مظهر محمد صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6013 - 2018 / 10 / 4 - 03:55
المحور:
الادب والفن
العراقي الاشقر : نقمة ام نعمة
مظهر محمد صالح
كلما يرى الناس رجل اشقر وهو الجسم الغريب بين القوى السمراء يعتبرون الاشقر جاسوساً غربياً بغض النظر عن جنسيته واصله ووطنيته . دعوني اروي شيء من تاريخ العراق السياسي وفي واقعة عسكرية حدثت في النصف الاول من القرن العشرين وهي معركة الفلوجة ١٩٤١. يوم دخلت القوات العراقية مدينة الفلوجة لمحاربة الانكليز وهي الحرب الخاسرة التي اطلق عليها الشعب في الماضي ((دكة رشيد عالي ))وكان من بين المتطوعين ضمن قوات الجيش العراقي المحارب ضد الانكليز آنذاك طبيب بغدادي مشهور اسمه صميم الصفار (ابيض اشقر ممشوق القامة يتحدث الانكليزية بطلاقة ) .كان والدي مع آخر الموظفين المدنيين ممن اخلى المدينة قبل بدء الحرب . التقى والدي الدكتور صميم المحارب الملتحق مع الجيش العراقي بصفة طبيب متطوع قبل مغادرة المدينة بساعات والدكتور صميم كان طبيب العائلة ،،واذا بثلة من العسكر تهاجم الطبيب المتطوع وتحاصره من كل جانب وتشهر السلاح بوجهه واوقعوا به الضرب والاصوات تتعالى امسكوه انه جندي بريطاني،،، ولم يتخلص الرجل من الجهلاء الا بشق الانفس ،، .وهكذا خسرنا حرب ١٩٤١ بقوة مقاتله لا تستطيع التميز بين الجندي البريطاني والطبيب المتطوع العراقي المدافع عن حياض الوطن. ذكرتني الصورة التي جرى تداولها بين قضية الطبيب صميم صفار في العام ١٩٤١ عند معركةً مدينة الفلوجة والتي سميت ب (بمعركةً سن الذبان )وبين المهندس محمد جاسم الاسدي وهو برفقة السيدين عادل عبد المهدي وبرهم صالح في اهوار جنوب العراق في العام الماضي. انه تاريخ مرتبك لم يتغير في قبول الجنس الاشقر ومواصلة الحرب ضد الاستعمار والامبريالية.
#مظهر_محمد_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟