أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - شعراء الإنستغرام: كيف تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بصنع الشعر مرة أخرى














المزيد.....

شعراء الإنستغرام: كيف تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بصنع الشعر مرة أخرى


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 5989 - 2018 / 9 / 9 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


في المدرسة، نكتشف الشعراء العمالقة في ثقافتنا: أحمد شوقي والمتنبي والسياب وأبو القاسم الشابي ومحمد مهدي الجواهري وبدوي الجبل والأخطل الصغير، على سبيل المثال لا الحصر. بالنسبة للكثيرين، إنها فترة محددة من حياتهم، مثل نافذة على شيء رائع.
لكن بينما نواصل القراءة فإننا نكتشف النثر من خلال حياتنا كبالغين - القصص القصيرة والروايات وكتب تنمية الذات والمقالات الإخبارية - ويميل الشعر إلى أن يكون النوع الذي نفقده.
لكن وسائل التواصل الاجتماعي - التي يلقى عليها اللوم في كثير من الأحيان لأنها تجعلنا نقرأ أقل من ذي قبل - مصممة على أن تفاجئنا مرة أخرى. على انستغرام، يتصارع الشعر القديم والجديد من أجل "المتابعين" مع حسابات الصور المثيرة، والمناظر الطبيعية للعطلة، والطوفان من الصور الشخصية.
انهم شعراء الإنستغرام. انستغرابوئت.
يقوم هؤلاء الشعراء بنشر أعمالهم بشكل أساسي على تطبيق انستغرام الشهير. ويساعد هذا التطبيق على تكييف الشعر وتحويله إلى تجربة بصرية بحتة: خطوط الآلة الكاتبة، خلفيات من الورق المصفر أو أبيض عادي، والرسم المرافقة في بعض الأحيان.
إن هذا التطبيق وما يرشح منه من تجارب شعرية مذهلة، يعمل من أجل جيل يعاني بشكل جماعي من نقص الانتباه. القصائد قصيرة، ومكتوبة بكل بساطة، شيء تكتشفه على الفور. الشيء الجيد في وسائل التواصل الاجتماعي هو التفاعل في اتجاهين. لذا، فهنالك تعليقات وأفعال التشجيع كحافز للحفاظ على الكتابة.
جعلت وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا الشعر متاحًا لجمهور دائم عبر الإنترنت. قد لا يشتري الناس كتابًا للشعر أو يشتركون في مجلة له. أنه في المدن الأصغر (وفي البلدان الأضعف مثل دول العالم الثالث)، حيث لا توجد العديد من الأحداث ذات الصلة الشعرية، فإن الإنترنت هو المنقذ.
لقد ظهر صعود شعراء الإنستغرام، مثل العديد من الاتجاهات الأخرى، لأول مرة في الغرب. حققت لانغ ليف، التي تتخذ من نيوزيلندا مقراً لها، والتي تكتب عن الحب والحسرة، الذهب عام 2012 عندما بدأ يلاحظ عملها. أطلقت أول مجموعة شعرية لها بعنوان Love & Misadventure في عام 2013، ومن المقرر إطلاق مجموعتها الرابعة، The Universe of Us، هذا الشهر. ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فقد بيعت مجموعات ليف الثلاثة بشكل جماعي أكثر من 300.000 نسخة حتى الآن.
ان جمال الرواية القصيرة يكمن في الحد الأدنى من الكلمات، وفي التأثير أيضا. لذلك، كانت المساحات الفارغة الكبيرة مع نص صغير، هي لعبة شعراء الإنستغرام المفضلة. هناك من الشعراء من يقوم بإنشاء مشاركاته باستخدام تطبيق، ذي أميزينغ تايب رايتر، هناك من يكتب جسدياً شعره بخطٍّ يدوي، يكتب قصائده في مجلة، أو أي ورقة أخرى. بعد ذلك، يلتقط صورًا بهاتفه ويلعب باستخدام الفلاتر.
لكن هناك الكثير من الشعراء العالميين يسخرون بشدة من سوقٍ يريد شعرًا سهل الهضم. معظم الشعراء الآن يتخطون قصائد الحب العامة، ويكتبون عن الصراع، والسياسة، والهوية. الكتابة عن القضايا الحساسة أو المثيرة للجدل تجلب معها ردود الفعل الشديدة. وهذا بالضبط ما يفعله شعراء الإنستغرام.
بالنسبة لي كشاعر قصيدة نثر أساسا، نشرت من قبل وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية الكتب الشعرية التالية: بغدادات، تمر العاصفة وتبقى الصحراء، الكلام المستعاد، الوردة بدون لماذا، دليل المتحيرين، وكان تم نشرها ما بين بغداد وبيروت والقاهرة، فقد أصدرت هذه الصائفة كتابا شعريا جديدا أطلقت عليه عنوان "انستغرام" وجاء العنوان الثانوي الشارح "قصائد نثر انستغرامية" وصدر عن منشورات مومنت بصيغتين ورقية وإلكترونيه وهو متوفر على متجر أمازون أيضا، وكان عبارة عن قصائد كتبت على مدى عام كامل ونشرت تباعا في حسابي على انستغرام وإني لأعترف هنا بأن هذا الكتاب رغم كل ما يحتويه من عالمي الشخصي الحميم ومن إحالات إلى عوالمي الأثيرة في كتبي الشعرية السابقة، إلا انه قد استظل تماما بما تقدم من مفهومي وتصوري عن الشعر المعاصر المجدد وعن تعالق هذا الشعر مع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل خاص ومع الإنترنت بشكل عام، في سبيل مزيد من الحرية والانعتاق في الكتابة والحياة.

(مقدمة ديواني "انستغرام" منشورات مومنت 2018)



#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد التحدّي والاستجابة: عرض مفاهيمي لجمالية التلقّي والتواصل ...
- الشاعرُ والتَّناصُّ (النصّ التصحيحيّ)
- نحو واقعية جديدة في الأدب العراقي الحديث
- عن المساواةِ والتفاوت بين البشر: جَانْ جَاكْ رُوسُّوْ مُسْتَ ...
- جناية شكسبير على المسرح العربي
- الجيل الباسل في الشعر العراقي الحديث
- أناييس والخبز وسارق النصوص
- هوامش جديدة على متن قديم: الانصياع والتمرير
- هل إن ملحمة گلگامش قصيدة شعرية؟
- النص اليتيم
- ظاهرة فوزي كريم: تشكيل جانبي لشاعر عراقي
- الشعرُ عِلماً
- حول بعض التخرّصات الاستشراقية المضادة
- عز الدين المناصرة والقصيدة الشعبية
- أنثى الكتابة لا ترث الفردوس
- خالد النجار مولع بلوران غاسبار
- المصطلح، معجم للعلوم الكمبيوترية
- الدراما التونسية دراما المستقبل
- ردُّ اعتبارٍ للغنائية الموزونة
- نِصْفَا الدماغِ: أيهما نحن؟


المزيد.....




- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - شعراء الإنستغرام: كيف تقوم وسائل التواصل الاجتماعي بصنع الشعر مرة أخرى