أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - كوميديا رسالة الغفران للمعري :سخرية مريرة من الالهة وجناتهم واسقارهم














المزيد.....

كوميديا رسالة الغفران للمعري :سخرية مريرة من الالهة وجناتهم واسقارهم


احمد صالح سلوم
شاعر و باحث في الشؤون الاقتصادية السياسية

(Ahmad Saloum)


الحوار المتمدن-العدد: 6018 - 2018 / 10 / 9 - 14:15
المحور: الادب والفن
    


على لسان ابن القارح ذلك الماجن الحلبي يقدم ابو العلاء المعري كوميديا ضد اله يتوهمه الناس
حيث يحاول ابن القارح ان يتقدم الى بلاط رضوان خازن الجنة ببضع ابيات كي يرشوه ويدخل الجنة
وابداع المعري في اختلاق ازمان مختلفة بين زمن الجنة المتخيل الاطول من زمن الارض التي تدور حول الشمس فاقل من ثانية تساوي عشرة ايام
ويحمل ابن القارح قيمه الماجنة نفسها في الطابور او الحشر للدخول الى الجنة او النار لهذا لانجد عنده اي هيبة او خوف من المصير مهما كان كما تصوره تفسيرات الاسلام بل التهكم عند هذه الشخصية التي اختلقها المعري هو التهكم نفسه الذي يحمله المعري تجاه الاديان والاله الا انه بشطارته الحلبية يريد ان يرشي خازن الجنة رضوان لعله يقتنع بأبياته قيدخله الجنة وهو لايؤلف الشعر بل ينتحل شعر الاخرين لنفسه بتغيير بعض الكلمات كما فعل بمطلع قصيدة امرئ القي
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
او قصائد اخرى اعيته ليلفت نظر الملاك رضوان الذي كان كأنه لايفهم ما يقوله ابن القارح وعندما لم يعد مفر امامه لجأ للحوار المباشر مع الملاك رضوان خازن الفراديس ويكشف ابن القارح له انه يملك صك غفران وانه مدح رضوان بأشعار لم يقل انه سرقها
يستغرب الملاك عن الشعر وما معناه فيقول له انه لحن او وزن يخاطب الغريزة ان زاد او نقص تشعر النفس بثقله
وينقد المعري وظيفة الشعر المتعارف عليها يومها وحتى اليوم وليس شعره الفلسفي العميق على لسان ما يشرح به ابن القارح لرضوان بان الشعر ينظم للتقرب من الملوك والسلاطين..
المعري يقدم الكوميديا على لسان ابن القارح الذي يخبر الملاك انه اتى بالشعر المسروق ليرشوه بغية السماح له بالدخول الى الفراديس فيخبره رضوان انه بسيط المعرفة ولايعرف انه اذا لم يستلم امرا من الاله فانه لايملك من امر ذلك شيء وهكذا تستمر احداث دره الادب العربي للفيلسوف الملحد ابو العلاء المعري الذي قامت عصابات ال ثاني وسعود الاسلامية بتدمير تمثاله في بلدته المعرة قرب حلب التي كنت امر بها في طريق باصات الهوب هوب لنأكل حلوى معراوية طيبة وساخنة
يومها كنت اعلم ان المعري ابن هذه البلدة ولكن لم تكن ثقافتي تسمح باكتشاف كنه الدرة والدرر الفلسفية والشعرية التي قدمها ابو العلاء المعري و هو اول من سخر من شعراء التكسب كالمتنبي وغيره واحتفظ لنفسه بمكانة مرموقة في عمق الوعي والفلسفة والاحساس الشعري المنزه عن تفاهات مدح الملواك والسادات والكلمة الأخيرة له وغير مقصود بها سادات كامب ديفيد البغيض والخياني
هذا الكنز ظل ممنوعا من التداول لاسباب سلطوية وغيرها فمن هي السلطة التي ستسمح بهكذا نص يبلغ من الرقي والعظمة انه يهدم كل ما بنته السلطة الزمنية عن الاديان وفقه مصالحها عبر شراء جيوش الشيوخ المشعوذين كابن تيميه والغزالي وجر ظل ممنوعا هذا الكنز لأكثر من الف سنة الى حين اكتشفه مستشرق انكليزي وترجمه ونقحه اوئل القرن العشرين ثم لتعود الدكتورة عائشة عبد الرحمن لتقدم رسالة الغفران لابي العلاء المعرب لقراء العربية ..
وماكان مقبولا عام 1950 يوم نشرت المحققة عائشة عبد الرحمن كنز الغفران للمعري تحول في العصور الانحطاطية الاسلامية التي لم تعرف المنطقة مثلها على يد ال ثاني وسعود ونهيان وصباح وعمالتهم للغزاة الصهاينة والامريكان تحول الى كفر و لم يكن غريبا ان يتوجه جيش الاخوانجية الحر وقاعدة ال ثاني الارهابية وداعش السعودية لتحطيم تمثال ابو العلاء المعري ظنا انهم بعقولهم الضامرة قادرين على ان يمسوا شعرة من هذا الابداع السابق لزمانه والذي حمل اجمل عبقريات العقل البشري وهو يسخر من الهة تفبركها السلطة للحكم و يختلقها الوعي الفقير المعوز للعزاء
سيظل ابو العلاء المعري والحاده وفلسفته واشعاره الفلسفية شامخا وسيدوس الأقزام الاسلاميين الوهابيين والاخوانجيين والمغول الأتراك تحت حذائه بكل استهزاء وقرف وسخرية بينما نظره يتطلع الى سماوات المعرفة والفلسفة واجمل الأشعار
.................................
لييج - بلجيكا
تشرين الأول اكتوبر 2018
.................................



#احمد_صالح_سلوم (هاشتاغ)       Ahmad_Saloum#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومبرادور الفلسطيني ومآلات تصفية القضية الفلسطينية!
- قصيدة:الحد الفاصل بين الاوتار
- عن تجربة ايران التنموية ومقتضيات النمو الاعجازي الصيني؟
- القومجية والاسلام السياسي وجهان لعملة الخراب والتخلف العربي
- ما اسباب استحالة ان تحكم دول الاسلام السياسي العالم؟
- هل صدفة فوز الشيوخ عملاء السي اي ايه بجائزة الملك فيصل لخدمة ...
- قصيدة : ناتالي البجعة البيضاء
- قصيدة : مسافات ضوئية بيني وبينكِ
- قصيدة: نداء العناق الرملي
- تغليف المرأة بصفتها سلعة لمقاولات النكاح المالية الاسلامية ا ...
- شرط محاربة اي دولة صاعدة لقيم الخزعبلات الدينية وتنميطاتها ا ...
- قصيدة: خربشات ماريانا
- اس 300 :لملموا قاذوراتكم الارهابية القطرية السعودية التركية ...
- متى ستستخدم روسيا النووي ضد الكيان النازي الصهيوني ومحميات ا ...
- سحب افواج الباتريوت ونهاية عصر اسرائيل ومحميات الخليج؟
- قصيدة: جدلية الانوثة و الحضارة
- اس 300 تحول ألماسة الطيران النازي الصهيوني الى كربون متفحم!
- كيف اباد العرب انفسهم بأنفسهم؟
- قصيدة : مساكب ورد حلب الجوري
- معاييرشبكة المافيات النيوليبرالية الحاكمة في الغرب !


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد صالح سلوم - كوميديا رسالة الغفران للمعري :سخرية مريرة من الالهة وجناتهم واسقارهم