أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - مارشالات وعرفاء














المزيد.....

مارشالات وعرفاء


ناجح العبيدي
اقتصادي وإعلامي مقيم في برلين

(Nagih Al-obaid)


الحوار المتمدن-العدد: 6198 - 2019 / 4 / 11 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أشهر مارشال حول العالم هذه الأيام هو "المشير" الليبي خليفة حفتر. أكبر إنجاز عسكري حققه اللواء المتقاعد كان وقوعه في الأسر في المعارك في تشاد عام 1987 عندما انغرست الدبابات الليبية في رمال الصحراء الكبري ولتبقى هياكلها الصدئة حتى الآن رمزا شاخصا لجنون العظمة لدى العقيد معمر القذافي. ومع أن القذافي خالف بشكل مفاجئ التقاليد العسكرية العربية العريقة واكتفي برتبة العقيد، إلا أن رفيقه سابقا وغريمه لاحقا حفتر رقّى نفسه في عام 2017 إلى رتبة مشير دون ان يحفل بالأصول العسكرية. لكن ذلك لم يمنع الرئيس الفرنسي ماكرون في عام 2017 من مخاطبة حفتر في باريس بـ"ميسيو مارشال". والآن يحاول المشير أن يضيف إلى سجله العسكري الناصع انتصارات جديدة عبر الاستيلاء على طرابلس وإقامة نظام استبدادي على أنقاض الفوضى التي تجتاح ليبيا منذ الربيع العربي 2011.
لكن هناك مارشال عربي آخر قد ينافس حفتر في الشهرة وهو السوداني المشير عمر البشير الذي سينهي كما يبدو مشواره العسكري في السجن بعدما أطاح به وزير دفاعه الفريق أول ركن عوض بن عوف والذي ربما ينتظر الآن ترقيته لرتبة المارشال بعد انقلابه على رئيسه.
رتبة المارشال أو المشير (أو ما يدعى بالمهيب في العراق) هي أعلى الرتب العسكرية حول العالم، ولا تمنح عادة إلا في فترات الحروب الكبيرة وعندما يحقق القائد العسكري انتصارات لامعة تستحق أن تدرس في الأكاديميات العسكرية. أبان الحرب العالمية الثانية مثلا منح الطاغية السوفيتي ستالين تسعة جنرالات لقب مارشال الاتحاد السوفيتي، أحدهم هو نفسه على الرغم من أنه لم يدرس في أكاديمية عسكرية. من بين هؤلاء التسعة الجنرال الشهير جوكوف الذي حاز في عام 1943 على رتبة المارشال بفضل قيادته لعملية الجيش الأحمر في كسر حصار لينينغراد المفروض من قبل الجيش الهتلري على مدى 4 سنوات. على الجانب الألماني دخل التاريخ الجنرال رومل الملقب بثعلب الصحراء التاريخ باعتباره أصغر مارشال في الجيش الألماني. حصل رومل على هذا الرتبة الرفيعة في ربيع عام 1942 عندما تمكن بقوات محدودة من القضاء على الفرق البريطانية المدرعة المتجمعة قرب طبرق في الصحراء الليبية، مطبقا بنجاح باهر تكتيك الحرب الخاطفة. لكن ليس أسلوب الحرب الخاطفة وإنما الصحراء في شمال إفريقيا تبقى الشيء الوحيد الذي يجمع رومل مع خلفه المارشال حفتر. من بين ستة قادة عسكريين بريطانيين مُنحوا رتبة مارشال في الحرب العالمية الثانية يبرز أسم مونتغيمري الذي حطم في أواخر 1942 أسطورة رومل باعتباره الجنرال الذي لا يقهر في معركة العلمين الشهيرة. غير أن مونتغيمري أضطر للانتظار قرابة سنتين ليحظى برتبة الفيلدمارشال عندما قاد بنجاح باهر عملية إنزال قوات الحلفاء في النورماندي في فرنسا ، ممهدا بذلك لإنهاء النظام النازي.
قائمة المارشالات العرب أيضا طويلة. يتقدمها الجنرال عبد الحكيم عامر الذي حصل على رتبة مشير في عام 1958، أي بعد ما يسمى بالعدوان الثلاثي عندما فرّ الجيش المصري بفضل قيادته الحكيمة من شبه جزيرة سيناء بدون قتال تقريبا. وبعد عشر سنوات كرر المشير عامر هذا الإنجاز في حرب الأيام الستة. ومن المؤكد أن غريمه وزير الدفاع الإسرائيلي الأعور موشيه ديان كان ينظر إليه بعين الحسد لأن ديان كان برتبة جنرال خارج الخدمة فقط. وفي كل الأحوال فإن رتبة مارشال لا توجد أصلا في الجيش الإسرائيلي. وهو تقليد مطبق في كثير من بلدان العالم ومنها ألمانيا وكذلك روسيا التي توقفت عن منح رتبة مارشال بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1990. ولا يستبعد أن تنضم مصر إلى القائمة لأن آخر مشير هو الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي. ومن البديهي بأنه لن يسمح لأي جنرال آخر بمنافسته على هذا اللقب الرفيع عالميا ولكنه مبتذل عربيا.
هذا ما يتجسد أيضا في الجيش العراقي الذي انفرد باستحداث رتبة "المهيب" المعادلة للمشير والتي منحت لقادة عسكريين أفذاذ هم عبد السلام عارف وأحمد حسن البكر وصدام حسين. ومن الملفت للنظر أن المهيب صدام حسين حاول في شبابه دخول الكلية العسكرية في بغداد ولكنه فشل في ذلك. غير أنه عوّض هذا الفشل بمنح نفسه الرتب العسكرية الرفيعة تباعا.
بهذه السرعة الصاروخية في الترقية ينافس المهيب صدام حسين حتى الفيلدمارشال عيدي أمين الذي ترقى من مساعد طباخ إلى عريف قبل أن يمنح نفسه أعلى رتبة عسكرية ويحكم بلده أوغندة بالحديد والنار مقدما نسخة كاريكوتورية للطاغية تفوق غرابة أطوار صديقه الليبي العقيد معمر القذافي. انتهى الأمر بالفيلدمارشال أمين المنتمي للأقلية المسلمة في أوغندة باللجوء إلى ليبيا قبل أن يقضي أيامه الأخيرة معززا مكرما مع زوجاته الأربعة في مهد الإسلام السعودية.
لا يستبعد أن المشير الليبي الجديد خليفة حفتر يستفيد من تجربة العريف السابق عيدي أمين بحكم القرب الجغرافي. وربما تعود هذه المسرحية الهزلية في منح الألقاب العسكرية إلى اختلاط في المفاهيم. ففي الجيش الأمريكي لا يوجد مارشال وإنما جنرال خمسة نجوم، بينما يطلق لقب مارشال عادة على رجال الشرطة في البلدات الأمريكية، كما نشاهده كثيرا في أفلام هوليود. ومن المؤكد أن حفتر وعمر البشير والبقية شاهدوا الكثير من المارشالات في أفلام الكاوبوي الأمريكية.



#ناجح_العبيدي (هاشتاغ)       Nagih_Al-obaid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعر الإنسان لدينا ولديهم؟
- هل سيتعلم المسلمون من نيوزيلندا؟
- الجيش العراقي ’’الباسل’’
- خاشقجي وتروتسكي وما بينهما
- من هو الرابح الأكبر من من وراء اختفاء خاشقجي؟
- الانفجار السكاني: أم القنابل
- الليرة والدينار وأوهام الطغاة
- وما تحالفوا ولكن شُبّه لهم!
- ذكرى ثورة تموز: ليس بالنزاهة يتميّز السياسي
- صحوة الموت للبرلمان العراقي
- الانتخابات العراقية: العتبة الانتخابية وكثرة الطباخين
- مقتدى الصدر وإغراءات السلطة الكاريزمية
- مصر: هل يُصلح الاقتصاد ما يُفسده السيسي؟
- كارل ماركس: نبيّ رغم أنفِه
- ماركس والعولمة
- هل انتهت الأحزاب في العراق؟
- مدافع ترامب التجارية
- الانتحار بين السياسة والدين (الحلقة الثانية)
- الانتحار بين السياسية والدين (الحلقة الأولى)
- الانتخابات العراقية...الناخب الحائر!


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ناجح العبيدي - مارشالات وعرفاء