أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ربيع بيروت















المزيد.....

ربيع بيروت


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 1468 - 2006 / 2 / 21 - 08:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقترب الحراك السياسي اللبناني من صياغة نموذج شرق اوسطي جديد للتغيير ، قد تتمكن بعض عواصم المنطقة من تلقفه ، والاستفادة منه في احداث تحولات تنتظرها ، وتعجز عن تحقيقها .
فما بين 14 اذار و 14 شباط كرس اللبنانيون حقائق يصعب القفز عنها ، ومن بين هذه الحقائق قدرة الشارع على قول كلمته حين تتوفر الظروف الملائمة ، وامكانية دوام لحظة التغيير ، والحاح الحاجة للحفاظ على قدسية الدساتير في منطقة لا تحترم القوانين ، وفي ظل نظام سياسي ركيزته الاساسية التوازن الديمغرافي .
وكما كان الحال عند نزول اللبنانيين الى الشوارع اثر اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري اعاد تجمع المليون في ساحة الحرية الى الاذهان الهبات الشعبية التي اطاحت بالانظمة الشمولية مع نهايات الحرب الباردة .
والى جانب اوجه الشبه هناك جوانب اختلاف يصعب القفز عنها ، فقد استغرق وصول رياح التغيير الى المنطقة العربية قرابة العقدين ، وعملية التغيير التي يمر بها لبنان استغرقت وقتا اكبر مما حدث في معظم دول المنظومة الاشتراكية ـ اذا قيست بالفترة الفاصلة بين تحرك الشارع وسقوط رموز الانظمة ـ وفاتورة التغيير التي دفعها لبنان من دماء سياسييه ومثقفيه واعلامييه خلال العام الفائت فاقت المعقول .
ورغم هول الانفجارات التي اودت بحياة قادة فكر واعلام وسياسة ، وبقاء الفرز الطائفي ، وتجربة الحرب الاهلية الماثلة في اذهان اللبنانيين تحرص قيادات الطوائف على تجنب الانجرار لاقتتال داخلي يعيد لبنان الى ما قبل اتفاق الطائف الذي يبدي البعض حماسا في الدفاع عنه ، ويتقبله آخرون على مضض .
وتكاد الارضية التي اختارها اللبنانيون لخوض صراعاتهم الداخلية ان تكون كافية لترحيل حكومة الرئيس عمر كرامي ، واقالة الرئيس اميل لحود ، وادخال تعديلات على مواد في الدستور ، وتنفيذ شعارات الحرية واستعادة السيادة بشكل سلمي .
فهناك ما يشبه التوافق على ادارة الظهر للاقتتال الداخلي ، وحرص على السلم الاهلي رغم التحالفات الممتدة خيوطها الى الخارج ، والمفتوحة نوافذها على عواصم الاقليم والعالم ، وتضارب الاجندات المثقلة بتجربة الماضي وقلق المستقبل .
وقد يكون شبه التوافق ضمانة كافية لتجنب الحسم بالقوة ، والحيلولة دون العودة الى الحرب الاهلية التي اكتوى اللبنانيون بنارها ما يزيد عن 15 عاما ، والبحث عن قواسم مشتركة تتيح التعايش الامن بين فرقاء الامس .
فالسجال المحتدم بين الاطراف المتنافرة في المعادلة اللبنانية يتسع للتفاصيل وينحسر لدى الاقتراب من الجوهر رغم صخب القضايا التي يجري التعامل معها باعتبارها محاور اصطفافات سياسية .
ولا يخرج مصير رئيس الجمهورية الذي اطلق تجمع 14 اذار حملة لاقصائه عن هذا السياق .
فلم يخل خطاب قوى 14 اذار من اشارة الى ان النزول للشارع ياتي بعد نفاذ صبرها ، وياسها من رحيل الرئيس لحود طوعا بعد 11 شهرا من بدء اطلاق الدعوات لمغادرته قصر بعبدا .
وفي رده على الخطاب السياسي الذي استخدمه اطراف 14 اذار مر زعيم حزب الله السيد حسن نصرالله مرور الكرام على الجانب المتعلق برحيل رئيس الجمهورية الامر الذي اعتبرته الاوساط اللبنانية استعدادا لغض الطرف
ـ وربما اكثر من ذلك ـ عن حملة الاطاحة بالرئيس .
و مع تشديده على اتباع الطرق القانونية في تغيير الرئيس حرص البطرك مار نصرالله صفير على توجيه انتقاد واضح لما آل اليه موقع الرئاسة في عهد الرئيس لحود .
ولا يبتعد طرح العماد ميشيل عون الرافض لترحيل لحود من خلال تحرك شعبي كثيرا عن موقف صفير .
والى حد ما تحاكي هذه المواقف مبادرة الحزب الشيوعي اللبناني الذي نشط زعيمه خالد حداده في التنظير لها بعد تجمع المليون في ساحة الحرية فهي تدعو الى انتخابات نيابية مبكرة ولكنها لا تضع فكرة رحيل رئيس الجمهورية في دائرة التابوهات .
وترى شريحة سياسية يمثلها في الشارع السياسي رئيس الوزراء الاسبق سليم الحص بضرورة ان يبادر الرئيس لحود الى التنحي ضمن مبادرة للانقاذ الوطني .
وبفعل طبيعة السجال الدائر بين الاطراف اللبنانية يصعب تنحية تباين وجهات النظر حول الية رحيل رئيس الجمهورية عن الحوار الوطني المرجح عقده في الثاني من اذار المقبل .
فمن بين القضايا المطروحة للحوار ـ كما حددتها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري ـ قرار مجلس الامن 1559 الذي ينص على نزع سلاح حزب الله والفصائل الفلسطينية في لبنان ، والعلاقة بين لبنان وسوريا ، والتحقيق في اغتيال الرئيس الحريري .
ولا يمكن عزل هذه البنود عن ازمة رئيس الجمهورية الذي ارتبطت دعوات رحيله بغياب رفيق الحريري ، ويثير خصومه الشبهات حول طبيعة علاقته مع دمشق ، ويلقى الدعم من حزب الله .
ومثل كل الحوارات سيكون الباب مفتوحا امام المناورات السياسية واللقاء عند منتصف الطريق .
كما ان احتمالات وصول حوار اطراف المعادلة اللبنانية الى طريق مسدود تبقي غير مستبعدة .
وفي جميع الاحوال ستحدد نتيجة الحوار اللبناني المسارات التي ستتبعها قوى 14اذار في الاطاحة برئيس الجمهورية والتى حددتها الاوساط السياسية اللبنانية بـ " 4 " خيارات تتمثل في :
· الاستمرار في الاعتصامات والتظاهرات حتى يتم اجبار رئيس الجمهورية على التنحي عن موقعه .
· القيام بمسيرات ضخمة الى قصر بعبدا لاقناع الرئيس بان الشارع اللبناني لم يعد يقبل ببقائه .
· التدخل الدولي من خلال صدور قرار عن مجلس الامن الدولي يقضي بعدم شرعية رئيس الجمهورية .
· توافق الكتل البرلمانية على الغاء التعديل الدستوري الذي تم بموجبه تمديد فترة ولاية الرئيس لحود .
واللافت للنظر ان تجمع 14 آذار الاكثر حدة في المطالبة برحيل الرئيس لحود يفضل الخيار الاخير .
فالتصريحات التى يدلى بها قادة هذا التجمع تتجه نحو البحث عن نصوص دستورية لتقصير ولاية الرئيس وتامين اوسع تصويت على هذه النصوص في مجلس النواب .
والخطوات التي اتخذها فريق 14 اذار على الارض تصب في هذا الاتجاه بدء من تشكيل لجنة قانونية لاعداد الصياغة المناسبة ومرورا بتشكيل وفد سياسي لبحث تقصير فترة ولاية لحود مع التيار الوطني الحر وحزب الله .
والواضح ان تسارع الاحداث الداخلية في لبنان لن يكون معزولا عن تطورات الاوضاع في سوريا وتازم العلاقة بين ايران والغرب .
فما زالت بيروت مشدودة بفعل عوامل اقليمية ودولية نحو التجاذبات التي حولتها الى ساحة لتصفية الحسابات .
والمؤشرات المتوفرة توحي بان الربيع الذي تنتظره بيروت سيكون مقدمة لصيف ساخن في بعض عواصم المنطقة .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة اللحظة الحرجة
- مأزق الفوز .....
- درس كويتي
- ماراثون حافة الهاوية
- صدمة اليمين الاسرائيلي
- رسائل خدام الثلاث
- زلزال البيت الفتحاوي
- اغتيال تويني ...خلط جديد لاوراق قديمة
- تشوهات التحول الديمقراطي
- شهوة القتل
- التقرير الذي هز المنطقة
- الانتحار اللغز
- حوار الدائرة المغلقة
- تراكمات العجز
- قواعد جديدة للعبة قديمة
- جدران الوهم
- تفسير احادي....لخطوة احاديه
- منصة التغيير
- عمان..مرآة العراقيين ..ونافذتهم علي العالم
- الانسحاب المصيده


المزيد.....




- بعد رحيل فرنسيس.. ما هو -المجمع السري- وكيف يتم اختيار الباب ...
- كيف ترون إرث البابا فرنسيس وتعامله مع قضايا الشرق الأوسط؟
- روسيا تستأنف ضرباتها الجوية على أوكرانيا بعد انتهاء الهدنة
- سلطان عمان يصل إلى موسكو في زيارة دولة (فيديو+صور)
- روسيا تطور سلسلة من الطابعات ثلاثية الأبعاد لطباعة المنتجات ...
- بوتين يوقع قانونا لضحايا الإبادة الجماعية للشعب السوفيتي في ...
- منتدى -روسيا-العالم الإسلامي- يشهد هذا العام مشاركة دولية وا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر في -الجهاد الإسلامي-
- محميات -أرض النمر- الروسية تكشف عن حالة النمر النادر الذي كا ...
- مكتب زيلينسكي ينفي موافقة أوكرانيا على الاعتراف بتبعية القرم ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد الرنتيسي - ربيع بيروت