رسالة مفتوحة الى وزير التعليم العالي و البحث العلمي في العراق

صالح محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 5945 - 2018 / 7 / 27 - 19:28
المحور: المجتمع المدني
    

رسالة مفتوحة الى وزير التعليم العالي و البحث العلمي في العراق

السيد الوزير
كما معروف و في كل الدول التي تحترم سمعة العلم و شهاداتها الاكاديمية و بحثها العلمي أن الجامعات هي المنبر الاول للتنافس و القبول ، و من المؤكد و أنت تعلم ذلك يقينا ، أن الجامعات الرصينة تختار للقبول معايير شديدة و مهنية حتى يتم اختيار الطلبة للقبول و بالطبع فأن المُدخلات الجيدة تُفضي الى خريجين ذو كفاءة عالية . و لا أعرف ما الذي ابتلانا به الله ليجعل من يتسلط على وزارة التعليم العالي و البحث العلمي بالعراق أٌناس جل اهتمامهم هو أن يُخربوا و يدمروا سمعة الجامعات العراقية ، تلك الجامعات التي كانت سمعتها الاكاديمية هي الاعلى بالمنطقة ، و كانت جامعاتنا قبلة لطلاب من دول شتى للنهل من منهل علم العراق .
و نحن في العراق ابتلانا الله بأنظمة سببت القتل لعدد كبير من الناس ( سواء قبل الاحتلال في 2003 أو بعده ) و صار كل من يأتي يُطلق على قتلاه شهداء ، المهم أن ذلك يُحتسب عنده سبحانه و تعالى ، و بكل الاحوال فأن للشهيد مكانته عند الله هذا أن كان شهيدا أصلا من وجهة نظر الدين ، و لكن ما حدث في زمن استلامكم للوزارة هو أمر يخل و يدمر كل المعايير العلمية و الاكاديمية المعتمدة بالعالم بكافة جهاته . فالمهازل كثيرة أولها منح 50 درجة بالمجموع لذوي الشهداء من خريجي الاعدادية ، أي أكثر من 7 درجات بالمعدل ، و لا أعرف ما علاقة الشهيد بزيادة معدل ذويه ليحتل مقعدا دراسيا يستحقه غيره ، و هنا يتساءل الكثيرون هل هذا يصب في خانة تحسين الرصانة العلمية للجامعات ، و هل هذه الدرجات تمت اضافتها عن حق و جدارة أم انها شئ آخر ؟ ، و ماذا عن الطلاب الذين ستتم مصادرة مقاعدهم لتُعطى لأخرين لا يستحفوها أصلا و هل كان لكم موقف من هذا الاجراء أم أنك وافقت (كما الاخرين ) لتبقى في كرسيك .
و كذلك و بالنسبة للدراسات العليا فقد أضيفت مقاعد لذوي الشهداء ، و مرة أخرى ما علاقة الشهادات العليا بالشهداء ، و كم من حامل للماجستير و الدكتوراه لا يستحق حتى الاعدادية ، و أين أنت من الرصانة العلمية للجامعات العراقية ، أم لكم موقف آخر ؟و هل ان التكريم الذي تم قبل ايام لكم من قبل رئيسة مؤسسة الشهداء لكم يستحق ثمن التخريب الذي قمتم به طوال فترة استيزاركم ، أم أنكم تعنون ذلك ، للاسف أن هذه الدورة الانتخابية انتهت و الدورة الوزارية على الابواب و انتم قد لطختم سمعة التعليم العالي بكل العار .

ألاستاذ الدكتور صالح محمد حسن
جامعة الكوفة

#صالح_محمد_حسن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات