|
أمهات سوريات مازلن في الانتظار
بسام القاضي
الحوار المتمدن-العدد: 1469 - 2006 / 2 / 22 - 10:10
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ليس قضية جديدة قضية الأمهات السوريات المتزوجات من غير سوريين، اللواتي ينظرن بعين اللوعة إلى حقهن المهدور بأن يكون لأبنائهن حق المواطنة في بلدهن، بسبب قانون الجنسية الذكوري السيء الذي يحصر حق المواطنة بسلالة الذكور! نافياً عن الإناث هذا الحق! وليس في هذا أية مبالغة. إذ لا يوجد تبرير من أي نوع، لا أخلاقي ولا تاريخي لقانون الجنسية السوري الذي يعد أولاد السوري فقط، دون السورية، هم من يحق لهم أن يحصلوا تلقائياً، بمجرد ولادتهم، على حق الجنسية السورية، أي حق المواطنة السورية! والقانون الذي يعود إلى عقود طويلة مضت، ربما لم يكن يشكل مشكلة حقيقية (رغم التمييز الصارخ الذي يعبر عنه) عندما كان سكان سورية لا يتجاوزون ملايين قليلة، الأغلبية الساحقة منها تعيش في الأرياف المنعزلة. بل حتى المدن لم تكن سوى أرياف كبيرة نوعاً ما. وبالتالي كان الاختلاط مع غير السوريين هو بحكم النادر أصلاً. أما اليوم، ومع نحو 20 مليون مواطن ومواطنة، وانفتاح البلد على العالم انفتاحاً لا رجعة فيه، والحركة البشرية الواسعة بين السوريين وغير السوريين بالاتجاهين، فقد تحول القانون ليصير سيفاً ليس معلقاً فوق رؤوس المواطنات المتزوجات من غير السوري وحسب، بل هو يجز أعناق أولادهن بغير رحمة. ويحرم نساء كثيرات أخر من مجرد التفكير بإمكانية الزواج من غير السوري ما لم يكن الخيار متاحاً ومحسوماً بالعيش خارج سورية وعدم الاهتمام بالجنسية السورية! فهل هذا ما نريده في القرن الحادي والعشرين؟ هل نريد أن ندفع المواطنات اللواتي يفكرن بالزواج من غير السوري إلى اعتبار الجنسية السورية عبئاً لا ضرورة له؟ تنص المادة الثالثة من قانون الجنسية السوري على: "المادة 3 ـ يعتبر عربياً سورياً حكماً: أ ـ من ولد في القطر أو خارجه من والد عربي سوري. ب ـ من ولد في القطر من أم عربية سورية ولم تثبت نسبته إلى أبيه قانوناً. ج ـ من ولد في القطر من والدين مجهولين أو مجهولي الجنسية أو لا جنسية لهما ويعتبر اللقيط في القطر مولوداً فيه وفي المكان الذي عثر عليه فيه ما لم تثبت العكس. د ـ من ولد في القطر ولم يحق له عند ولادته أن يكتسب بصلة البنوة جنسية أجنبية. هـ ـ من ينتمي بأصله للجمهورية العربية السورية ولم يكتسب جنسية أخرى ولم يتقدم لاختيار الجنسية السورية في المهن المحددة بموجب القرارات والقوانين السابقة." الفقرة أ منه واضحة لا تحتاج إلى تبيان. فهي تحصر هذا الحق بالجنسية السورية لمن ولد من (أب) وليس من أب أو أم! وهي أساس المشكلة. إذ لم نفهم لماذا هذا التمييز الصارخ؟ وما الذي (يفيد) فيه المواطنة أو البلد أو ما الذي يحميه منه أن يحرم أبناء الأم السورية من هذا الحق؟ الا يتضمن هذا انتقاصاً آخر من قيمة المرأة وحقها كمواطنة متساوية في الحقوق والواجبات مع الرجل كما ينص على ذلك الدستور السوري؟ وأليس في هذا خرقا فاضحا للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وجميع المواثيق الدولية التي وقعت عليها سورية؟ والمثير حقا في هذا القانون هو أن يكون للقيط المولود في سورية، ولمن لم تثبت نسبته إلى أبيه قانوناً هذا الحق في الجنسية السورية، ولا يكون من حق الابن الشرعي الذي يولد لأم سورية متزوجة من غير السوري هذا الحق؟! أليس في هذا دعوة واضحة وصريحة للنساء السوريات الراغبات ببناء أسرة مع شريك غير سوري لإنجاب أطفالهما خارج مؤسسة الزواج حتى يحصل الأبناء على الجنسية السورية؟! فهل هذا ما يريده القانون؟ والمواطنة هي حق أولاً بغض النظر عن أية حقوق أو واجبات تترتب على هذا الحق. إلا أن الواقع يقول أن هذا الحرمان من المواطنة يرتب على المولود لأم سورية متزوجة من غير سوري واجبات كثيرة مثله مثل المواطنين السوريين، ولكنه لا يتمتع بالحقوق ذاتها. يبدو لنا حرمان المرأة السورية من حقها الطبيعي هو حرمان لا يمكن تفسيره ولا قبوله بأية أعذار، خاصة تلك السياسية منها في عالم اختلفت فيه المعايير اختلافاً بينا، واختلف فيه الواقع اختلافاً نحن جزء منه، نمارس فيه ايضاً هذا الاختلاف.. لذلك ندعوكم جميعا للمساهمة في نقاش هذا القانون بكافة جوانبه، كما ندعو النساء المعنيات بهذا الأمر إلى المبادرة إلى طرح قضاياهن على صفحات موقع "نساء سورية"..
نساء سورية- العدد 53- 19/2/2006
#بسام_القاضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اكتشاف علمي جديد.. الضرب المجازي المعنوي!
-
د. البوطي يتهم: -نساء سورية- عملاء!!
المزيد.....
-
غادة عبدالرازق على خطا تحية كاريوكا.. -شباب امرأة- في رمضان
...
-
الصدر بشأن الإعراض عن الزواج: قد يكون ابتعادا عن الشرع وأحكا
...
-
في العراق.. العنف الأسري يهدد الطفولة
-
أحلام التميمي: أول امرأة حملت السلاح بوجه العدو تواجه خطر ال
...
-
حسناء وملكة جمال.. من -وسيطة- ترامب في الشرق الأوسط؟
-
مصادر سورية:مقتل 14 امرأة ورجل واصابة 15 امرأة بانفجار سيارة
...
-
جميعهم من النساء.. قتلى وجرحى بتفجير سيارة في منبج شرقي حلب
...
-
الولايات المتحدة.. النساء نصف المجتمع -سكانيا فقط-
-
دعوة للكتابة في العدد الثالث والعشرين من مجلة طيبة حول النسا
...
-
” راتب من الدار ” منحة المرأة الماكثة في البيت بالجزائر 2025
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|