أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثاق بيات الضيفي - لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل؟؟؟














المزيد.....


لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل؟؟؟


ميثاق بيات الضيفي

الحوار المتمدن-العدد: 6200 - 2019 / 4 / 13 - 22:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



كثيرا ما نسمع كلمات مثل: "أنا لا أهتم"، و "هذا لا يهمني" وكل هذا يترجم عن عدم المبالاة، وفي عالمنا توجد عدد كبير من المشكلات غير إن الأكثر فظاعة أنه لا توجد حلول لتلك المشكلات كما ولا يبدو إن هنالك فرج قريب لها، وإحدى المشاكل الرئيسية التي تواجه المجتمع الحديث هي اللامبالاة التي تنتظرنا أينما كنا، مما يدفعنا لان نفكر بشكل متزايد في حقيقة أن الناس بدأوا في الرد بعنف وقوة على بعضهم البعض، بينما السلام واللطف واهتمامهم ببعضهم بدأ بالفعل وسريعا في الانحسار والانحدار.
عندما تستقر اللامبالاة في قلب الشخص فإنه يتحول إلى شخص قاسٍ بلا روح، وعندما يصبح قلب شخص غير مبال فسيفقد القدرة على الشعور ولا ينقطع الاتصال بين القلب والروح فحسب بل ينقطع الاتصال مع الضمير أيضًا، لذا يجب علينا أن نعلم ذلك الشخص أنه ليس وحيدا وأنه محبوب لأجل شخصه وروحه لا لسبب نفعي ومادي، وإذا لم يحدث هذا فحينئذٍ يصبح مكتفياً ذاتياً ويحدث كل يوم فيه وفي تصرفاته موت داخلي وخارجي، ولذلك لن يكون بإمكانه أن يذق طعم الوفاء، مما يدفعنا لنشعر بالأسف على الشخص غير المبال الذي لم يستطع فهم مديات الحياة وضبطها لتتناسب ومعاييره.
إنه لأمر مؤسف حين نتشبع باللامبالاة وتتحول فينا لتكون ممرض هلع خطير في النفس البشرية، مما تتسبب في عدم اكتراث كامل في الحياة العامة وازائها نكون أقل عرضة للتفكير في أفعالنا وكلماتنا فنحاول الابتعاد عن كل ما يحيطنا بسبية القسوة واللامبالاة مع استحالة اللطف والرفق الحياتي وذلك لان عالمنا قد وصل إلى النقطة التي لا يريد فيها أحد أن يتحمل المسؤولية عن حياة شخص آخر وأصبح ذلك السلوك طبيعيًا فلا أحد يريد مساعدة امرأة أو طفل بحمل حقائب ثقيلة أو مساعدة ارملة أو يتيم من غير تصويره! أو تيسير عبور شخص لشارع أو مساعدة لمصاب بمرض وسقط إمام الناس ولن يتوقف لنجدته إلا إن قام بتصويره وعرض صورته للاخرين! وكل ذلك لانه استقرت في نفوسنا اللامبالاة التي تخفي في حد ذاتها محاولة للابتعاد عن العالم الحقيقي القاسي لدرجة إن الإنسان المبالي اضحى يعد مغفلا بعيون الآخرين، مما يمكنك من أن تشعر باللامبالاة المخفية وراء "قناع" المداراة.
أعتقد أن اللامبالاة والسلبية والعدوان يمكن أن تنشأ في روح وقلب الشخص الذي أصيب بخيبات أمل في حياته وعلاقاته بالمجتمع وذلك سيكون بمثابة رد دفاعي على الأشياء المحيطة به وعلى كلمات وأفعال الآخرين، ولذا يمكن أن تؤدي اللامبالاة إلى تدمير الفرد ككل فهي تتداخل مع وجوده المتناغم في الظروف الحياتية، وتلك المشكلة لم تعد جديدة ولربما تتمحور بسبب آخر هو الأنانية التي تحيطة بنا في كل منعطف والأنانية هي المصدر الرئيسي لعدم المبالاة، وواحدة من النقاط الهامة لها أنها تمكن وتكمن في الخوف، والخوف من كل شيء جديد، والخوف من الغد، والخوف من الفصل من العمل، وانعدام الثقة المستمرة في العالم، وبسبب عدد كبير من تفاعلات الهوس يتناغم الخوف مع اللامبالاة مما يدفعها إلى الارتباط بعدم المسؤولية لاسيما اثر التقدم التقني السريع وتحديدا في شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة انه لا يمكننا حتى تخيل من هو القريب منا مما يمنعنا عن الخروج من المنزل لمقاومة اللامبالاة والتي من المحتمل أنها أيضا نشأت كرد فعل على الحروب والفقر والازمات الحياتية والروحية والفكرية وحتى التكنولوجية.
بالنسبة للكثيرين في مجتمعنا اللامبالاة هي موقف معيّن تجاه الحياة، ووفقًا لذلك لا يحتاج المرء إلى القلق المفرط وأنما يستوجب به إن يعمل ويحاول تفعيل السيطرة على العواطف السلبية، فاللامبالاة هي مشاعر تضم المزيد من الناس في العالم وهي متأصلة في كل شخص لكنها تتجلى بدرجات متفاوتة وفقا لسلوكها، وكل شخص فينا لابد إن يدرك انه مسؤول عن الانتشار الواسع للمرض الذي ليس له تأثير سلبي في الشخص ذاته فحسب وليس أيضا في قسم من الأفراد الآخرين وإنما يؤثر على المجتمع بشكل تام، ولذا من أجل الحد من نمو مشكلة المرض فيجب على كل واحد منا أن لا يدركها فحسب إنما يحاول فعليا العمل على مجابهتها ومقاومتها وبدءًا من أنفسنا.



#ميثاق_بيات_الضيفي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تكنولوجيا... روج الضفادع !!!
- الثقافة... لماذا نحتاجها ؟؟؟
- قشة خلاصنا !!!
- هشاشة العمر الديمقراطي
- الابداع... كيف يتبادر ؟؟؟
- اليأس المهستر !!!
- الشفق الأحمر
- أخبروني مما تخافوه... لاخبركم من أنتم؟؟؟
- تكتكة أخلاق السياسة
- المذنبون الأبرياء... بين الوطن والوطنية
- الخوف المهين... سيف ذو حدين !!!
- لست عدوا للتكنولوجيا... ولكن ؟؟؟
- الحرية... من دون face makeup
- المقاومة الفكرية... هل هي ممكنة؟
- حكاية الشتات الحديث
- تاج اللآلئ... بين الحقيقة والافتراض
- الاساطير... بين الأمن والسياسة !!!
- محاكمة الحوكمة
- الأمن الوطني والمواطن التكنولوجي الدكتور
- الأمن الدولي برستيج قديم في ستايلات جديدة


المزيد.....




- بيان مصري يرفض أي محاولات لتشكيل -حكومة سودانية موازية-
- نتنياهو يهدد -حماس- بعواقب رفضها الخطة الأمريكية بشأن غزة
- جنبلاط: الذين وحدوا سوريا أيام سلطان باشا الأطرش لن يستجيبوا ...
- كيف يصوم سكان غزة والضفة رمضان وسط الأنقاض ونذر الحرب؟
- توقعات بانسحاب 20 ألف جندي أمريكي من أوروبا
- مصر: لن نقبل استخدام المساعدات سلاحا للتجويع في غزة
- الإعلام الإسرائيلي يتهم -حماس- بتخزين المساعدات الإنسانية
- الانتخابات الرئاسية المبكرة في تركيا قد تجرى في نوفمبر 2027 ...
- القاهرة: لا بديل عن التنفيذ الكامل لما تم التوقيع عليه باتفا ...
- إسبانيا: النظام العالمي يتغير وأوروبا بحاجة إلى تعزيز دفاعها ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ميثاق بيات الضيفي - لسنا مبالين... فهل ذلك يعقل؟؟؟