أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - كش مات ... حكومة يوسف الشاهد و شهوة المتناقضات في فلك الاتحاد العام التونسي للشغل و طواحين السياسة في قصر قرطاج.















المزيد.....

كش مات ... حكومة يوسف الشاهد و شهوة المتناقضات في فلك الاتحاد العام التونسي للشغل و طواحين السياسة في قصر قرطاج.


رضا لاغة

الحوار المتمدن-العدد: 5838 - 2018 / 4 / 7 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن اللغة الخشبية من قبيل : نحن نثق في الاتحاد و ما شابه والتزاما بالواقعية الجديدة في فهم المشهد الوطني ، ثمة شرارة انطلقت و ها نحن ذا ننتظر متى تنفلق انفلاقا مفاجئا. يقول البعض إنها سطوة الوعي النضالي لدى الجامعة العامة للتعليم الثانوي الذي يتّسم بالفحولة. وآخرون يقولون إنها خيبة أمل حكومة عارفة بخفايا مصيرها.لكم هي في حاجة لاحتجاج يفقدها صوابها في غمرة الوفود و الوسطاء . فلا خسران بعد اليوم ، فقد بلغت حد الموت كمدا.و كأنّ ما لم يؤخذ بالحوار قد يستردّ بالهروب نحو هذه اللا الغليظة .نحو ضفّة الاقتطاع و حجب الجرارات وفق منطق تعرّي نعرّي و تورّي نورّي .
هكذا هي الصورة اليوم : اصرار على المواجهة الشرسة بدل التفاوض بما هو فن إدارة الحوار الرشيد باعتماد آليات محددة في اتخاذ القرار.
لنتّفق في البداية أننا ننحني هيبة و وقارا للأطراف المتصارعة. فالنقابة العامة أمضيت فيها زهاء عشرون سنة حين حدثت ولادتي المهنية بقرار احالتي على مجلس التأديب لكوني قمت بتأطير إضراب وأنا لا زلت بعد في مرحلة التربّص. فبدأت الرحلة من هناك. أما عن وزارة التربية فهي تجسّد عصور تاريخية متعاقبة من التسيير الاداري ، لكل عصر منطقه الداخلي و لكنها تظلّ بكل مكوناتها ( إداريين ، عملة ، مربين ، قيمين ...)رمزا لصورة الانسان المستنير. إن شعار التنوير لا يجعل الوزارة في مأمن من كل نقد كما أن شعار الفحولة المتواصلة لكفاح قطاع الجامعة العامة للتعليم الثانوي لا يغنيه عن ضرورة تجديد الخطاب الذي يناقش الخيارات العامة للوزارة برؤية البناء و التأهيل.
من هذا المنطلق رأينا أنه من واجبنا بلورة قراءة تحليلية توضح بنية الصراع ضمن شبكة علائقية بين متدخلين كثر.لذا توجد قوى تعمل بموازين التطويق الذي يهتّك الخصم. و بلغة العامة تكسير عظام.إن مثل هذا الأسلوب في إدارة الصراع رأيناه عند قرار الهيئة الإدارية للتعليم الثانوي القاضي بحجب الأعداد كما رأيناه عند رئيس الحكومة الذي رحّل المشكل إلى مجلس وزاري و هو اجراء يخفي وراءه إرادة التصعيد غير المتكافئ الذي يكاد يعصف بالحكومة.
هنا تزداد القضية تعقيدا بالنظر إلى التنافر الذي جدّ بين المركزية النقابية وفق ما صرح به الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل . و لكي لا يظل الكلام نظريا تحرّك الاتحاد في استعراضات جماهيرية بسوسة و بنزرت و وصف الحكومة بكونها حكومة تصريف أعمال.
إن المتأمل في المعجم المعتمد من قبل الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل يلفّه التضامن البالغ الموحي بالوقوف مع نقابة التعليم الثانوي و هو معنى عمّقته الهيئة الادارية الموسّعة التي عقدتها المركزية النقابية.
إن المقترحات التي خرجت بها الهيئة الادارية لا يمكن عزلها عن السياق السياسي العام. فقد اقتحمت مجال الاقتراح لتعبّر عن سقف للتفاوض يبدو أنه مقنع للجامعة العامة للتعليم الثانوي و سيتمّ تمريره في الهيئة الادارية التي سيعقبها قرار رفع حجب الاعداد. فما الذي جدّ إذن وحال دون هذه التسوية؟
لا شك أن التفاوض صناعة ماهرة تبوح بخباياها في نعومة المجالس الموازية. هنا كلنا يتذكر التصريح الذي أذاعه السيد وزير التربية على القناة الوطنية . في هذا الخروج يمكن للمتتبع أن يلاحظ رسالتين:
الأولى أن ثمة اتفاق قدمته المركزية النقابية وهو موضع قبول من قبل السيد وزير التربية كتقدير شخصي . و الثانية أن ترحيل المشكل إلى المجلس الوزاري يجعل من رئيس الحكومة هو صاحب الحل. و لكن هذا بدوره ينقلنا إلى سؤال جديد : بما يفسر هذا التشدد البالغ من قبل حكومة تتلاعب بها أقدار السياسة؟ و هل تفاقم التصعيد يوكل للحكومة فحسب أم ينسحب أيضا على المركزية النقابية ؟ لا حظوا هنا أنني استثنيت الجامعة العامة للتعليم الثانوي رغم كونها الطرف الأساسي في الصراع .
لنفهم اجماليا طفرة التصعيد التي ميّزت موقف المركزية النقابية ، على غير عادتها، مقارنة بفحولة مواقف قطاع التعليم الثانوي، يجب أن نستدعي خفايا اللقاء الذي جمع رئيس الجمهورية و أمين عام الاتحاد العام التونسي للشغل.
الاجتماع انبنى على منطق خطير لكلا الطرفين: من جهة الامين العام: يمكنني حل مشكل التعليم الثانوي و الحل موجود و لكن في المقابل رحيل الحكومة قبل الانتخابات البلدية. تمرير هذا الشرط على رئيس الجمهورية يخدش من سلطة قراره . تأجيل الانتخابات البلدية و حسم خلاف التعليم الثانوي يخدش هيبة الأمين العام الذي صرّح بكون الحكومة هي حكومة تصريف أعمال . رغم هذا التقاطب فإن مستقبل رئيس الحكومة قد حسم لدى الطرفان ولكن الأول يعتبر الرحيل بعد الانتخابات و الثاني يشدد على الرحيل قبل الانتخابات.
طبعا هذا ليس مجال للتنبؤ و الدليل على ذلك وعي رئيس الحكومة بالحالة الدرامية التي تردّى فيها وهو ما يفسر شجاعة التصعيد الذي يلوّح به في حق أشرس قطاع في تاريخ النضال النقابي. فمن الطرق لمجابهة السقوط هي الهجوم الذي يغذّيه مبدأ المشاركة في القطبية. ليصبح رئيس الحكومة جزءا من الحل.
ما أريد أن أخلص إليه أن نقابة قطاع التعليم الثانوي هي قبلة اهتمام متدخلين كثر. و إذا لم يع هذه المنظورات المتعددة فوّت كل مقبولية محتملة لإيجاد حل هو في الحقيقة يخضع لشروط و ضوابط تفرضها لعبة السياسة و موازين القوى. في هذا المقطع سيتولى رئيس الجمهورية كعادته ، وفق نظرة تكريس حكمة البطل بتحوير وزاري ترفضه النهضة و لكن تقتضيه المصلحة الوطنية. إنه الحل الذي يستثمر رضى الاتحاد و هيئبة الرئاسة التي تحافظ على قائد سفينة الحكومة و انجاح السنة الدراسية و احترازات رئيس الجمهورية (اعادة انتشار الحكومة خشية من مستقبل الانتخابات الذي يبدو غير واضح ( النداء).
كان اذن قرار حجب الاعداد و التلويح بحجب الجرايات ليس مجرد حالة عمياء تحدث في الفراغ بل قطعة من الحياة السياسية التي تقاطعت فيها إرادة التعليم الثانوي و إرادة الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل. وهو تقاطع نادر قلّ ما يحدث لقوة حرارة اندفاع التعليم الثانوي و السردية العقلانية التي لطالما تسحبها المركزية على ذاتها.لذلك ليس هينا على الهيئة الادارية للتعليم الثانوي أن تسخّر بدورها الوسائل السردية الممكنة لتبدو أكثر منطقية أمام العدسة الراصدة لرأي عام احترف حواراللقطة و المشهد.



#رضا_لاغة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد السابع ، رواية ريح من داعش
- المشهد السادس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الخامس ، رواية ريح من داعش
- المشهد الرابع، رواية ريح من داعش
- المشهد الثالث ، رواية ريح من داعش
- المشهد الثاني من رواية ريح من داعش
- المشهد الأول - رواية ريح من داعش-
- في مئوية عبد الناصر، هل الناصرية ماض نبكي على أطلاله أم مشرو ...
- ديمقراطية في عصر الكوسموبوليتيكا
- العولمة و انشطار مفهوم السيادة
- مكانة عصمت سيف الدولة في بلورة فهم تقدمي للفكر القومي
- حين تكون قوميا تقدميا
- استقالة محسن مرزوق : صناعة التحولات و كسر النموذج المقفل لحز ...
- رمال القحط
- معقولية خطاب غير خلاّق
- رسالة مفتوحة إلى فخامة رئيس الجمهورية التونسية
- القمع الفتّاك للفكر
- صرخة في مشهد
- ناخب فطن يبوح بأسرار عميقة
- صراعات مكشوفة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا لاغة - كش مات ... حكومة يوسف الشاهد و شهوة المتناقضات في فلك الاتحاد العام التونسي للشغل و طواحين السياسة في قصر قرطاج.