حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:25
المحور:
الادب والفن
أنا مجرد سائح في هذا البلد. كان ذلك ردّي على تساؤل الصديق في مقهى الحكيم بالشيخ ضاهر هذا الصباح, عن عملي وحياتي, بلا زيادة أو نقصان.
قد أفكّر بزيارة بيروت مرّة ومرّات لأن فيها سوزان, لم أشعر بالراحة لا في شارع الحمرا ولا في مقهى الروضة أو المنارة, ولا يختلف الكتاب والشعراء اللذين ألتقيهم ببيروت عنهم في دمشق وحلب أو جبلة واللاذقية, أشعر بالضغط والتوتر وسوء التكيّف كلما جرى الحديث حول موضوعات الأدب والفن, أتكلّم بركاكة وأستمع بمشقّة وضجر. ليس لدي شيء آخر أفعله.
بعدما طلب مني الأصدقاء مادة للقاء عاديات جبلة الأسبوعي اخترت"الوعي قعر الشقاء" لظني أنها تصلح لحوار مفتوح وغني, لا بسبب سلا ستها و أدبيتها العالية, بل للأسئلة التي تقترحها بشكل مضمر أولا.
السؤال عن علاقة الجدارة بالنجاح ثم بالشهرة, تستدعيه جميع الأسماء المتداولة بالعربية مع النصوص والمواد التي أتيح لي الإطلاع عليها يوما, لا أمتلك أجوبة وأرغب بالكفّ والتوقف نهائيا عن المشاكسة أو الشغب أو المشاركة, سأكتفي بدور المتفرّج على السياسة والثقافة, والتعليق المقتضب بين الحين والآخر.
سؤال الجدارة يفضي تلقائيا إلى التساؤل الكبير: حول دور الأب ورموزه وبدائله في المجتمع والثقافة, الأب صانع النماذج والقدوة والمثال, ينظم اللاوعي والحياة النفسية بكاملها.
الأب المفقود أو الغائب بالصيغة المخففة, يعيد التساؤل بصيغة أخرى عن حالة الفصام أو التناقض بين مقتضيات الواقع وبين منظومة القيم والأخلاق السائدة.
الحل الواقعي في المعادلة العسيرة بين التكيّف والإنجاز, هو في ممارسة العادات السرية.
سأذهب بعد قليل إلى جبلة, معي هدية سوزان" كراكيب الكلام" إلى الأصدقاء.
وأدندن بدون وعي مع بريخت:
لا أحب المكان
الذي أنا ذاهب إليه
ولا أحب المكان الذي أتيت منه
فلم أنا مستعجل؟
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟