أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - سمة مشتركة: عصاب قاسم وصدام وقيادة الحزب!















المزيد.....

سمة مشتركة: عصاب قاسم وصدام وقيادة الحزب!


طلال الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 6119 - 2019 / 1 / 19 - 07:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يكتب الاستاذ العزيز حامد الحمداني المحترم مقالة مسلسلة بعنوان
شهادة للتاريخ
عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي

واني اقيم تقييما عاليا حرفية وعلمية الاستاذ الحمداني وتطرقه الى مسائل عقدية وفي غاية الصعوبة من تاريخ العراق الحديث.
ومقالتي هذه تعليق مطول الشئ على الحلقة الثالة من مقالته
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=625123
والتي يتحدث فيها باسهاب عن قيام الحزب الشيوعي العراقي وقوى اخرى بكتابة مذكرة الى رئيس وزراء العراق وقتها عبد الكريم قاسم.
-----
تعليقي:
عندما نقرأ هذه المذكرة الطويلة العريضة والكلام حول [ميثاق إنشائي] لا ندري هل علينا ان نضحك ام نبكي! ولا ادري اين تعلم كاتبو هذه المذكرة ان السياسية والمطالب تتحقق بكتابة مذكرات -انشائية- وبهذه السهولة وبالتحدث عن حكمة الزعيم. اية حكمة؟ وما هي دلائلها, فاغلب الدلائل, ان لم يكن كلها, تشير الى العكس؟!

والمذكرة نفسها تقع في تناقض مع نفسها, فاذا كان الزعيم الاوحد حكيما او رشيدا الخ. كما تزعم المذكرة بقولها
"بيد أن الشعب فوت الفرص على الأعداء والطامعين ومفرقي الصفوف، وبقي صامداً موحداً تحت زعامتكم، وقد أصبح ذلك ممكناً بفضل وحدة الجيش والشعب بقيادتكم الحكيمة الحازمة (الحازمة بمعنى الديكتاتورية!؟)
فما حاجة الزعيم قاسم الى مذكرات وارشادات ومواعظ الآخرين الذين هو اساسا يشك او يشكك فيهم ويتطير منهم. وكسب ثقة الزعيم لا تتم اطلاقا من خلال كتابة مذكرات جوفاء كهذه.

ان عدم ثقة الزعيم بالجماهير, باعتقادي, يعود لسببين رئيسيين. الاول طبقي عسكري, اي التبعية الفكرية لقاسم للثقافة البرجوازية الصغيرة, اضافة الى تعليمه العسكري الصارم, كأي تعليم عسكري عموما, الذي يستوجب الطاعة و التنفيذ الاعمى للاوامر المناقض للمفاهيم الديموقراطية. العامل الثاني هو عامل نفسي كما اوضح ادناه.

و يبدو ان مفهوم كاتبي المذكرة للديموقراطية نفسه مقلوب رأسا على عقب ويعتقد بامكانية تغيير اساليب الحكم وتحقيق الديموقراطية من فوق, اي ان الديموقراطية مكرمة من الحكام لشعوبهم و تتحقق بالتوسل والاستجداء او بالاحتكام الى منطق العاطفة او منطق الاخلاقيات, وليس بتصعيد النضال الجماهيري لارغام السلطة على تحقيق الاهداف, واذا امتتعت السلطة عن الاستجابة, فما المانع من تغييرها, اذا لم تكن سلطة مقدسة ومنزّلة من السماء (!), وخصوصا في حالة توفر الامكانية؟ فهل ان ولاء الحزب الشيوعي كان يجب ان يكون ولاءً اعمى لقاسم, وموسكو, بدلا في ان يكون ولاءً مطلقا للشعب والوطن؟

وحين تحذر المذكرة قاسم من قيام حمامات دم بقولها
"ولئن (كذا!) كان الاستعمار أخفق في نسف استقلال البلاد، وقلب الحكم الجمهوري الديمقراطي، والإطاحة بزعامتكم، فإن هدفه هذا لم يتغير، ولن يتغير، حيث لا يمكن للاستعمار أن يتخلى عن مساعيه، ودسائسه، في سبيل إرجاع نيره المهشم، واستعادة نفوذه المنهار، حتى لو أدى ذلك إلى إغراق الوطن في بحر من الدماء الزكية."
فان سياسة الحزب المترددة و تبعبته الذيلية لقاسم وموسكو ساهما, شاء الحزب ام ابى, لسخرية القدر في اقامة حمامات الدم!

"عبد الكريم قاسم يتجاهل المذكرة ويواصل سياسته تجاه الحزب الشيوعي"
و تجاهل قاسم للمذكرة متوقع ومفهوم. انها مذكرة متذللة ومتملقة ومبتذلة. بل انها كارثة بحد ذاتها, وتدلل على تردي المستوي الفكري لقيادة الحزب الشيوعي والآخرين من كاتبي المذكرة وعدم فهمهم حتى لالفباء الديموقراطية ومخاطبة الناس ونفسياتها, وبضمنهم زعيمهم الاوحد الذي تحليل شخصيته وسلوكه من خلال خطبة الطويلة المملة وقلة ساعات نومه وديكتاتوريته وتفرده وضعف حصافته وايمانه المطلق بقدراته على التحكم في مجرى الامور وغيرها من المعطيات كانت كلها تدلل على اضطراب نفسي خطير في شخصيته لا يمكن تقويمه, حتى بالحد الادنى, من خلال المذكرات او المناشدات او الاستعطاف او الاستجداء او الاحتكام الى العقل. انه اضطراب نفسي كان ينبغي علاجه نفسيا, ان قبل الزعيم العلاج وهذا كان سيكون من سابع المستحيلات واهانة لا تغتفر بحقه لمجرد حتى ابداء الاقتراح , لانه كان سيعني, في المحصلة, نهاية الزعيم سياسيا وضربة قاصمة لنرجسيته. والعلاج اساسا صعب جدا وقتها في العراق وحتى الآن, وكذلك عموما. والمذكرة بحد ذاتها تعظّم من نرجسية قاسم وعصابه ولذلك فان مفعولها يالطبع سيكون معاكسا للنيات الطيبة ولكن الساذجة بدون حدود لكاتبي المذكرة. ونحن نعلم ان الطريق الى جهنم معبد بالنيات الطيبة.

والمحزن جدا ان انعدام التقييم النفسي للزعماء و سلوكياتهم السياسية قد ساهم في تدميرالعراق وتحطيمه. و يجب الذكر ان العديد من سمات شخصية قاسم شاركه فيها الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين, مثل الخطابات الطويلة المملة والمكررة, والاعتداد فوق العادة بالذات, اضافة الى الحذر المفرط والبارانويا والخوف من الجماهير وخشيتها, وديكتاورية اقسى واشمل. والاثنان حظيا بتقييم عالٍ من قبل قيادة الحزب الشيوعي العراقي, على الاقل في فترة الجبهة بالنسبة الى صدام, مما يدلل بكل تأكيد على عصاب قيادة الحزب نفسها ايضا.

والجدير بالذكر ان الاتحاد السوفيتي السابق والدول التابعة وقفوا الى جانب قاسم, كما فعلوا مع صدام!

ان اغفال العوامل النفسية والاعتماد على تقييمات واحكام شعاراتية وخصوصا عندما تكون مستوردة من الخارج (دور البرجوازيات الوطنية وطريق التطور اللارأسمالي وغيره من تنظير الكرسي العاجي!), تكون نتيجته دوما وابدا كارثية. والحزب الشيوعي لم يكرس ادنى اهتمام لدراسة العوامل النفسية (ناهيك عن اهماله الفاحش للعمل الفكري واتكاله على الاخ الاكبر, وقتها, وكأن الامية الفكرية مقاس ناصع للاممية!), لا من قبل ولا الآن, لربما بسبب ضعف او انعدام الثقافة النفسية بين صفوفه او خشية ان يكتشف افراده انفسهم وعصابهم الذين يريدون كتمانه واخفاءه حتى عن انفسهم, ولكنه يظهر بكل جلاء في هذه المذكرة, مثلا. ومن لا يريد معرفة نفسه كيف سيريد او سيستطيع معرفة الآخرين او التعرف الدقيق على حكمتهم؟ لذا ان المعالج او المحلل النفسي يخضع الى تحليل نفسي كشرط لازم لمزاولة مهنته. والسياسية تتعامل مع افراد ومحموعات, ولذا فهي في حاجة ماسة للتعرف, على الاقل, للافكار الرئيسية لعلم النفس الفردي وعلم النفس الجماعي. والمجموع هنا حسب قوانين ما يسمى علم نفس "البنية" Gestalt Psychology ليس محصلة لمجموع الاجزاء, كما يقتضي المنطق الارسطي, بل هو اكبر من مجموع اجزاءه وتنطبق على الكل قوانين مخالفة لقوانين الجزء.
Gestalt theory emphasizes that the whole of anything is greater than its parts. That is, the attributes of the whole are not deducible from analysis of the parts in isolation. The word Gestalt is used in modern German to mean the way a thing has been “placed,”´-or-“put together.” There is no exact equivalent in English. “Form” and “shape” are the usual translations--------------- in psychology the word is often interpreted as “pattern”´-or-“configuration.”
Gestalt psychology
https://www.britannica.com/science/Gestalt-psychology
وحول المنطق اللاارسطي, يمكن مراجعة العمل القيم والكلاسيكي
Science and Sanity: An Introduction to Non-Aristotelian Systems and General Semantics
تأليف: Alfred Korzybski
(العلم والصحة العقلية: مدخل الى النظم اللاارسطية والسيمانتيك العام) 806 صفحة و 657 مصدر.
وهنالك نوع من العلاج النفسي مشتق من المنطق اللاارسطي لكورزيبسكي, ويسمى neuro-linguistic programming, واختصارا NLP
http://www.doyletics.com/art/sciencea.htm
واطروحة كورزيبسكي متوائمة مع فلسفة الفريد وايتهيد التي خصصت لعلاقتها بالماركسية العضوية او الجمالية, كنفيض للماركسية الاختزالية او المبتذلة, حلقات عديدة من قبل ومتوفرة في الانترنيت.

والتغيير يتم من خلال الانسان وليس من خلال الشعارات والكلمات الطنانة. واهمال الانسان وعلم نفسه هو كارثة بحق الوطن والانسان. انها حقيقة بسيطة جدا ولكن اهميتها لا تضاهى!

ملاحظة اخيرة وان كانت تتعلق بالشيوعيين اكثر من غيرهم, ان سلوك الحزب او كاتبي المذكرة يتصف بالهيغلية, ولا علاقة له بتاتا بالماركسية. فالهيغلية تعتقد يتحقق الذات المطلقة من خلال الدولة (البروسية المطلقة), او الزعيم, لكن هذا يحتاج الى تفصيل كبير ليس هنا مكانه.







#طلال_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعية -المافيوية- وشيوعية ستالين وبيكاسو!
- علم لينين الثوري نقيض -الماركسية العلمية-!
- احالة ستالين ل -لينين- الى بضاعة!
- عام أيتماتوف: من هو الشيوعي الحقيقي!؟
- الله هيغل, الملكية والشيوعيين, والزمن وبدايته!
- الملك, ستالين, وهيغل-او بالعكس!
- -الخناثة- ليست من مفردات علم وطب الجندر!
- الشيوعية -الرسمية- وطقوس عاشوراء (1)
- لاماركسية شيوعية (حزب) الشهداء!
- الشجاعة (الادبية) كنقيض لثقافة الدولار!
- الستالينية: -ماركسية الزومبيات-!
- شيوعية (لاماركسية) تقتل الانسان او تحيله الى حيوان!
- الثقافة المناهضة للعولمة, ما العمل؟
- صمت المثقفين: جنة العولمة تحت اقدام العصابيين والنرجسيين!
- صنوان لبعضهما: ملكه جمال ميسوپوتيميا وشيوعيو (فاشية) العم سا ...
- الملكية الخاصة, بافلوف, والشيوعية
- تحالف سائرون (16)!
- تحالف -سائرون-! (15)
- تحالف -سائرون-! (14 )
- تحالف -سائرون-! (13)


المزيد.....




- هيئة بحرية بريطانية تبلغ عن تعرض إحدى السفن لحادث اقتراب مشب ...
- أشعة CT تحت المجهر.. فوائد تشخيصية مقابل مخاطر صحية محتملة
- روبوت -شبحي-بشري- يعرض قدراته العضلية في فيديو مذهل!
- دراسة حديثة تعيد إحياء نظرية -دُحضت سابقا- عن سبب التوحد
- المخاطر الخفية للاعتماد العاطفي على الروبوتات
- ماذا يعني أن ترفض الصين تزويد أمريكا بالمعادن الأرضية النادر ...
- حلف شمال الأطلسي يختار اتجاهًا جديدًا للمواجهة العسكرية مع ر ...
- عقب زيارته الأولى للدوحة.. الرئيس السوري يوجه رسالة محبة وتق ...
- الإدارة الأمريكية توافق على صفقة صواريخ -ستينغر- للمغرب بقيم ...
- عشرات الغارات الأميركية على مناطق عدة من اليمن


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طلال الربيعي - سمة مشتركة: عصاب قاسم وصدام وقيادة الحزب!