احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 6185 - 2019 / 3 / 28 - 11:26
المحور:
المجتمع المدني
بسم الله الرحمن الرحيم
زوجة سقراطية*
أحمد الحمد المندلاوي
قصة قصيرة جداً
**تصفه دائماً بقولها اللاذع:
- إنّك لا تصلح أن تكون صاحب أسرة لعدم اهتمامك بنا ..صحيح إنك توفّر لنا البُرَّ بكميات كبيرة تكفي للحول كاملاً.. ولكن ليست الحياة تدوم بالخبز فقط ؛ نحن نحتاجك معاً .. الأولاد يبغون أباهم،الحنان،التربية..
بعد هذا الكلام؛و الصمت المهذّب مخيّم على كلا الطرفين(الزوج و الزوجة).. نظرت اليه بوقار ،و اصلت شجونها قائلة:
- أ ليس كذلك يا أستاذ؟؟..
كان أكثر أوقاته في مطالعة الكتب والمناقشة و البحث عن أصدقاء جدد بنفس الاتجاه أو حتى الإتجاه المعاكس،قد يتناول طعامه و هو واقف أو بيده كتاب ،أو قصاصة ورق مكتوبة،حتى أنّه يقرأ اللافتات على الجدران،يعشق المطالعة،بل أحياناً يتحدث مع زوجته و هو يطالع قائلاً لها:
- إنّي منتبه اليكِ يا عزيزتي.. تحدّثي.
و تصدّ عنه أحياناً و لكن بوقار ؛ لهذا التصرف و اللامبالاة بها.
و تحادث نفسها:
- و لكن ما العمل؟ أنا أحبُّه كثيراً و هو إنسانٌ نبيلٌ جداً؛ ..و لم أر رجلاً غيره في حياتي ..
إفترقا كلٌّ الى خصوصياته في المنزل أو خارجه..قد يتكرر هذا المشهد على الأقل في اليوم مرّة واحدة , هذا ديدنهم.
وتخالجه همهمات قلبية بلا صدى ،و بلا حروف .لكنّها ناطقة برقّة لطيفة لتقول:
- أ إنّها ئيسبازيا ؟..بل إنّها حقّاً ئيسبازيا!!جاءت لتعلمني أشياء أغفل عنها دائماً.و لكن أنا لستُ بـ (سقراط الحكيم) ؟؟..
احمد الحمد المندلاوي
بغداد – 26/1/2012م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟