية هى لغة ونهج الأقوياء الذين لا يتوارون وراء القمع والإقصاء .

أخيراً أسئلة للحوار والمناقشة :
- هل ترى أهمية الديمقراطية فى المجتمعات الإشتراكية أم أن الديمقراطية وتعدد التيارات والإتجاهات الشيوعية وحتى اليمينية ستكون خطر داهم على التجربة الإشتراكية ؟
- كيف نقضى على الفكر الشمولى التفردي فى إدارة الحزب الشيوعى ؟
- هل ترى الإعتماد والإتكاء على البروليتاريا فى حماية التجربة الإشتراكية ؟ ولتتذكر أنها لم تفعل أى شئ عند سقوط الإتحاد السوفيتى وحزبه الشيوعي , ولتتذكر أيضاً أن العمال كان معول هدم فى إنهيار النظام الشيوعي فى بولندا .
- لماذا لم يستعيد الحزب الشيوعى الروسى مكانته فى ظل إنتخابات ديمقراطية ؟!
- هل ترى إمكانية تحالف الأحزاب الشيوعية مع التيارات الأصولية والقومية كإعلاء للصراع والتناقض الرئيسى أولا على الصراعات والتناقضات الثانوية أم هذا من الخطورة بمكان ؟
- كيف السبيل لعودة الحلم والأمل الإشتراكى بعد إنكسار الشيوعية وتمدد الحلم الرأسمالى لدرجة تبنى الحزب الشيوعى الصينى النهج الرأسمالي فى التنمية ؟
- ماهو السبيل لعودة حيوية الأحزاب الشيوعية فى العالم والقيام بدورها التقدمى ؟
هذه الأسئلة لى بعض الرؤى فيها , ولكن يهمنى التفاعل والإطلاع على رؤيتكم خاصة أن هناك قامات شيوعية عظيمة وشريفة بالحوار المتمدن .. نحن نحتاج المزيد والمزيد من المراجعة والتقييم والتحليل قبل الإحتفالات الباهتة .

دمتم بخير.
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خربشة ومشاغبة عقل .. تسالى رمضانية.
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 61 إلى 83
- فى المنطق -400 حجة تُفند وجود إله
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 41 إلى 60
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 21 إلى 40
- فوقوا بقى - مائة تناقض فى القرآن من 1 إلى 20
- الحاجة والضرورة والصدفة والوعى
- حتى لا ننسى وحتى لا نغفل ونغفو .
- أربع مائة حجة تُفند وجود إله .
- أكذوبة الحضارة الإسلامية وفضح الغزو والفتوحات
- أنا فهمت الآن سر ولغز الحياة .
- منظومة فكرية وسلوكية فاسدة وضارة
- الوثنية هى الأصل
- الحالة الإيمانية ضارة ومنتهكة لإنسانيتنا وتطورنا
- قضية للنقاش-هل القومية العربية وهم أم حقيقة
- ثقافة تجميل القبح وتقبيح الجمال !
- إشكاليات فى فكرة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- آمال وأمنيات فى العالم الجديد
- أنا فهمت الآن-نحو فهم الحياة والوجود والإنسان
- فكر فى هذه المعادلات والأسئلة


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- في منع الطبقة العاملة من قيادة الثورة. / التيتي الحبيب
- الحركة النقابية للشغيلة في تونس وتلازم البعدين الوطني والاجت ... / خميس بن محمد عرفاوي
- الاتحاد العام التونسي للشغل والشراكة في بناء الدولة الوطنية: ... / عائشة عباش
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من مطالب الحركة العمالية / سعيد العليمى
- الحركة العمالية والنقابية في اليمن خلال 80 عاماً.. التحولات ... / عيبان محمد السامعي
- الحركه النقابيه العربيه :افاق وتحديات / باسم عثمان
- سلطة العمال في ظل الأزمة الرأسمالية / داريو أزيليني
- إيديولوجية الحركة العمالية في مواجهة التحريفية / محسين الشهباني
- الحركة النقابية في افريقيا وميثاقها / كريبسو ديالو
- قراءة في واقع الحركة النقابية البحرينية / إبراهيم القصاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 1 أيار - ماي يوم العمال العالمي 2019 - سبل تقوية وتعزيز دور الحركة النقابية والعمالية في العالم العربي - سامى لبيب - دعوة للحوار قبل الإحتفالات حول حتمية المراجعة