جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5854 - 2018 / 4 / 23 - 21:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لاني انا السبب
لم يلبث على مكوثي هناك اكثر من نصف ساعة و انا احسب الثواني و الدقائق: متى استطيع الذهاب الى البيت - انظر من الشباك الى السماء لارى وجه الخالق و الى مصابيح النيون الابيض في الغرفة التي تزيد من غضبي و تعاستي - يحرقني الشوق كالنار لشرب القهوة و تدخين الغليون في غارتي لالعن الحياة في واقعي - لا ادري هل لاحظ احد ما كان يجول في خاطري و انا اسب و اشتم في داخلي و اعلق على كل صغيرة و كبيرة بلغة بذيئة تبعث على الدهشة و الضحك - الدهشة لانهم لربما يتعجبون: كيف يتحول العاقل و الطيب الى الشرير و المجنون بهذه السرعة - يا الهي لو انتبهوا لما اتكلم به لقتلوني.
لا اريد ان ابقى هنا و لا اريد ان آكل و لا اريد حتى ان ابول في هذه المنطقة - نعم لا اريد ان اكون جزءا من هذا المجتمع - اريد فقط ان اقتل الوقت بدل الناس لاختفي الى الابد -لاختفي في كهفي. لقد تعاقبت الثورات - انقلاب بعد انقلاب – حكومة قومية تلو الاخرى تعد بتحرير كذا و كذا و كلما ارتفعت الاصوات ضد الاستعمار و الصهيونية زادت حساسيتي تجاه الهتافات و الشعارات و الثورات و زاد شوقي الى الامبريالية و الاستعمار و الملكية و الالحاد و انا اصرخ: يا ناس لا استطيع تحمل سماع ما تيسر له في الاذاعة و التلفزيون بعد الان و لا اتحمل صوت المؤذن في الصباح و المساء و لا اريد ان ارى المساجد و التقي بناس تصوم في شهر الله الحرام – الذي اريده هو الهدوء و البساطة فقط لا غير.
و في وسط المشاريع و الخطط الخمسية الثورية و الخطابات النارية في الاذاعة و التلفزيون و مقالات و لغة الجرائد التي لا تمل من ترديد اسم القائد و ذكاءه الخارق بين جملة و جملة تمكنت باعجوبة الهية من الخلاص و انا ارمي بثلاثة احجار من ورائي و اقول: الى الجحيم الى الابد – لا اريد ان اراك بعد الان - اللعنة على الوطنية و الدين!
و اليوم و انا اشرب الشاي الاسود المر (في الاستكان) في منتصف الليل في بيتي و اسمع الاغاني الشرقية القديمة و في عيني دمعة و في يدي سبحة (كهرب) بحبات زرقاء بدأت اشتاق للحياة في بيت بسيط من الطين مع امرأة بسيطة بملابس عفوية و هي تبتسم ببراءة تشق قلبي و انا آكل خبز التنور الحار من يديها و العن الحضارة و السيارات و الشوارع و المدن و الاثاث و الالقاب و الثروات و الانتخابات و الوظائف و المشاريع .. لا تنتهي - القائمة طويلة. و لكن لا الوم احد لربما لا يوجد مكان ارتاح فيه. لاني انا السبب. راجع:
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10216347660911899&set=pb.1466034035.-2207520000.1524501051.&type=3&theater
www.jamshid-ibrahim-net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟