أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - العودة إلى الفردوس














المزيد.....


العودة إلى الفردوس


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5680 - 2017 / 10 / 26 - 10:25
المحور: الادب والفن
    


قصة أليزا ريلي

ترجمة : نادية خلوف
تمعنت ليزا بالبحر الكاريبي. النسيم المخيفُ يلامسُ وجهها بالخوف .تغلقُ عينيها .الرمال البيضاء الدافئة بين أصابع قدميها العاريتين. كان المكان باعتقادها جميلاً. لكنّه مازال غيرُ قادرٍ على تخفيفِ الحزن الذي تذكّرته يوم كانت آخر مرة هنا .
كانت قد تزوجت جيمس منذُ ثلاث سنوات وما زالا في هذه البقعة منذُ ثلاثةِ سنين مضت .عندما غيرت لباسها وارتدت فستاناً أبيض بسيط. عليه ورود منقوشة صغيرة في محاولة أن تجعله يتناسقُ مع ضفائر شعرها الطويل الأجعد . كانت ليزا أسعد أكثر مما كانت تفكّر به . جيمس كان أقلّ رسمية لكنّه لا يستطيع عند زيادة البحر مقاومة لبس السراويل والقمصان القطنية البيضاء الفضفاضة . شعره الداكن تبعثر قليلاً وعيناه مملوءتان بالعشق كلما نظر إلى عروسه .
قرأ قاضي المحكمة تعهداتهما عندما تقاطعت أيديهما وضحكا بمنتهى السّرور كونهم شباباً . بقيا في منتجع من خمسة نجوم في جزيرة على البحر الكاريبي في جمهورية الدومنكان، كانت أياماً مليئة بالحبّ . رأيا أنّ السنوات ستمتدُّ أمامهم معاً إلى الأبد، مملوءة بالسعادة، خطّطا لإنجاب الأطفال. قالت هي اثنين ، وقال هو أربعة ، واتفقوا على ثلاثة ابنتان وولد بالطبع. كانا يعتقدان أنّه من المؤكد أنهّما سوف يقومان برحلاتهم سوية حيث يعيشان . يبدو أنه مضى وقت طويل حتى الآن . تغير الكثير في سنوات قليلة . الكثير من أوجاع القلب تستطيع تغيير الشخص وتدق إسفينها في أقوى العلاقات. تحطّم الحبّ العميق منذ ثلاث سنوات حتى اليوم
عادت ورغم أن الوقت لم يكن في وقت ّالزواج المشهور على شاطئ البحر لكن أحد الأشياء كان مساوياً. وهو فضيحة الطّلاق المدويّة
تنهّدت ليزا وهي مملوءة بالألم والندم . ماذا يمكنها أن تفعل سوى الحركة من إيجاد حياة جديدة وأحلام جديدة؟ يبدو أن الفكرة الأولى ، وهي الحياة الجميلة لا يمكن إعادة إصلاحها . شعرت الآن : كيف يمكن لهذا المكان الجميل بساحله الأخضر المورق الخالد من لون البحر الأزرق اللاوزردي أن يكون مكاناً للعذاب .
وقف الرّجل يراقب حافّة الرّصيف من بين أشجار النّخيل . لم يستطع أن يرفع نظره عن المرأة ذات الشعر الأسود التي تقف عند حافة رصيف الماء تحدّقُ في البحرِ كأنّها تنتظرُ شيئاً ما، أو شخصاً ما . إنّها جميلة بشكلها النحيف وثوبها القطني الفضفاض المتموج . شعرها المجنون ، وعيناها الزرقاوين اللتان لا تبتعدان كثيراً عن لون البحر . لم تكن نظراتها التي جذبته إليها . جاء إليه العديد من النساء الجميلات من خلال عمله كمصور مستقل. من أكثر ما جذبه إليها ، معَ أنّه تحفّظ على ذلك، لكنه كان يدرك أنها مختلفة عن أية امرأة أخرى قد يجتمع بها .

2
شعرت ليزا بالرجل حتى قبل أن تستدير . يبدو أنّها كانت على علم أنّه يقف هناك يحدق بها، وكانت تشعر بهدوء غريب حول رصده لها . نظرت إليه وأدركت منذ اللحظة الأولى وقبل أن يمشي ببطء تجاهها ، ويتبادلا النظرات . شعورها كان كمن يقابل صديقاً قديماً أضاعه ، وليس غريباً على شاطئ غريب .
فيما بعد جلسا في إحدى الحانات في المنتجع . احتسيا المشروب المحلي ثم بدءا بالحديث . أوّل أحاديث المجاملة كانت عن فنادقهم ، ونوعية الطعام، وسهولة الصداقة مع المواطنين كان حديثهما غريباً فيه تردد بالنظر إلى طبيعة لقائهما وثقتهما بهذا اللقاء المبكّر . المشاهدون لهما بطبيعة الحال كشفوا بمكرٍ عن غزل خفي، كما لو عكس التحدث مباشرة عبر تحديق كل شخص بعيني الآخر ، ما يريدان فعله . وفيما بعد خفّ تأثير الكحول . تعمق الحوار. تحدثا: لماذا كانا هنا مؤخراً رغماً عن إرادتهما. شكتْ ليزا عن أوجاع قلبها التي حدثت في العام الماضي ، وكيف أدت المصادفة التي قادتها إلى المكان الذي تزوجت به رجلاً كانت تعتقد أنه الوحيد الذي يمكن أن تحبّه إلى الأبد . أخبرته بالأشياء التي كانت خبّأتها في أعماقها والتي لا يمكن أن تقولها لأحد . كما أخبرته بمشاعرها بعدَ أن فقدت طفلها .
كانت حاملاً في شهرها السادس ، وكانت في أسعد أوقاتها عندما هجمت عليها الآلام . كانت تقيمُ عند والدتها بينما جيمس يعمل في بلدة أخرى . قال الطبيب: أن واحدة من هذه الأسباب التي أدت إلى الاجهاض هي عدم عودته في الوقت المناسب . قال : من الممكن إعادة المحاولة ثانية . كيف يمكنها فعل ذلك بينما لا تستطيع النظر إلى عيني جيمس ؟ كرهته لأنّه لم يكن هناك وقتُ الولادة إذن ، ومن أجل عدم الإيذاء قدر الإمكان كانت تتطلع إلى حملِ الصبي الصغير لمدة ثلاث ساعات قبل أن يأخذوه بعيداً . خلال تلك الأشهر التالية كانت قد انسحبت فيها من الزوج والأصدقاء والعائلة لا تريد استعادة الألم الذي شعرت به ، والذي هو خيانة لا بنها في جنازته حيث رفضت أن تكون إلى جانب زوجها ، وفي ذلك اليوم التالي تركته .

3
عندما نظرت ليزا . رأت أنّ ألمها ينعكسُ في عيني الرجل لأول مرة منذُ عدة أشهر لا تشعرُ أنّها وحيدة . شعرت أنّ عبئاً كبيراً بدأ يزولُ عن كاهلها إلا القليل منه . لأنّها البداية فقط . بدأت تعتقدُ أنّه قد يكون لها مستقبل مع هذا الرجل ذو العيون العسلية . الذي يشاركها دموعها . رغم كلّ ما سيحصلُ لها . أتيا إلى هنا لإنهاء زواجهما. قد يكون هناك أملٌ وقفت ليزا . أخذت جيمس بيدها ، وقادته من الحانة على الشاطئ حيث تعاهدا قبل ثلاثة سنوات . كان من المفترض أن يتمّ الطلاق . ما حدثَ: في الغد ستلغي إجراءات الطلاق وفي هذه الليلة سيجددون عهودهما .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفى معكرونة: لماذا سئم طالبو اللجوء في إيطاليا من حصصهم الغذ ...
- عن التنويم المغناطيسي
- - إنّ في قتلي حياتي-
- عن الحبّ، والغريزة
- نبحث عن دكتاتور جديد
- الحكمة في بلاد الرافدين
- عن الذّكريات
- عن الطّفولة
- عن الجمال
- انتهت أبشع حركة انتخابية في أوروبا
- القوّة- س-
- ماذا يحدث في كاتلونيا الآن؟
- الهروب إلى جزيرة القرود
- التشدّد القومي هو السّبب الأوّل للحروب
- شارع الحريّة-ابراهيم يوسف-
- الغزو المسلّح، والتّعفيش
- المغناطيس-في السجن-3- الجزء الأخير
- المغناطيس-في السّجن-2-
- المغناطيس-في السّجن-1-
- حول جائزة نوبل للأدب-فنّان اللغة مع نمطه الخاص-


المزيد.....




- ليلى علوي تخطف الأضواء بالرقص والغناء في حفل نانسي بالقاهرة ...
- -شرفة آدم-.. حسين جلعاد يصدر تأملاته في الوجود والأدب
- أسلوب الحكيم.. دراسة في بلاغة القدماء والمحدثين
- الممثل السعودي إبراهيم الحجاج بمسلسل -يوميات رجل عانس- في رم ...
- التشدد في ليبيا.. قمع موسيقى الراب والمهرجانات والرقص!
- التلاعب بالرأي العام - مسرحية ترامبية كلاسيكية
- بيت المدى يؤبن شيخ المخرجين السينمائيين العراقيين محمد شكري ...
- مصر.. الحكم بحبس مخرج شهير شهرين
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي بتهم -الاعتداء والسب-
- مصر.. حكم بحبس المخرج محمد سامي شهرين لهذا السبب


المزيد.....

- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - العودة إلى الفردوس