أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - فى جذور التمزق فى المشرق العربى














المزيد.....

فى جذور التمزق فى المشرق العربى


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6215 - 2019 / 4 / 29 - 05:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسعى من خلال هذه الدراسة السريعة ان القى الضوء على الجذور المكونة لثقافة التمزق الحاصلة الان.احد اهم الاسباب فى راى هو ضعف ثقافة المواطنة فى المشرق .و هذا الضعف له علاقه فى راى فى غياب مفهوم الدولة الحديثة و ما يستتبعها من مناخ ولاء وطنىين.
و لعل المشكلة كانت اقدم حتى من العهود الاخيرة.ففى المرحلة العثمانية كان السكان كلهم عثمانيون بالمعنى القانونى للكلمة ,لكن هذا لم يكن يمنع سياسة التميز التى كانت قائمة سواء تجاه المواطنيين على خلفيات دينيه و عرقيه و قد ادت سياسة التمييز العثمانية اضافة للتدخل الاوروبى الذى استفاد من هذا الواقع لزيادة نفوذه , ادى الى تشتت الانتماء الى الوطن المفترض و الى قيام نوع من الولاء المزدوج لفئات عدة من السكان. اى بمعنى اخر بدات الفئات المختلفه تبحث لها عن نوع من الحماية لوجودها و ذلك بالاستعانة بالاوربيين بحيث صار هناك نوع من ازدواجية الانتماء احدهما للمكان, و للسلطات السياسية الحاكمة, و الاخر للدول التى ترعى او تتعاطف مع هذه المجموعة او تلك لاسباب دينيه و خلافها . و هذه الظاهرة لم تزل الى حد ما موجودة خاصة فى المشرق العربى حيث الولاء للعقيدة و للدولة التىى تحمل هذه العقيدة اكثر احيانا من الولاء الى الوطن .

و رغم تنبه بعض النخب العثمانية لخطورة هذا الوضع الذى ادى الى ما يعرف بخط شريف الاصلاحى 1839 كان الهدف منه بناء نوع من ثقافة المواطنة,و الذى الحق بخط اصلاحى ثانى عرف بالخط الهيومانى او التنظيمات العام 1856 و الذى كان الهدف منه دمج مكونات المجتمع العثمانى فى هوية جامعه و تقليص سلطة رجال الدين و التى جاءت بعد هزيمة الدولة العثمانيه فى حرب القرم مع روسيا .الا ان ذلك لم يكن له سوى تاثير بسيط بسبب بنية الدولة العثمانية التى كان يقودها ثلث السكان اى العنصر التركى و بايدلوجية الاسلام السنى الحنفى,الذى كان يهمش الاخرين المختلفين عنه , لم يكن يعترف بالاجتهادات الاسلامية الاخرى , و بهذا المعنى بقيت الدولة العثمانية فى الجوهر تقوم بتهميش ثلثى سكانها من العرب و الارمن و اليونان , و فى الوقت نفسه بقيت اسيرة الاسلام السياسى السنى الحنفى بالنسخة التركية الذى هو وصفة مؤكدة فى اعتقادى لدمار المجتمعات ذات الطابع التعددى .
المشكلة ان الدولة العربية الحديثة التى ولدت ما بين الحربين العالميتين لم تنجح لاسباب عدة من بناء ما يعرف بالانكليزية ب
Nation building .
و احد ابرز المشاكل فى اعتقادى هو غياب الوضوح و الغموض بين هوية الوطن الذى تشكل من ركام الحروب و التقسيمات و ما بين الحلم الاكبر بوطن اكبر .و بقيت دول المشرق متعلقه بهذا الوهم على حساب الواقع الفعلى .و لعل من خطيئة الدول التى تشكلت انها ظلت بمستوى الاصلاحات العثمانية و احيانا اقل و التحديث الذى حصل ظلت تحديثا على القشرة و لم يدخل فى عمق الوعى الشعبى الذى ظل غارقا بثقافة المرحلة العثمانيه حيث السنى و الشيعى و المسيحى لهم مرجعيات متعددة و متضاربة احيانا فى ظل ضعف عام فى الانتماء الوطنى و فى الهوية الوطنية . اى انها لم توجه اى نشاط حقيقى لاضعاف الولاءات التقليديه التى تشكل عادة البيئة الحاضرةلاوهام الفكر الدينى.والاسوا انها عبر قمع الحريات منعت من امكانية بروز مجتمع مدنى من احزاب حديثة او جمعيات مستقلة كان من الممكن ان تساهم فى ضرب مرتكزات الثقافة التقليديه الماضوية الحاضن الحقيقى لداعش و سواها من فكر التطرف الدينى .
لقد شاهدنا جميعا الضعف الشديد لديناميات التغيير مع بدء حركة التغيير فى المنطقه العربية.و ما ان بدا الشباب و البنات يرفعون شعارات تتعلق بالمشاكل الحقيقية من تنميه الى توزيع عادل لثروة الوطنيه الى الحريه الخ حتى قفز الاسلام السياسى بسرعة و حرف اهداف حركة التغيير العربى مائة و ثمانون درجة . كان من الواضح للجميع ان القوى التى ترفع لواء التغيير نحو مجتمعات المواطنه و العدالة لا تملك عضلات كافيه لتحقيق ذلك , و بقيت نخب هنا و هناك بلا اى تاثير فعلى على الواقع .و بدل ان تكون تلك الحركة بداية تقدم لبلادنا غرقت بلادنا فى الدم فى صراعات اكثرها على الماضى و ليس على المستقبل.



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى موضوع صناعة الكتابة!
- ن نظرية القابليه لللاستعمار الى نظرية الاستحمار الى نظرية ال ...
- لذين يتربون و يعيشون فى بلاد تعتمد الطائفيه هم طائفيون بالضر ...
- كم نحتاج للامل و التفاؤل !
- عن شكسبير!
- دفاعا عن صلاح الدين الايوبى
- خطورة التفكير ( البانالى)
- عن العرب فى اوروبا
- صراع الخير و الشر !
- المواقف القاتلة
- ماساه غياب الموضوعيه فى التفكير العربى
- هل ما زال للفلسفة دور فى زمن العولمة؟
- حقائق الحياة تنتصر فى نهاية المطاف !
- عن الربيع عن روما و عن الحياة !
- المثقف و السلطة
- الشعوب تثور لكنها لا تغير الواقع!
- عن زمن غابر !
- الحاجة الملحة الى قراءات نقديه موضوعيه !
- هل تريد سجائر صربية ام كرواتية؟
- مواقع التواصل الاجتماعية بين الحقيقة و التزوير !


المزيد.....




- شاهد ما حدث عندما تم اختراق إشارات مرور في شوارع واشنطن
- طالب لـCNN عن منفذ إطلاق النار بجامعة فلوريدا: طُلب منه مغاد ...
- السعودية: فيديو القبض على 4 يمنيين في مكة والأمن العام يكشف ...
- ماذا يعني منح جائزة DW لحرية الرأي والتعبير لأرملة نافلني؟
- دراسة: الأطعمة فائقة المعالجة تترك بصمتها في دماغك!
- روسيا تسجن صحفيين سابقين في DW بسبب المعارض الراحل نافالني ...
- تهديدات ترامب ورسائل إيران المتضاربة تربك جولة المباحثات الث ...
- المكسيك تسجل أول إصابة بشرية بـ-داء الدودة الحلزونية-
- تونس.. أحكام بالسجن تصل إلى 66 عاما في -قضية التآمر على أمن ...
- شبه جزيرة القرم تحتفل اليوم بانضمامها إلى روسيا


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سليم نزال - فى جذور التمزق فى المشرق العربى