أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !














المزيد.....

جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !


درباس إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 6032 - 2018 / 10 / 23 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !

توجد في كردستان طبيعة خلابة تسر أعين الناظرين ، وفي أحيان كثيرة كانت الجبال الشاهقة الجميلة تحميهم من الغزاة والمعتدين ، وتوجد في كردستان موارد طبيعية تسيل لعاب الغزاة كالنفط والغاز والكبريت ...الخ ،وفيها مناخ وتربة صالحة للزراعة ، لكن موقعها الجغرافي كان وما زال يسبب لشعب كردستان المتاعب والمعاناة ، فكردستان هي الطريق الذي سلكه كل من الغزاة و المحتلين المخربين منذ القدم ، وكانت وما زالت ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية والدولية .

لقد مرت عبر كردستان جيوش الفرس الشرقية لغزو الغرب ، ومرت من كردستان جيوش الأسكندر الكبير لغزو الشرق ، وبطبيعة الحال هذه الجيوش عندما كانت تمر عبر كردستان فإنها لا تمر مرور الكرام بل تجرف معها كل شيء في طريقها سوأ أكان حجرا أم بشرا أم حيوانا ، والأسوأ من ذلك أنها تخضع الشعب لحكمها ،وتفرض عليه شروطها القاسية كالمشاركة معها في معاركها أو إستخدامهم في الأشغال أو الأعمال الشاقة ، تماما كأسرى الحروب !

ثم أصبحت كردستان بعد ذلك هدفا لجيوش الرومان ، والعرب ، والأتراك (الأغوز) الذين جاءوا من أواسط اسيا وسكنوا الأناضول ، وجيوش الأمبراطورية العثمانية، والصفوية لإحتلالها، ومن ثم هدفا للدول الإستعمارية كفرنسا ،وبريطانيا ،والإتحاد السوفيتي وروسيا ، انتهاء بالولايات المتحدة الأمريكية .

بالإضافة إلى ذلك فقد كانت كردستان ساحة لتصفية الحسابات ، ففي هذه البقعة الجغرافية شهدت معارك ضارية ومدمرة بين العرب والساسانيين وبين الأتراك (الأغوز) و البيزنطيين وبين الأمبراطورية العثمانية والصفوية ، وكما ذكرت آنفا فإن المصيبة لا تكمن فقط بخوض هذه الدول والشعوب حروبها ومعاركها على أرض كردستان بل أيضا في إستخدام الكرد في معاركهم كوقود للحرب فكان كل طرف يحاول كسب الكرد إلى جانبهم ومن ثم استخدامهم في معاركهم خاصة في الصراع العثماني والصفوي .

بعد أنتهاء معركة جالديران(1514م ) بين الدولة الصفوية والعثمانية جاء التقسيم الإستعماري الأول والأخطر على كردستان بين الأمبراطوريتين الصفوية (الشيعية ) والعثمانية (السنية) حيث تم تقسيم جغرافية كردستان بين هاتين الدولتين ، لكن الأخطر هو أن التقسيم لم يكن تقسيما جغرافيا وحسب بل كان تقسيما عقائديا ايضا، وهذا التقسيم ساعد الدولة الصفوية والعثمانية فيما بعد على تطبيق سياسة فرق تسد في كردستان ،وبطبيعة الحال كان الشعب الكردي وقودا لحروبهم الإستعمارية المغلفة بالشعارات الدينية !


وبعد اتفاقية جالديران جاءت إتفاقية سايكس بيكو الإستعمارية ( 1916م) التي قسمت جغرافية كردستان على أربع دول ، وقد شهدت كردستان بعد هذه الإتفاقية التي همشت حقوق الكرد ولم تعطيهم حقوقهم أسوة ببقية شعوب المنطقة مجازر مروعة و ثورات ،وحروب مدمرة غير متكافئة بين الكرد والدول والحكومات التي تحتل كردستان والتي غالبا ما كانت الدول الإستعمارية تقف معها ضد الشعب الكردستاني فعلى سبيل المثال الإتحاد السوفيتي دعم بشكل غير مباشر الأتراك والإيرانين ضد الكرد في جمهورية مهاباد الكردستانية والتي كانت عمرها قصيرة جدا،وذلك بعد أن سحب الدعم عن الكرد ، و أيضا الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة كسنجر ساعدت العراق وايران لتوقيع اتفاقية الجزائر عام 1974 والتي قصت جناح الحركة التحررية الكردستانية في العراق ، ولاننس ايضا فرنسا وبريطانيا اللتان قسمتا كردستان في اتفاقية سايكس بيكو ..

لم يلتقط الشعب الكردستاني أنفاسه منذ فجر التاريخ سواء كان بسبب الحروب التي خاضوها هم ضد الأمبراطورية الأشورية التي اسقطوها في النهاية بالتعاون مع البابليين ، وضد الفرس الذين اسقطوا إمبراطوريتهم الميدية ، أو بسبب الحروب الكثيرة التي خاضها الغزاة والمحتلين على أرضهم .فهذا الشعب كان يخرج من احتلال قاسي ويدخل بعد ذلك تحت احتلال أقسى منه ، ويخرج من معركة مرهقة ومدمرة ،ويدخل في معركة جديدة أكثر دمارا وارهاقا من سابقتها ، لكن رغم المآسي والمعاناة والسياسات العنصرية الممنهجة التي تعرض لها هذا الشعب بقى محافظا على هويته الكردستانية.

درباس إبراهيم



#درباس_إبراهيم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبقرية اليهودية والسذاجة الكردية !
- كردستان تفتقر إلى الإعلام الوطني !
- التخالف الكردستاني !
- عنتريات أردوغان التي لا تنتهي !


المزيد.....




- ترامب يهدد بالانسحاب من مفاوضات وقف الحرب الروسية الأوكرانية ...
- مدفيديف يدعو الاتحاد الأوروبي للتصرف بحكمة والسير على خطى وا ...
- مؤسسات غزة التعليمية تتحول لأماكن نزوح
- روسيا وقطر وإيران.. وساطات للشرق والغرب
- مقتل 80 شخصا بقصف أمريكي على الحديدة
- اجتماع سري في باريس: مساعٍ إسرائيلية للتأثير على الموقف الأم ...
- صوت الشارع يعود في اسطنبول: تظاهرات للإفراج عن معتقلي الاحتج ...
- -سرايا القدس- تعرض مشاهد من استهداف جنود وآليات إسرائيلية في ...
- الخارجية الروسية: السلطات الأوروبية تواصل إخافة شعوبها بـ-حر ...
- الخارجية الأمريكية: نتتبع معلومات موثوقة تتعلق بهجمات وشيكة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درباس إبراهيم - جغرافية كردستان ،نعمة ونقمة !