أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة















المزيد.....

تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة


رياض حسن محرم

الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظلت القضية الفلسطينية لعقود طويلة تمثل القضية المركزية للشعوب العربية من خلال الممارسات والتحرك الشعبى، وبالأخص منذ عام 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل تدافع المتطوعون العرب للجهاد مع الجانب الفلسطينى حيث سقط المئات منهم شهداءا، وتكرر المشهد مع الحروب العربية الإسرائيلية فى 1956 و1967 و1973 (رقميا فإن أعداد من سقطوا شهداء من العرب يفوق أعداد الفلسطينيين) وكذلك إنضم الكثيرين الى المنظمات الفلسطينية كفتح والجبهة الشعبية والديموقراطية وغيرها، على الجانب الآخر فقد كرّس العرب فى مختلف دولهم معظم إهتمامهم الأدبى والمسرحى والسينمائى والشعرى والبحث العلمى لقضية فلسطين، وبعد عام 1967 كانت المنظمات الفلسطينية تعمل بشكل شبه حر فى معظم الدول العربية وتقوم بالدعاية والتجنيد بين صفوف الفلسطينيين والعرب فى تلك الأقطار، وكانت موجات التأييد للقضية الفلسطينية تتصاعد مع كل عدوان إسرائيلى على المسجد الأقصى أو غزة أو لبنان، لكن بدأ هذا التأييد فى التراجع مع عملية السلام مع إسرائيل التى بدأتها مصر رسميا بزيارة السادات للقدس وتوقيع إتفاقية كامب ديفيد، ثم إتفاق أوسلو فوادى عربة وفتح مكاتب إتصال بدول الخليج والمغرب وموريتانيا وغيرها مع إسرائيل.
ومع إندلاع ما يعرف بثورات الربيع العربى إبتداءا من تونس ومرورا بمصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين كانت سياسة السلطة الوطنية الفلسطينية حازمة بعدم التدخل فيما يحدث داخليا بالأقطار العربية " مستفيدة من خبرتها السابقة فى تأييد غزو صدام حسين للكويت وما جلبه عليها هذا الموقف"، بينما إستغلت حركة حماس إنهيار الأجهزة الأمنية بمصر للتدخل شبه العسكرى للإفراج عن أعضائها المحبوسين بالسجون المصرية وكذلك أعضاء منظمتها الأم " الإخوان المسلمين"، كما شعرت بعض المنظمات الفلسطينية الرديكالية أن سقوط الأنظمة العربية يفتح مجالا واسعا لتحالف عربى أوسع مع القضية الفلسطينية، ورأوا في هذه الحراكات والانتفاضات العربية انبعاثًا هوياتياً وتوكيداً «عروبيا جديدا» على الصراع العربى الصهيونى ، لكن فى الحقيقة فإن الجماهير التى ثارت بالملايين ركزّت إهتمامها فقط على مشاكل تتعلق بالإستبداد والعدالة الإجتماعية ولم تتوجه لشعارات حول الوحدة العربية أو القضية الفلسطينية ولم يحدث لمرّة واحدة أن قامت الجماهير بحرق العلمين الإسرائيلى والأمريكى بميدان النحرير كما كان يحدث قى جميع الوقفات على سلالم الصحفيين أو غيرها، وبعد حادث الإشتباك بين الجنود الإسرائيليين على الحدود ومقتل سته من المصريين حدثت إضطرابات واسعة وقام بعض ثوار التحرير بحصار السفارة الإسرائيلية وإقتحامها، ولم يكن ذلك تعبيرا عن مناصرة القضية الفلسطينية بقدر ما كان غضبا عمّا حدث على الحدود.
كان لدخول حماس على محور القضية الفلسطينية بعد الإنتفاضة الفلسطينية الأولى (1987 -1993) تغييرا ملحوظا فى زاوية التأييد للقضية الفلسطينية حيث بدأ التأييد للمنظمات القومية والماركسية يتقلص على حساب خطابات تستحضر مكونات أخرى كالدين ليحل محل العروبة، وأصبح الشارع العربى أكثر تأييدا للقضية من باب الهوية الإسلامية وشاهدنا مظاهرات فى مدن المنطقة ترفع شعار "خيبر خيبر يا يهود..جيش محمد سوف يعود" وغيرها من شعارات دينية تأخذ طابعا عنصريا، وكان إبعاد فلسطين لمجموعة من قيادات الإنتفاضة ومعظمهم من حماس الى الحدود اللبنانية "مرج الزهور" بغرض نفيهم خارج فلسطين عنصرا مساعدا فى زيادة التأييد الشعبى لحماس " لى قريبة بالجامعة قالت سنصوم جميعا غدا إستجابة لنداء الشيخ أحمد يس تأييدا للقضية"، وتحولت القضية الفلسطينية بهذا الفهم الى «هوية طهرانية خالصة» وفوق أي هوية اجتماعية أخرى من خلال اللجوء إلى الدين بسبب تلازمه مع سياق فكري أحادي الأبعاد وأساسه الإقصاء، هوية ميتافيزيقية لاهوتية، تلك الهوية الإثنية والدينية المنادية بالخصوصية والتفرد رافضة الهوية اليهودية المعاكسة من منظور دينى بحت، وجاء الصراع العنيف مع حركة الإخوان المسلمين بعد إزاحة حكم محمد مرسى شعبيا فى 30 يونيو وإتهامه بالتخابر مع حماس وتصاعد عمليات العنف المسلح فى شمال سيناء وتورط منظمات فلسطينية فى الضلوع مع تنظيمات جهادية بالتنسيق مع الإخوان فى ذلك العنف، ساهم ذلك فى زيادة إنفضاض المصريين عن القضية الفلسطينية.
يضاف الى ذلك أن القضية الفلسطينية قد تأثرت سلباً باستخدام الأنظمة الشمولية العربية لها كأداة للسيطرة على شعوبها، بحيث نجد أن النظام الرسمي العربي نجح في جعل فلسطين وقضيتها عبئا يثقل كاهل المواطن على جميع الأصعدة، ووسيلة تستخدم للنيل من الحريات والقضاء على الخصوم السياسيين. فالأنظمة العربية لم توجه طاقاتها لتحرير فلسطين أو الصراع مع الوجود الصهيوني في المنطقة بقدر ما عمدت إلى استخدام القضية الفلسطينية في لغة الاستبداد التي فرضتها على شعوبها عقودا متتابعة، الأمر الذي أساء بشكل كبير للخطاب التحرري الفلسطيني وأضر بقدسية القضية ومكانتها.
نأتى الى الواقع الحاضر وإعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب للقدس هذا القرار الذى تم رفضه بشكل مطلق من جميع الأنظمة والجماهير العربية كما خرجت مظاهرات فى معظم عواصم تلك المدن تندد بالقرار، لكن الملاحظ فى تلك المظاهرات بوجه عام هو محدوديتها ومشاركة أعداد غير كبيرة فيها مع عدم إستمراريتها لمدة أطول رغم أن موضوع القدس هو لب القضية الفلسطينية وهى المدينة التى تحتوى على المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين، يرجع البعض ذلك بسبب القبضة الأمنية الضاغطة من السلطات، أو بظروف الواقع الإقتصادى الضاغط وغيرها، ورغم أن لتلك الأسباب وجاهتها ولكنها لم تكن يوما مانعا من التظاهرات الواسعة وتشكيل لجان التضامن والإغاثة فى الأحياء وعواصم المحافظات، ويبدو أن البعض قد إستعاض عن التظاهر بالتدوينات والتغريدات والهاشتاجات، هاشتاجات القدس عربية والقدس عاصمة فلسطين، باعتبار ذلك غضب إفتراضى على قرار واقعى، ويبدو أن السيد أمين عام الجامعة العربية حين أطلق هاشتاجا حول القدس داعيا الشعب العربى الى تكثيف التغريد قائلا "في ضوء التطورات المؤسفة.. أدعو الأصدقاء لتداول الهاشتاغ بشكل مكثف"!!.



#رياض_حسن_محرم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمام ونجم ..متلازمة الثورة والفن والغضب
- حديث عن الحوثيون
- بدو سيناء والإنتماء الوطنى
- ثورة أم ثورتان .. 25 يناير و 30 يونيو؟
- حول كتاب - الباحث عن حكم قتل أفراد وضباط المباحث-
- الحازميون .. الوريث الأكثر دموية لداعش
- مرّة أخرى ..حول التنظيمات الإرهابية العاملة فى مصر
- تناقضات الواقع بين السلطة وحركة الجماهير
- ملاك أم شيطان.. أشرف مروان في الرواية الإسرائيلية؟
- الفلاح المصرى ..فى عيده
- فيلم الكنز ..بين السيناريو المفكك وإرتقاء الأداء
- عودة للجدل حول قضية المساواة بين الرجل والمرأة
- رفعت السعيد .. مناضل موسوعى مشاكس من طراز خاص
- حول تصريحات الرئيس التونسي بشأن المرأة
- سر عداء عبد الناصر للشيوعيين
- حكّام الخليج .. إمكانية الحفاظ والإستمرار بالحكم.
- ما بعد هزيمة داعش فى العراق وسوريا
- تطور المنظمات الجهادية فى مصر من السبعينيات
- 30 يونيو .. نصف ثورة ونصف إنقلاب
- الجماعة 2..عبقرية الكتابة والأداء


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض حسن محرم - تراجع ردود الفعل الشعبية على القرار الأمريكى بنقل السفارة