أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية














المزيد.....

صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية


وليد يوسف عطو

الحوار المتمدن-العدد: 5970 - 2018 / 8 / 21 - 18:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية

من سمات الدكتاتورية عند صدام حسين هي العناد وعدم التنازل ثم المواجهة .تاثر صدام بشخصية هتلر وستالين وقرا عنهما ,خصوصا عن ستالين ,رغم ان رياض رمزي مؤلف كتاب (الدكتاتور بطلا )لم يشير الى تاثره بهاتين الشخصيتين المؤثرتين في احداث العالم في القرن الماضي.

لقد تم تاسيس حزب البعث على طراز الحزب النازي الالماني .
وقام صدام بنفس الافعال التي قام بها ستالين ..

لقد قام هتلر بقتل القائد روهم الذي راكم سلطاته وبدا يتصرف بموجبها .اراد هتلر تشريع عرف يؤكد انه يحق له ممارسة القتل دون محاكمة قانونية .دخل هتلر على روهم وقال له :
( انت معتقل ياخنزير ).طلب من احد الضباط ان يسلمه مسدسا كي يقتل نفسه . ظل هتلر واقفا قرب الباب ينتظر دوي الرصاصة .

عندما تاخر روهم في الانتحار اشار هتلر الى احد الضباط بان يساعد روهم في الانتحار .خرجت الصحافة في اليوم التالي تعلن حماية البلاد من مؤامرة .كانت تلك القتلة كافية لكي يعلن كل من غورنغ والامة الالمانية الموافقة على كل افعال الفوهرر.الخلاصة انه تمت تربية الجمهور وفق عقلية القطيع , اي ان الحياة من هذا الوقت تحكمها قوانين جديدة , بما يعني نبذ الاعتقادات السابقة عن الطاعة والاخلاص والعقاب والصواب والخطا .كذلك فعل ستالين في مسرحية اكثر اتقانا مع كيروف الذي قتل قتلة جعلت ستالين يقوم باكبر عملية تطهير في صفوف الحزب ثارا لقتل كيروف الذي حصل خلال الانتخابات الحزبية على 1059 صوتا مقابل 1056 صوتا لصالح ستالين . هي ليست ثلاثة اصوات , بل كيف يتجرا شخص ان يكون محبوبا اكثر من الزعيم .

هكذا كان حال حزب البعث وصدام عند وصولهم الى السلطة في تموز 1968 .قامت قيادة الحزب باعدام اشخاص اتهمتهم بانهم شبكة تجسس اسرائيلية دون محاكمة علنية وقانونية , وعلقت جثثهم في ساحة التحرير في مركز بغداد.

تلك كانت رسالة جديدة ببدء عصر جديد يعتمد على الافراط في استخدام العنف والقتل .بدات بعدها حملة المطاردات والاعتقالات والاغتيالات للذين يعارضون حكم البعث .واخذ نجم صدام بالصعود تدريجيا الى ان قام بتصفية قيادة الحزب في اجتماع قاعة الخلد الشهير في عام 1979 بما يمكن ان نطلق عليه تسمية :
( مصيدة الفئران ).وهكذا صعد صدام الى قمة السلطة في العراق .

ان زيادة الارهاب من قبل السلطة وهلع الجمهور يصيب عامة الناس بالبلادة في الوعي واللامبالاة .وستختفي روح الوطنية وروح الامة والشعارات الثورية وستصبح الفوضى هي القانون السائد.ان الاختبارات القاسية التي اجريت على الفرد العراقي جعلت جلده سميكا وقلبه لامباليا ازاء الاحداث:
الاحتلال , الحواسم ,السرقات او الفرهود ,الاستباحة من قبل المليشيات .

كان صدام يقوم بتوليد شعارات جديدة لكي يبقي لبطولاته سمة لاتفتر او تزول .هو على استعداد لاعتلاء اي منصة لاظهار بطولاته . وكان الشعب يمثل بالنسبة اليه قطيع مخصص للاضاحي في سبيل مجده .

في حرب ايران كان يضع منديلا يحتوي على غاز النشادر لكي تنهمر دموعه,نفس الامر فعله عندما قام باعدام قيادة الحزب . احاط نفسه بمجموعة اشخاص يفكرون بنفس طريقة تفكيره هو ,كي تزيده ايمانا بما يقوم به.كان يعجب ان اتهمه احد بانه دكتاتور ,لان الافكارالتي تظهر في عقله سبقته زبانيته في الوصول اليها ,دون ان يدرك ان التوافق في التفكير كان مقصودا وسبب في استفحال ثقته بنفسه .فان وجد تباطؤ لدى اتباعه وضعهم موضع الشك والريبة وقام بالتنكيل بهم .

صدام حول المحيطين به الى مرايا وجد فيهم انعكاسا لافكاره ,حيث استمتع بخيالاته .بهذه الطريقة تحولت البلاد الى ارض يزرع فيها صدام ارادته التي تخلق واقعا موجودا في مخياله فحسب .من هنا كان قرار شن الحرب ينبع من هذا الفهم لدوره كبطل يسجل هدفا كي ينعش الجمهور المحتشد .

لقد افقده هذا التصور شعوره بالواقع فراح رجل الصورة يتفوق على رجل الشخصية الاصلية التي انصاعت لسطوته .ان رجل الصورة سيجد نفسه في كل مكان وعليه ان يكون قادرا على شغل كل الا مكنة , ويصعب عليه رؤية مكان لايتواجد فيه , هنا يكون مقتله.
سيجد صدام نفسه مندفعا في كل الاتجاهات , وسيجد صعوبة في التوقف في منطقة وسطى بين الاندفاع والتعقل , بين التهور وضبط النفس.

هذا هو حال المصاب بالنرجسية والفصام النفسي والسلوكي .انه لايتطور عقليا , فذاته تنقاد فقط لانجازات مفترضة تزداد انتفاخا دون اعتبار لاية كلفة مادية او بشرية .لقد عانى صدام من طفولته البائسة ومن صراع حضاري بين الريف والمدينة وصراع مناطقي تكون النتيجة تسليم العراق الى السياسيين الجدد .



#وليد_يوسف_عطو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة البطل ومواصفاته
- صناعة الدكتاتور :صدام حسين نموذجا
- سلطة المثقف ومراكمة راسماله
- تساؤلات مثيرة حول احداث 14 تموز 1958
- انثرو بولوجيا السياسة
- تسليع الشعارات الثورية
- تزوير نتائج الانتخابات واليسار العراقي
- بدايات ظهور الاسلام
- الانتخابات البرلمانية وازمة اليسار العراقي
- محمد من مكة الى المدينة
- موقف العقيد محسن الرفيعي من اداء الضباط الاحرار
- بعض من اسرار حركة 14 تموز 1958
- بعض الخفايا عن حركة 14 تموز 1958
- الازدواجية احدى مشكلات الهوية الانثوية
- هوية الجندر والموضة
- هوية الانثى من الناحية الثقافية
- البحث في الهوية الانثوية
- اسماء اطلقت على العرب المسلمين
- علاقة الشعوب المقهورة بالاسلام
- هوت التحرير في خدمة الانسان


المزيد.....




- الجيش الفرنسي يعلن تدمير مسيرة في البحر الأحمر
- أوربان: الغرب خسر الحرب بالوكالة في أوكرانيا
- محللون: موقف حماس الجديد يضع نتنياهو في مأزق سياسي
- 17 قتيلا وعشرات المصابين بقصف أميركي لميناء رأس عيسى في اليم ...
- موقع -السوداني-: إعفاء وزير الخارجية علي يوسف الشريف من منصب ...
- هل يمكن أن تحسّن دراسات النوم جودة نومنا بشكل أفضل؟
- Honor تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات الجيل الخامس
- نيبينزيا: القوات الروسية في سوريا ما تزال في مواقعها وموسكو ...
- الهلال الأحمر اليمني يعلن مقتل 17 وإصابة العشرات في قصف أمري ...
- نيبينزيا: هدنة الطاقة في أوكرانيا ليست واقعية بسبب عدم التزا ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - وليد يوسف عطو - صدام مهزوما رغم ضحكته المدوية