سوسن عفيف الجوماني
الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 18:18
المحور:
الادب والفن
كنّا صغاراً ...
على غصنكِ الصّلبِ كنّا نشدّ الرّحالَ
نهاراً طويلاً ولا نتعبُ ...
وبين كفوفٍ ككفِّ أبي..وجدّي وجاري ومن يقربُ!
تخبّأ تينٌ لذيذٌ شهيٌّ
أراه لعمري هو الأطيبُ !
نعم هذه أنت يا شامةَ المجدِ.. يا بحرَ حبٍّ هو الأرحبُ!
تسوّرَ يا سوريةَ فيكِ الشّموخُ فكنتِ لهُ الملعبُ!
وطابَ بفَيئِكِ نظمُ القوافي يردّدُ مجدَكِ إذ تُكتبُ!
فمنكِ الحروفُ إلى النّورِ سارت ..
وأوّلُ لحنٍ بكِ يَطربُ!
فما حالنا يا حبيبةُ نشقى وشمسُكِ أنوارُها تُحجَبُ !
وزهرُكِ قد غابَ لونُهُ.. عطرُهُ غربَ المدائنِ قد غُرّبوا !
وأسالُ عن ياسمينكِ بينَ الدّما والدموعِ ومَنْ يَشجبُ!
فما عدتُ أعرف وجهكِ يا أمُّ.. بينَ الوجوهِ وما يشحبُ!
أأنتِ فتاتي ..أأنتِ مرامي .. ومرسى همومي الذي أطلبُ!
هنا باتَ قبرٌ ..هنا ظِلُ أمٍ .. وأولادُكِ اليومَ عينٌ بدمعٍ وأخرى طريقاً لكِ ترقبُ!
يحلّق فوقَكِ سربُ حمامٍ يريدُ مكاناً بكِ يقربُ !
ألا افتحي بابكِ أنَ الأوانُ وداوي مُحبيكِ .. مَن عُذّبوا !
ودوسي على من تعالى عليكِ بدعوى محبتّكِ كذّبوا !
أيا وطني.. يا محجّة روحي ...
حمامُ السّلامِ بكَ يندبُ!
سيشرقُ وجهُكَ يمحو الظلامَ..وخمرُ السّلامِ لكَ يُسكبُ...
*
#سوسن_عفيف_الجوماني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟