أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !














المزيد.....

الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5907 - 2018 / 6 / 18 - 13:26
المحور: الادب والفن
    


الحقيقة في بعض الكتابات نجد هناك لعبة، يحاول من خلالها الكاتب وبقصدية ان يطرح افكاره بطريقة سريالية او صدامية او غرائبية، ومفهوم اللعبة ساهمت فيها كل العلوم الإنسانية، سواء علم نفس (بياجيه)، أو فلسفة (دريدا)، أو تربية (كايوا)، أو علم جمال (جادمار)، ناهيك عن دور(دوسوسير)، و(فنجنشتين) اللذان كان لهما في اتخاذ ظاهرة اللعبة مكانها في الفكر الإنساني، من خلال ما تسرب من مفاهيمها في مجال السياسة، والاقتصاد والحاسوب وغيرها، لكن القصد الأساسي من وراء اللعب، هو ملاحقة العجائبي والغرائبي والمدهش لدرجة توحي لك بأنك تستطيع القول: إن هذا الأمر يدخل في نطاق الهذيان، لكنه في حقيقة الامر هو البحث عن المعنى المتخفي في الذات المبدعة واحس ان الشاعرة واجدة العلي تجيد هذه اللعب الشعرية، الا انها تقع كثيرا قي فخ الاختزال، وقد نتلقى المعنى جزئيا .. تقول الشاعرة واجدة العلي :

(كتبت عن الحب
عن الندم القاتم
في الفؤوس التي
إنقادت لقهقهة الحطاب
على عنق الشجرة
كتبت عن الإزدراء
عن الإستياء
عن الشجن الذي يسكن تلك الموجة
التي أغرقت صغيرا يداعب النهر بهاتيك اليدين الناعمتين
كتبت عن الريح وأنيابها الشرهة
وهي تنحت في العدم قناديلها)

كتبت وكتبت عن اشياء مختلفة في الحياة، ولم تسميها باسماءها، انما راحت تلعب لعبة المغايرة والتخفي .. وقد اغرق انا المتلقي في الاحتمالات، فهل يوجد حب؟ قد يوجد ولكنه ندم قاتم، وهذا الندم في فأس حطاب ساخر، ليس قصده القطع انما ترك اثر ما في الشجرة لذا كتبت الشاعرة العلي ايضا عن الازدراء لماذا؟ لان هناك شجن يسكن الموجة، وشجن الموجة جاء من خلال اغراقها صغيرا ليس ملك نفسه ... العلي تكتب عن وجعٍ يسكنها هي نفسها، لكنها تبقى تزاور ذات اليمين وذات الشمال، تكتم وجعها الذاتي وتفرغه في وجع الاخر .. يقول المفكر الاجتماعي الدكتور علي الوردي في كتابه "وعّاظ السلاطين" : (إن من خصائص الطبيعة البشرية أنها شديدة التأثر بما يوحي العرف الاجتماعي إليها من قيم واعتبارات)، وقد يترك العرف الاجتماعي تأثيره على الانسان وعلى فكره وجوهره الروحي، فحين يؤمن إنسان ما بفكرة ذات أبعاد واتجاهات معينة يشاركه في الإيمان بها كثير من الأشخاص الذين يعيشون حوله، فأنه لا يجد غضاضة في البوح بها والتحدث عنها، بل الاستماتة في سبيل نشرها والإعلام بها، وعلى النقيض من ذلك عندما تكون الفكرة المختزلة في عقلية ذلك الوحيد في عالمه الداخلي، يكون البوح بها يمر باعتبارات كثيرة، منها ماهو متعلق بشخص الإنسان حامل الفكرة ومدى قدرته في بذلها وإقناع المحيط بها، ومنها ما هو متعلق بمحيطه وهنا تكمن صعوبة إبداء الأفكار إن كان المجتمع غير متقبل لها أو أن تلك الأفكار جديدة في نوعها ومضمونها، وهذا الصراع تحمله الشاعرة واجدة العلي في جلّ كتاباتها، لذا كانت قد استعملت لعبة التخفي، ونلاحظ نهاية قصيدتها التي تركتها دون عنونة، أي بمعنى دون هوية محددة، اقول نلاحظ بوحها وكشفها النقاب، وجعل الفكرة عارية على شرفته المحجوبة نصف حجاب .. فهي تقول :

(كتبت عن شارعكم الذي أحسده
وكتبت على جدرانه اسمك بلون يشبه
لون عينيك الغائرتين
كتبت عن شرفتك التي
تطل على شرك يحجب عني تفاصيلك الهادئة كعيون المساء
كتبت وكتبت وكتبت
ولكنني ماكتبت عن القبل التي إدخرتها
لموعد إختلقته لنفسي
حين ظننت إنك عاشق لامرأة
يقال عنها إنها في الحب واجدة !)

واستمرت بفعل الكتابة، حتى كشفت عن موعد اختلقته نفسها الشاعرة بقولها : (حين ظننت إنك عاشق لامرأة/يقال عنها إنها في الحب واجدة !) .. اذن الشاعرة اتقنت اللعبة جيدا وكشفت قليلا من المعنى ...



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعرة جنان الصائغ، رؤية ذاتية بانفعال التوقيعة الشعرية ..!
- الشاعر الدكتور حازم هاشم، بين التصور الذهني والتصور البصري . ...
- الكاتب علي لفتة، يعيش صراع الازمنة ..! رواية (الصورة الثالثة ...
- الشاعرعبد جبر الشنان.. نصوصه تعلن حالة التخفي!!
- الكاتب الباقري، وأشاراته الخفية في المعالجة ..!
- الشاعرة اسماء الحميداوي ، بين تجربة الشعر والنزعة الانسانية ...
- التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد ...
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!
- الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!
- الشاعر علي الشيال، يعزف الحان الحياة على سرير بارد !!
- الشاعرة اسماء القاسمي، عندها الشعر هو الجمال المدل على الخلو ...
- الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..
- الشاعرة مفيدة الوسلاتي، وحالات القلق من اسئلة الوجود ..!!
- الكاتبة فاديا الخشن، وصراعها الجمالي بين الأنا والآخر ..!!
- الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...


المزيد.....




- -ألكسو-تكرم رموز الثقافة العربية لسنة 2025على هامش معرض الرب ...
- مترجمة ميلوني تعتذر عن -موقف محرج- داخل البيت الأبيض
- مازال الفيلم في نجاح مستمر .. إيرادات صادمة لفيلم سامح حسين ...
- نورا.. فنانة توثق المحن وتلهم الأمل والصمود للفلسطينيين
- فيليبي فرانسيسكو.. برازيلي سحرته اللغة العربية فأصبح أستاذا ...
- بمَ تسمي الدول نفسها؟ قصص وحكايات وراء أسماء البلدان بلغاتها ...
- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - الشاعرة واجدة العلي، تحاول التمرين على لعبة التخفي .. !