وجدان عبدالعزيز
الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 12:21
المحور:
الادب والفن
عقدت جلسة محاكمة ذهنية، جرت احداثها في قصيدة شعرية للشاعرة ليلى حجازي القواس بعنوان (حكمت المحكمة)، واتخذت احكام جزائية، والإجراءات الجزائيَّة : هي مجموعة القواعد القانونيّة التي تتّصل بالتحقيق في الجرائم وإقامة الدّعوَى وتنفيذ الأحكام على المتّهمين، وطبعا لا يجوز توقيع عقوبة جزائية على أي شخص من دون ثبوت إدانته وفقاً للقانون، وكانت الدعوى المقامة من قبل الشاعرة القواس ضده، هي اتهامه بالسرقة، لكن التماس الشاعرة في ان السرقة سببت لها فائدة بدلا من المضّرة، بدليل قولها : (سرقت مني كل الكلمات.سرقت مني تلك النغمات.سرقت قلبي...)، وكانت المنفعة تمثلت كما في قولها : (ان كانت السرقة في دنينا جنحةفسرقتك لي اعظم نعمة.عقوبتها ان اسكن قلبك و عينك سوياوأنى أعاتبك أن نسيتني لوهلة..)، وبما ان الشعر مأخوذ من كلمة الشعور أي الإحساس، وعادة يحاول الشعر إيحاء أو زرع بعض الأحاسيس أو المشاعر في المُتَلَقّي، والغرض منه جمالي، يعد العُدّة في مهاجمة القبح، فان مقتبس الحكم من اجواء القصيدة المشكلة وفق محكمة المشاعر والاحاسيس كان كما يلي :
(ان تدفع عمرك لقاء عمري..
و روحك لقاء روحي..
و تدفع كل ما تملك..
حتى اكون ملكك..
هذا قانوني ليس به فصول..
لكنه سيطل دائما مع مر الفصول..)
بعد ذلك كان بالحكم النهائي، والذي لايقبل الاستئناف والمرافعة، هو مانطقت به الشاعرة القواس :
(حكمت عليك بالسجن مدى الحياة..
في قلبي وبعد الممات..
وان اردت ان تخرج بكفالة..
فلن اقبل اية كفالة
لكن ان وجدت فيك ذرة احساس بالندامة..
او في نفسك شيء من الملامة..
فساطلق سراحك..)
لكن ان اردت ان تكون حرا، فستبقى تلاحقك تهمة السرقة المتمثلة في الحكم الناطق من قبل قاضي الشعر (هذه تهمتك و هذا قانونيوهذا حكم سارق قلبي الغالي).. اذن القصيدة بُنيت على محاكمة، وصدرت منها احكمام جزائية، غير قابلة للنقض، والا تبقى التهمة متلبسة للمتهم ابدا، فكانت قدرة الشاعرة في تحريك اللغة باتجاه بناء مفارقات جمالية مدهشة
قصيدة(حكمت المحكمة)/ ليلى حجازي القواس
#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟