عزيز السوداني
الحوار المتمدن-العدد: 5708 - 2017 / 11 / 24 - 18:16
المحور:
الادب والفن
قلبٌ من دخان
.........................
أنا إبنُ فلاحٍ، كان يمتشقَ المسحاةَ عند كلّ صباح، يصارعُ الزمنَ كي لا تجفّ الأرضَ، أحبَّ عطرها فامتزجَ بلونها، كم أحببتُ إشراقةَ وجههِ وهو يبتسمُ عندما يرى سنابلَ الحنطةِ الشقراء وهي منحنيةً لإمتلائها بحباتِ الخيرِ، لتنطلقَ مواويلُ الحصادِ في نيسان وهي تُناغمُ جمالَ الشطِّ ، ويصبحُ الجميعُ قلباً واحداً بحجمِ الأرضِ يّتّسع لمواسم أخرى، ولما جاء الغولُ، جفّ ثدي الربيعِ، وأضحتْ تلك الأرضُ حزينةً، غادرها القلبُ الكبيرُ مُتشظّياً بين مدنِ البلادِ، وكأنّهُ ليس سوى قلب من دخان، عادَ أبي يبحثُ عن وجعٍ يُخفي فيه ذكرياتِ السنينِ، وحنينَ المطر، حتى شّقَ طريقَه الى أعواد الرحيلِ على أرجوحةِ الموتِ وهو يُردّد تراتيل الوداعِ وحبّ الوطن، ومازالتْ ذاكرتي المثقلة، تختزنُ ذلك الوجعَ على الرغمِ من هلاكِ الغولِ، والأرضُ مازالتْ تنبتُ حزناً................
.....................................
عزيز السوداني
العراق
#عزيز_السوداني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟