علي دريوسي
الحوار المتمدن-العدد: 6203 - 2019 / 4 / 17 - 22:49
المحور:
الادب والفن
كان قميئاً في طفولته، يركض خلف أولاد المدرسة معتقداً أنه يلعب، يصرخ: يا سيَّافُ اِقطع رأسَه!
يضحك عالياً إذ يُمسك أحدهم، يضع السيف الخشبي على رقبته، يمثِّل دور السيَّاف، كما في مسلسلٍ تلفزيوني يوم جمعة قَائِظ.
كبرَ الولد وبقيَ دون عمل، تطوَّع في المخابرات بوظيفة جلاَّد، مع الأيام ضاقَ ذرعاً بمهنته التي لا تشبه مهنة السيَّاف.
آن تململ الشعب، طلب إلى زوجته وأولاده الاستعداد لمغادرة البلاد، راح يبحث عن عمل أو لجوء سياسيّ في بلدٍ شقيق.
في اليوم التالي قرأت له زوجته إعلاناً في جريدةٍ حكومية: تعلن وزارة الشؤون الاجتماعية في المملكة العربية السعودية عن حاجتها إلى ثمانية ذكور لملء ثماني وظائف حكومية شاغرة بصفة سيَّاف، مهمتهم بتر الأيادي والأرجل وضرب أعناق الناس.
هامش: لا يحتاج المتقدمون لأي مؤهلات إضافية!
حين سمع الكلمات الأخيرة اِنْفرجت أسارير وجهه.
***
#علي_دريوسي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟