أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - صفارة إنذار اياد علاوي














المزيد.....

صفارة إنذار اياد علاوي


جورج منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6204 - 2019 / 4 / 18 - 18:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد اكثر من ستة عشر عاما على سقوط النظام السابق، وما رافقها من فوضى سياسية وفساد ومحاصصة طائفية ونهب ثروات البلاد وخراب وتدخلات خارجية لا تحمد عقباها، اطلق رئيس المنبر العراقي آياد علاوي يوم 12 نيسان (ابريل) 2019 صفارة انذار للقوى السياسية العراقية، من خلال "مبادرة وطنية لعقد لقاء تشاوري عاجل لترتيب البيت الداخلي واصلاح مسيرة العملية السياسية وانقاذ العراق من محنته...".

ان اياد علاوي يعرف تماما قبل غيره، ان القوى السياسية التي يدعوها الى اللقاء، هي نفسها التي تستحوذ على المشهد السياسي في العراق منذ عام 2003، وكانت سببا في تهديم مؤسسات الدولة واستغلال موارد البلاد وسلب ونهب الخيرات لمنافعها الشخصية والحزبية، دون ان تقدم الحد الادنى من الخدمات للمواطنين او ان تجد لهم سبل العيش الكريم.

ان اياد علاوي يعرف ايضا، ان السنوات الماضية اثبتت حقيقة مفادها، ان معظم السياسيين العراقيين الذين اصبحوا جزءا من الحكومات المتعاقبة فاشلين بامتياز، لإنهم عملوا من اجل الاثراء الشخصي وساهموا في الفساد والمحاصصة الطائفية، ولم يندرج الشعب العراقي ومطاليبه وهمومه المزمنة في حساباتهم، خاصة الذين غلفوا نفسهم برداء الدين والتقوى والعفة ويوم الآخرة، ورفعوا شعارات للاستهلاك المحلي. وقد حولتهم المحاصصة الطائفية حيتانا للفساد المستشري في جسد الدولة، ولا سلطة تعلو عليهم.

اذن ما الجدوى من الدعوة للتشاور مع "الحرس القديم"، ومع ذات الوجوه التي ساهمت في تدمير العراق؟ أليست المبادرة مجرد محاولة لذر الرماد في العيون وتخدير الشارع الملتهب ودليمومة العملية السياسية الفاشلة التي اوصلت مديونية العراق الى ازيد من 120 مليار دولار، في الوقت الذي احتل فيه المرتبة الخامسة من بين الدول المنتجة للنفط الخام لعام 2019- حسب تقرير نشرته ادارة معلومات الطاقة الامريكية؟

لقد سئم المواطن العراقي من الطبقة السياسية الحاكمة، وقد اعلن عن امتعاضه منها سواء في التظاهرات او في ضعف المشاركة في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 آيار (مايو) 2018 حيث لم تتجاوز نسبتها 44%. إضافة الى وجود 3 ملايين و400 الف مهجر موزعين على 64 دولة، و 4 ملايين و100 الف نازح داخل العراق، و 5 ملايين و600 الف يتيم، و 2 مليون ارملة، حسب احصائية لمنظمة مراقبة حقوق الانسان الدولية (هيومن رايتس ووتش).

ان العراق في حاجة الى دولة متماسكة واستراتيجيات جديدة وعقليات وطنية مخلصة وكفوءة تعمل لجهة التنمية المستدامة ومعالجة المشاكل الكبيرة في الاقتصاد واعادة البناء والاعمار ومحاربة الفساد وتعزيز السلم الاهلي والحياة الديمقراطية.

ان العراق في حاجة الى مفهوم آخر للهوية الوطنية، يرفض التخندق وينظر الى المواطن انسانا بغض النظر عن انتماءاته الجغرافية والمناطقية والبيئية والدينية والمذهبية. والى دولة مؤسسات تضمن الحريات وحقوق الانسان وحقوق المواطنة الحقة والمساواة والعدالة الاجتماعية وتنأى بنفسها ان تحول العراق الى مركز لصراع القطبين المتخاصمين، الولايات المتحدة الامريكية وايران.

لقد عملت الاطراف والكيانات السياسية التي رسمت السياسة العراقية بعد عام 2003 على وضع مرشحيها في مواقع حساسة لتكون مصدرا للقرار، ولتحجيم دور المخلصين واعاقة جهودهم في محاربة الفساد ومحاسبة المفسدين وتحقيق متطلبات المواطنين واعمار المناطق المتضررة من الحرب، والتي تقدر تكاليفها ب 100 الف مليار دولار، واعادة النازحين الى مناطقهم وضمان حياة آمنة كريمة للمواطنين ومعالجة البطالة والقضاء على بؤر الارهاب.

ان الاصلاح يحتاج الى نظام سياسي ديمقراطي وشفاف، خال من المحاصصة الطائفية، والى برلمانيين ولائهم للوطن والشعب الذي انتخبهم، وليس لدول واطراف وكتل واحزاب متنفذة تنتج طبقة سياسية طفيلية وتسيطرعلى مقدرات البلاد وتقتسم الكعكة وتتداول السلطة في ما بينها.

الاصلاح الحقيقي يعني الفصل بين السلطات واستقلالية القضاء، ويؤسس على اجراء تغييرات اقتصادية واجتماعية وبنيوية والالتزام بتحقيق العدالة والوئام المجتمعي والمساواة وتعزيز ركائز الهوية الوطنية واعادة هيكلة المشاركة السياسية والغاء التشريعات التي تخلق الفروق بين طبقات المجتمع الواحد واصلاح المؤسسات واعادة كتابة الدستور وبناء دولة المواطنة وتعزيز المشاركة الشعبية وقانون انتخابات يراعي الجميع. ولا يمكن اصلاح العملية السياسية في دولة مهدمة ينخرها الفساد وتتوزع فيها المغانم بين ذات الاطراف التي يدعوها اياد علاوي الى اللقاء التشاوري.



#جورج_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل علاء مشذوب المغتال الاخير؟
- ايران.. رسالة السيستاني هل وصلت؟
- العراق: رئيس الوزراء والنفخ في قربة مثقوبة
- العراق: هل ضاعت الهوية الوطنية؟
- العراق: 70 جعجعة بلا طحن
- تفاؤل عراقي رغم التركة الثقيلة
- ألعراق... الفرهود الاكبر!
- ألحكومة العراقية: شكرا، الشروط غير متوافرة!
- ألعراق: صراع الديكة!!
- ألعراق: أما لليل ان ينجلي؟
- العراق: سلمتك بيد الله!!
- العراق: هل من بصيص أمل؟
- هل دم النساء العراقيات مباح وقتلهن مستباح؟
- ما الجدوى من الانتخابات البرلمانية في العراق؟
- في وداع دانا جلال: العاشق والحالم ابدا
- المرأة الكردستانية.. ضحية المجتمع الذكوري والتقاليد البالية
- الحقوق الاجتماعية والدينية لأتباع الديانات والمذاهب في العرا ...
- جهد أكاديمي وبحثي كبير للدكتور كاظم حبيب
- تحية الى الدكتور كاظم حبيب في عيد ميلاده الخامس والسبعين
- لمحات من عراق القرن العشرين


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جورج منصور - صفارة إنذار اياد علاوي