عطا الله شاهين
الحوار المتمدن-العدد: 6152 - 2019 / 2 / 21 - 21:08
المحور:
الادب والفن
عناقٌ بطعمِ الخوْفِ على جُرفٍ صخريّ
عطا الله شاهين
من نظراتِ عينيه بدا لها بأنه شابّ بسيط، لكنّ المرأةَ التي رأته يقفُ على جرفٍ صخريّ ذات مساءٍ تجمّعت حينها غيوم سوداء في السّماء، وكأنه أراد الموتَ، فدنت منه وعانقته بعفويةٍ، ومن عناقِها راح يهذي، وقال لم يعانقني أيّ أحدٍ في هذه الدُّنيا بعدما وجدتُ نفسي أعيش وحيداً في بيتٍ متواضع تدلفُ مياه الأمطار من سقفِه، فقالت له المرأة: أراكَ هدأت قليلا، فردّ عليها: بلى، لكنني لا أصدق بأن العناقَ يجعل المرؤ يهذي مثلي، فأنت أولُ امرأة تعانقني، فردّت عليه لهذا أراكَ تهذي من سخونةِ التصاقٍ عاديّ وعفويّ لجسدكَ الباردِ منذ زمنٍ، فردّ عليها: أتدرين بأنّ هذياني ليس من حلاوةِ الجوِّ، لكنّ هذياني بسببِ التصاقٍ أهبل لجسدِ امرأةٍ عطفتْ عليّ في هذا المساء، والعناقُ كان بطعمِ الخوفِ هنا، وها أنني بتّ أرى لون الطبيعة يميل لألوانِ الحُبّ، فقالت له قبل أنْ ترحلَ: لا تفكّر بعد الآن في الموْتِ، فقال لها: بعد هذا الهذيان، الذي أصابني منكِ فبتّ لا أفكّر بأيّ شيء يا ساحرة الإصغاء إلى قلبي الحزين، فابتسمتْ له، وسارتْ في طريقِها، أمّا هو فعادَ إلى بيته وراحَ يصلّح ويرمّم سقفَ بيته قبل هُطولِ المطر..
#عطا_الله_شاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟