أنشودة الحياة ـ 1 ـ ( ص 7 ـ 9 )
....... ........ .......
...... ...... .......
يتغلغلُ وميضُ الشِّعرِ
في تجاويفِ روحي
يطهِّرني من آثامِ قرون مِنَ الزمانِ
يبهرني بألقِهِ الدائمِ
يبدِّدُ قحطي النابت بينَ الهشيمِ
يكسرُ جبهةَ الأحزانِ
زارعاً فوقَ شاطئِ القلبِ وردة
وحدُهُ الشِّعرُ قادرٌ
على منحي ألقَ البقاءِ
قادرٌ على إغداقِ الفرحِ
فوقَ تضاريسِ الحلمِ
وحدُه الشِّعرُ يجابِهُ جبروتَ الأوباشِ
أريدُ أنْ اخترقَ شراراتَ العيونِ الجاحظة
بكلماتٍ مرتَّقةٍ بالذهبِ ..
أريدُ أنْ أكتبَ قصائدي بمنجلي الصغير
حِبْرِي مِنَ الحِنْطَة
وأوراقي أشجارُ نخيل ..
أريدُ أنْ أحضنَ النساءَ الثكالى المبعثرة
في أنحاءِ الدنيا احتضانَ الإنسان ..
أريدُ أنْ أمسَحَ دموعَ الأطفالِ اليتامى
أنْ أكفكفَ دموعَ
فقراء هذا العالم ..
أريدُ أنْ أبكي بطريقةٍ
خارجة عَنِ المألوف
مللتُ مِنَ البكاءِ العاديِّ
أحتاجُ بكاءً يخترقُ الظلالَ البعيدة
مَنْ بعثرَ أوراقي
أقلامي ..
صحفٌ تحملُ بين ثناياها أرشيفي
أرشيفي! ..
عبارةٌ يتندَّرون عليها
ضحكةٌ صاخبة عبرَت هدوءَ الليلِ
كسرَتْ صَمْتِي ..
أخبارٌ
تفتقرُ لغةَ التحليلِ
.. ومكرّرةٌ لغة التركيب
حواراتٌ عقيمة تفوحُ مِنْ قِمّةٍ
تسمِّمُ مسائي
تقتلُ وردةَ الصباحِ
أهدافٌ تصبُّ في قاعِ الأقبية
في قاعِ البراميلِ ..
مؤتمراتٌ ..
طائراتٌ تحملُ سموماً
من لونِ الجنونِ
حواراتٌ مطلسمة ..
لا تستطيعُ أنْ تخفِّفَ
مِنْ زمهريرِ الليالي
من آفاتِ الحروبِ
أَلَمْ يشبعْ عباقرةُ العصرِ
مجانينُ العصرِ
من موبقاتِ الحروبِ؟!
حروبٌ في بداياتِ القرنِ
في نهاياتِ القرنِ
في خاصراتِ القرنِ
حروبٌ من لونِ الاصفرار
اصفرارُ العقاربِ
حروبٌ طائشة
كثيرة الإنتشار
تزرعُ خلفها أوبئة قميئة
أمراضٌ في طورِ اليرقة
خسائرٌ أكبر من مساحاتِ الحلم ..
.... ..... ..... ..... ..... .... يتبع
تنويه: بداية النصّ على موقع الحوار المتمدِّن أيضاً.
لا يجوز ترجمة هذا النصّ إلى لغاتٍ أخرى إلا بموافقة الكاتب.
ستوكهولم: كانون الثاني 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]