محمود عساف
الحوار المتمدن-العدد: 6199 - 2019 / 4 / 12 - 12:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما حدث في السودان ليس بثورة أو حتى انتفاضة شعبية عارمة .
بل هو انقلاب على إرادة الشعب، وليس انقلابا على الفاشي البشير ، ومن قام بهذا الانقلاب ليس أقل فاشية ودكتاتورية من سيده البشير ، ولكنه ارتهن لإملاءات صانعي ما يسمى الربيع العربي وادواتهم في المنطقة .
ومن قرأ ودقق في البيان العسكري للإنقلاب لا يفوته أهم النقاط التالية :
اولا : لم يتطرق البيان لأي دور قادم للقوى الحزبية والسياسية نهائيا .
ثانيا : تعطيل الدستور يعني انهاء كل ديمقراطية وحياة حزبية وسياسية ويؤكد على ديكتاتور قادم بشكل مختلف عن البشير وأشد بطشا .
ثالثا : اعلان حالة الطوارئ ومنع التجول للمواطنين ، يشير إلى نهج قمعي يكرس معنى الانقلاب العسكري وليس السياسي.
رابعا : لم يتطرق البيان لأي نواحي قانونية أو تنظيمية لإنتقال السلطة إلى المدنيين من خلال تحديد موعد وآلية تغيير الدستور وصولا إلى انتخابات حرة ونزيهة للرئيس ومجلس الامة .
خامسا : وعطفا على النقطة الرابعة أعلاه حدد هذا الانقلاب مدته لعامين متتاليين ، وهذا يؤشر إلى وضع وتمكين يد الانقلاب على البلاد .
وعليه فإن السودان مقبل على مرحلة خطرة قد تؤدي إلى تفكيك للمجتمع نتاجها حرب أهلية مرسوم لها حتى تقوم قوى الرأسمالية والصهيونية وادواتهم بشرعنة التدخل في السودان ، وهذا ما لا نتمناه لهذا البلد العربي الذي فيه من الثروات ما يغني السودان وشعبه .
#محمود_عساف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟