أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - المعول عليه في قراءة النص التراثي هو قداسة النقل وأولويته على أسئلة العقل !!!! (2) د. عبد الرزاق عيد














المزيد.....

المعول عليه في قراءة النص التراثي هو قداسة النقل وأولويته على أسئلة العقل !!!! (2) د. عبد الرزاق عيد


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 6119 - 2019 / 1 / 19 - 15:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الحلقة السابقة من مقالنا تحت عنوان ( ممكنات العقلانية (المتأسلمة) للاسلام السياسي بين ( " عض هن ( ذكر )الأب" و" مص بظر اللات" ) ......وهما صيغتان فاحشتان :الأولى على لسان النبي ، والثانية على لسان أبي بكر الصديق وقد أوردهما ( البخاري) الذي تدور الصراعات في الساحة الثقافية المصرية حول صحيحه الذي قيل قديما عنه (أنه أصح كتاب بعد كتاب الله ) أي بعد القرآن .....

الخطاب الديني التقليدي النقلي الذي لا يختلف عن الخطاب الأخواني التصالحي قبل الصدام بين الأخوان والعسكر ووهو يتقاطع مع الأزهر كمؤسسة غير حكومية ، والمقبول اليوم مشيخيا بل وإعلاميا بوصفه خطاب اعتدال متوافق مع الأزهر، فإنه يدافع عن مرجعية كتاب البخاري بوصفه الأصح بعد كتاب الله ...

أماالتنيار الثاني فهو الخطاب الديني الموصوفة بالاعتدال الرسمي الحكومي الداعية إلى التجديد والحديث لكنها في الوقت نفسه ،التجديد المرسوم الحدود رسميا بشكب مسبق كما حدث مع ( إسلام البحيري الذي سجن بتهمة الخروج على (ما هو معروف من الدين بالضرورة ) عندما شكك بمقولة الصحة المطلقة لكتاب البخاري بعد القرآن، وهو التيار المعروف باسم ( القرآنيين) الذي لا يقبلون بموثوقية مرجعية سوى المرجعية القرآنية بوصفها الوحيدة المعصومة من الخطأ ، بينما لا يعترفون بالسنة والإجماع بوصفهما منتجا في العصر العباسي أو ما يسمى بعصر التدوين الذي تم بعده جمع الحديث وتدوين اللغة ووضع مراجع السنة النبوية في القرن الثاني الهجري ، أي مابعد 150 للهجرة وما سمي بعصر ابن هرمة، رغم أن بعض الدارسين شملوا بهذ ا التحديد حتى المصحف الشريف للقرآن كنص مكتوب...

وعلى هذا فإن سقف حرية البحث المتاح في مصر المحروسة ، هو في الشغل الفكري والنظري والتحليلي على النص ما بعد القرآني ...وكلنا يتذكر مأساة الصديق الراحل نصر حامد أبوزيد عندما أدخل علم السيميولوجيا في فضاءات دراسة وتحليل النص القرآني ... حيث طلقت منه زوجته بحد ( الارتداد )، هذا الحد الذي يدافع عنه حتى اليوم من يفترض أنه ممثل الاسلام الأهلي الشعبي الوطني المعتدل ، وليس الإسلام الجهادي المسلح !!!

الحوار الذي توقفنا عنده ، مثله الإعلام الرسمي عندما واقف مع الباحث النفنسي الفلسفي الذي ينكر قدسية البخارية ومعصوميته ، فكذب رواية الحديثين عن النبي وأبي بكر ، بينما مثل الصوت المعارض هو تيار الاسلام المشيخي الأهلي الذي لم يفدم أثي تنازل حول معصومية البخاري ، تحت رد التعبير القر’ني ( واغلظ على الكافرين ) حيث اعتبر أن التعبيرين اللذين تلفظا التسميات الفاحشة علنا لفرج المرأة والرجل ( البظر والهن ) نوع من الإغلاظ وليس الافحاش ...ولذا فإن المشكلة كانت بين الطرفين ( الاسلام الحكومي الرسمي، والإسلام الأهلي الشعبي المستقل عن الحكومة ،هو البخاري ودرجة معصوميته ...وعلى هذا يغدو الأفق الثقافي المتاح أمام الفكر العربي والإسلامي للتحليل والاستنتاج والاجتهاد والتأويل محكوم بسقف ممكنات تجاوز معصومية البخاري ،وليس عقلانية الحديث وممكناته وفق شروط العصرواستيعاب مناهجه على مستوى المنظورات السوسيو –انثرلولوجية – سيميولجية إلا إذا غامر وقامر البا لحث برأسه أو بطلاق زوجته كما حصل مع فرج فودة وحامد ناصر أبوزيد ..
.
وفي هذا السياق سيورد الخطاب الاسلامي المعتدل المستقل عن الإسلام المشيخي والاسلام الأهلي ، ما أورده البخاري من وقائع يقترض أنها غريبة ويمكن التشكيك بمصداقيتها ، كحادث سرقة علي بن أبي طالب ( كرم الله وجهه) لحصة الحمزة بن عبد المطلب عم النبي الشهير من الغنيمة بعد أن ( ثمل –سكر) ، وقطعه لرؤوسها وابقاره لبطونها ، فشكاه علي للنبي ، عندها ذهب النبي ليستوضح الأمر فوجد (الحمزة) مخمورا ثملا خارجا عن وعيه وهو يقول للنبي وعلي (ألستم أنتم من عبيد أبي )...

هذه الواقعة لم تستثر عند الطرفين المتحاورين سوى صحة رواية البخاري لها ودرجة مصداقيته اعتمادا على سلسلة النقل دون أي مساءلة للعقل حول لامكانبية حدوث ذلك وفق المناهج الحديثة، بل وفتح حوار بين واقعة الفخر بالنسب التي أفحش النبي في شتم صاحبها ( اعضض هن أبيك )، وبين تقاخر الحمزة بأبيه ( عبد المطلب) ، حيث يمضي النبي دون أن ينبس ببنت شفة في مواجهة الحمزة السكران ...
وسنؤجل عرض باقي الروايات ومصداقية رواية البخاري لحديث ( عذاب الميت ببكاء أهله عليه ) ومدى صحته والاختلاف حوله، سيما أن السيدة عائشة تروي حديثا مضادا ناليا لهذا الحديث في كتاب البخاري، ويثبت البخاري صحة الحديثين بنشره لهما دون أي تعليق كعادته في جمعه كتابه للاحاديث النبوية ....

فإذا كان سقف عقلنا العربي والإسلامي في التفكيرهو صحيح البخاري فيى القرن الثاني الهجري ، فكيف لنا أن نتساءل عن معنى وسبب انتصار القوى الطاغوتية المضادة عبر قرون ضد شعوبها الظامئة إلى الحرية ، بل وكيف يمكن للوثنية الأسدية الرعاعية الحثالية أن لا تبيع شعبها و وطنها للغزاة من روس وفرس وكل أوباش الأرض ، إذا بقينا نقاتل من أجل الحرية بأفق عقل القرن الثاني الهجري....



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ممكنات العقلانية (المتأسلمة) للاسلام السياسي بين ( - عض هن ( ...
- قاعدة قياس الشاهد على الغائب ليس سمة مميزة للعقل العربي فحسب ...
- عصابة المافيا الأسدية توسع تحالفاتها بزعامة بوتين باستقبال ا ...
- رحيل السياسي والمفكر (عبد الله هوشة)
- طوبى لكل من جاهر بصوت روح وضمير الثورة السورية المستمرة بوصف ...
- هل انتخاب أحمد الريسوني المغربي بأكثرية مطلقة بديلا للشيخ ال ...
- الشيخ (القرضاوي) يمنح أردوغان صك الغفران (البابوي) والمجد ال ...
- الدور القطري –الإيراني –الأسدي في محاولة زرع الشقاق بين الدو ...
- فنان تشكيلي كان معارضا حدا جدا .... ينفي على قناة ( فرنسا 24 ...
- الإسراء والمعراج مثالا. إن كان ( رؤية أومناما ) .... أي هل ك ...
- الوسطية قد تكون مرحلة انتفالبة إلى المعرفة الموضوعية أو السد ...
- (لا إمام سوى العقل) أداة للوصول إلى المعرفة ، أما ما دونه وم ...
- الوسطية ليست نظرية في المعرفة ، بل هي رؤية ايديولوجية سياسية ...
- ايران / إسرائيل والمضحك /المبكي...
- هل وصل العرب حد إعلان ( شكرا إسرائيل) لأنها الأقدر على تبريد ...
- النظام الأسدي يذبح السوريين طائفيا ، وكل من يعترض على الذبح ...
- ويسألونك : هل المركز القطري للبحوث والدراسات في الدوحة ثمرة ...
- مبروك للشعب التركي العظيم نجاحه في تجديد مساره الديموقراطي ا ...
- ماذا قدم العلمانيون أوالأخوانيون للثورة ....؟؟؟ !! كلاهما لم ...
- (العقل العربي المتأسلم) لا يراكم ، بل هو أشبه ب (برميل مثقوب ...


المزيد.....




- في بيان موجز.. ترامب ينعي البابا فرنسيس
- إسرائيل تلغي تأشيرات 27 نائبا فرنسيًا على خلفية تصريحات ماكر ...
- -هناك فوضى تسود العالم، وليس ترامب المسؤول عنها- – نيويورك ت ...
- تقرير بريطاني: أغرب الأسماء الممنوعة للمواليد حول العالم
- دوغين: ترامب يخطو نحو الانسحاب الأحادي من النزاع الأوكراني ب ...
- عاصفة رملية هائلة تشل شمال المكسيك
- شاهد.. طائرات عسكرية صينية في أجواء مصر أثناء أول مناورات جو ...
- دمار في صنعاء بعد الغارات الجوية الأمريكية
- الأرجنتين تعلن الحداد أسبوعا على وفاة البابا فرنسيس
- كبرى المدن الروسية تقيم صلوات جنائزية على روح البابا فرنسيس ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - المعول عليه في قراءة النص التراثي هو قداسة النقل وأولويته على أسئلة العقل !!!! (2) د. عبد الرزاق عيد