رواسي عبد الجليل
الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 12:17
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مر على ذكرى السابع عشر من فبراير سبع سنوات بأيامهن ولياليهن بالعدد واليوم والساعة والدقيقة , مرور هذه السبع سنوات جعل من الشعب الليبي نسخة جديدة تخالف تلك التي تواجدت قبل هذا التاريخ, لنتفق جميعا على أن التغيير لا يقاس بسلبياتها أو ايجابيتها ولكنه موجود وواضح للعيان .
تطور حال الفكر للمواطن وأصبح الافق أوسع رغم ضيق الواقع المتاح , باتت المشاريع الصغيرة كمصدر رزق تتمتع بأفضلية أكثر من العائدات النفطية الضخمة-على الاقل هذا هو رأي المواطن الليبي البسيط- , كما اصبحت المبادرات الشبابية لنشر وتشجيع الافكار الابداعية جزء مستحب ومفضل لدى الجميع سواء ممن يبادرون أو ممن يستقبلون هذه المبادرات , أنتشر الوعي المجتمعي وأصبح الجميع يشجع التغيير والدفع نحو الدولة المدنية ودولة المؤسسات والقانون , ولكن لا أحد يبادر نحو التطبيق تخوفا من رفض الاخر لهذا التطبيق وسيطر التخوف حتى ادى الى تعجيز الراغبين بالتطبيق وانتقلو الى مرحلة الواقف المتفرج من بعيد حتى تاذن المواقيت بالقدرة على التطبيق ..
وأستمرت هذه الوقفة طيلة السبع سنوات الماضية حتى أندثرت الرغبة بالتغيير وصنعه وجعله واقع , اكتفى الجميع بالوقوف او الحركة وفق المتطلبات الحياتية فقط , مثل الوقوف ضمن طابور المصرف لسحب مبلغ مالي يسد رمق الحياة ومستلزماتها و او الوقوف على محلات السلع الغذائية المدعومة , وتدور العجلة دونما فواصل اعلانية حتى , هرولة ضمن مارثون الحياة التي خرج الليبيون لرفضها بادئ الامر , غريب أمرنا اعترضنا على اساسات وطالبنا بتغيير وتعديل وتطوير حتمي وجبري ومستعجل واذا بنا اليوم راضون بما هو اقل من الاساسات بمراحل شتى , بند الرضا لدينا صار مقدسا ودونه الفناء , هل يا ترى الرغبة انطفئت ام المقاييس تغيرت أم اننا لم نستطع تحمل تكاليف هذا التغيير !
مرت السبع سنوات وقد تقاعسنا وأخفقنا بوضوح جلي لمن لا يملك عينان ولكن السؤال هل سنؤمن بقول ( لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) أم سنبقى قوما نؤمن بالتغيير ولا نطبقه .
#رواسي_عبد_الجليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟