أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المقدس عندما يتمدد!!!














المزيد.....

المقدس عندما يتمدد!!!


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 6207 - 2019 / 4 / 21 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المقدس عندما يتمدد!!!
حسن حاتم المذكور
1 ـــ كثرت عناوين المقدس, واختلطت اوراقه بين مدينة وضريح, ومرجع وحزب, ومليشيات وعمامة مهرب, واقتُرحت له قوانين, ليتمدد في شعاب المحافظات, بكل ما فيها من فاسدين ومحتالين, وسراق ومهربي مخدرات, من مرجع ومحافظ ومجلس محافظة, حتى اصغر نصاب, حيث من تلك الكيانات الرثة تشكلت احزاب الأسلام السياسي الشيعي, واختطفت السلطات والثروات بعد عام (2003), سقطت اقنعتها عن فساد وانحلال , ورذائل اجتماعية واخلاقية لا حصر لها, حتى محيط الأضرحة المقدسة, لم يسلم من بعض التلوث, الذي يسببها له بعض المتنفذين, كنا وخاصة بسطاء الجنوب والوسط, عندما نذهب لزيارة النجف او كربلا, نقضي جل وقتنا حول الأضرحة المقدسة, كنا نشمئز من تصرفات صغار المعممين, ونضع اكفنا على جيوبنا حتى لا نفقد مصروف العودة, تلك المجاميع الملوثة, تريد فرض قوانين لتقديس كامل المدينة, ليصبحون جزء من تلك القداسة وبحمايتها.
2 ــ عندما ازور العراق, ابادر لزيارة اضرحة الأمام علي والحسين والعباس(ع), وليس هناك اية مشاعر واحاسيس تربطني مع محيطهما والسراديب, بينما اذا زرت مدينتي العمارة, او محل ولادتي ناحية السلام, اجد قلبي ينتظرني في كل بيت وشارع فيها, وهذا امر عادي بالنسبة للعراقيين, فالوطن يبدأ من ارحام الأمهات واحضانهن, ويتمدد في القرية والمدينة والعاصمة, ثم الوطن, من هنا يبدأ الحنين, وتسافر الذاكرة مشبعة بالشوق والولاء, لهذا تركت وصيتي, ان ادفن في قريتي (الشاطيء) شمال ناحية السلام, حيث مقبرته للفقراء عمرها مئآت السنين, وهم اجدادنا, اغلب رموز الأحزاب الشيعية, والضيوف من المراجع الدينية, تعاني خلل في الولاء, ومن لم يحترم ويعتز صادقاً بأنتمائه للعراق, سيفقد "اصله وفصله و(الهوية)", تلك الحقيقة يجب ان يفهما, المصابين بفقر الوطنية.
3 ــ في الأنتخابات الأولى, خابت امالنا بعد سقوط الأقنعة, شاهدنا وجوه خلف الوجوه, ومنكر خلف مظاهر المعروف, وجهل وفساد, خلف الحديث عن علم وعدالة علي (ع), كيانات تحتال على نفسها وبعضها والوطن, وفرنا لأنفسنا قليل من الأمل, للأنتخابات القادمة, فكانت النتيجة, سقوط قيمي هائل, خلع الشارع العراقي الثقة, و (كفر) ليس بدين الله, بل بزيف شرائع الوسطاء, قال احدهم "اصابعك مو كلهه سوه" بعد انتفاضة المقاطعة الباسلة, كان المشاركون لا يتجاوزون الـ (10%) مع ذلك تشكلت حكومة, ملطخة بقلة الحياء, كنا حينها نتوهم, ان هناك 1% يمكن ان يكون صادقاً, لكننا وعلى امتداد ستة عشر عام, لم نصادف ذلك الواحد, ربما غير موجود اصلاً, واقتنعنا ان اصابع الأسلام السياسي, متساوية في الفساد ورذائل الأرهاب, نسأل انفسنا احياناً, قد يكون الفساد جزء من حميد الشرائع, كما هي لوثة زواج المتعة, او سادية الأفتراس لجسد طفلة اقل من عمر الحفيدة, وبدرجة عالبة من التنافق, يوصونها ويفرضون عليها الحجاب, علينا اذن, ان نحك جلد الوطن, ربما تحته قراد احزاب الفقيه.
4 ــ عندما يعاني المحتال, عقدة التناقض بين مفتعل المظهر وخرابه الذاتي, يضطر لترقيع ثقوب سمعته بالألقاب, فنسمع مفردات "سماحة واية الله وروح الله وحفظه الله اطال عمره وقدس سره, ثم الرشيد والعظيم", والقائمة تطول, سادية الألقاب تلك, اشتهرت بها مراجع الشيعة, حتى ان الأمام علي (ع) لم يحصل على عشرها, بعد سقوطها في الشارع العراقي, اضطرت احزاب الفساد, لأبتكار الأجراءات القانونية, للتمدد في مفاصل المجمع, غباءً ان نجعل من كل ضريح مدينة, ومن كل مدينة ضريح, حتى لا تفقد المدن هويتها, ومع ان العراقيين يحترمون مقدساتهم, فهم يحترمون انفسهم ايضاً, يجب وبالضرورة, تحرير المقدس من فساد شعاب المدينة, لا ان نمدد قداسة الضريح, ليغطي على شعاب فاسد, ويجب ايضاً اخضاع الأمر الى معالجات التغيير الوطني, بدءً بفصل الدين عن الدولة, ومنع التطرف غير الضروري, في ممارسة الشعائر, وتجريم الميول الطائفية والعنصرية, وفرض المساواة التامة بين المكونات, ومنع تمدد اكبرها في جغرافية وخصوصية ومصير اصغرها.

21 / 04 / 2019
[email protected]



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لنلتقي حتى ولو...
- نزيف الأختراقات...
- جيل الأنتفاضة يتنهد...
- خطوات نحو التغيير...
- الفرهود الكفائي...
- نُريد ان نعيش...
- حكومة العبّارات...
- انه العراق يا عرب...
- ايران تبتلع العراق...
- اريد ان ابكي...
- احزاب الخيانات العظمى...
- حصار كركوك...
- العراق في قصر نهايتهم...
- العراق تحت الأقامة الجبرية...
- فزيت بعيوني بچي...
- دوامة السؤال المحير...
- الجرح الخجول...
- عمو كلهم حراميه...
- في بيتنا شباط...
- كركوك في المزاد...


المزيد.....




- ترامب يهدد بالانسحاب من مفاوضات وقف الحرب الروسية الأوكرانية ...
- مدفيديف يدعو الاتحاد الأوروبي للتصرف بحكمة والسير على خطى وا ...
- مؤسسات غزة التعليمية تتحول لأماكن نزوح
- روسيا وقطر وإيران.. وساطات للشرق والغرب
- مقتل 80 شخصا بقصف أمريكي على الحديدة
- اجتماع سري في باريس: مساعٍ إسرائيلية للتأثير على الموقف الأم ...
- صوت الشارع يعود في اسطنبول: تظاهرات للإفراج عن معتقلي الاحتج ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية في ...
- الخارجية الروسية: السلطات الأوروبية تواصل إخافة شعوبها بـ-حر ...
- الخارجية الأمريكية: نتتبع معلومات موثوقة تتعلق بهجمات وشيكة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - المقدس عندما يتمدد!!!