هيام محمود
الحوار المتمدن-العدد: 5661 - 2017 / 10 / 6 - 05:12
المحور:
الادب والفن
قلتُ :
يَتَسَاءَلُونَ دَوْمًا عَنْكَ وَعَنْهَا ..
سَأَرْوِي لَهُمُ الخَبَرَ الصَّحيحْ ..
نَسْمَةَ الحياةِ التِي بَدَأَتْ مِنْهَا ..
معمدانًا يُنادي بقُدُومِ المسيحْ ..
قُلتَ :
لو تفكّر البشر في "بديهياتهم" التي عليها يعيشون ، لو دخلوا قدس أقداسهم دون تقديس "مجنون" ، لوجدوا أنّ وجودهم كلّه مَبني على أوهام أوّلها هم .. الإنسان ذلك الوهم الكبير ، ذلك القصر البلوري العالي الذي يُتعجّب لطوله ولجمال بنائه لكن لا يُتفكّر أبدا أنه بأصغر طوبة "يُنسف" هو و"بديهياته" التي سمّم بها هذا الكون الجميل .. سحقًا لك وهمًا للذلّ والخذلان وطوبى لمن رماكَ بأوّل حجرٍ أيها الإنسان ..
وقُلتَ :
يكذبون ويزعمون أنّ الديناصورات إنقرضت ويستغربون لماذا لم تذكرها الآلهة في كتبها ، فمالنَا نراها في كل مكانٍ ؟ .. أكيد "جُننَّا" ويلزمنا العلاج ، هل من راقٍ وراقية ؟ .. جمعنا يومًا كل الآلهة وسألناها : لماذا كل هذه الديناصورات ؟ فقالت ؛ بَعْدَ أَعُوذُ بِهَا مِنْهَا و "بِسْمِهَا" : نُثبِّتُ بها الأرضَ المِهَادْ (1) مادَتْ ولم تكفِهَا الجبالُ الرّواسي الأوتادْ (2) فخفنا أن نسقُط من سَمَائِنَا عَلَى العِبادْ (3) .. قلنَا بعد أن فهمنَا : في يومٍ من الأيام ، ستنقرض الديناصورات ، ستسقط الآلهة وتُداس بالأقدام فتدورُ الأرض ويعمّ السلام ..
قلتُ :
هل أنتَ ديناصور ؟
قلتَ :
أيْ نَعَمْ فَارْمِينِي بِأَوَّلِ حَجَرْ !
ارْمِينِي وَاكْسِرِي أَوَّلَ صَنَمْ !
فتُطَوِّبْكِ الأَرْضُ طُولَ العُمُرْ !
هَيَّا اخْرُجِي مِنْ قَطِيعِ الغَنَمْ !
قلتُ :
لا أستطيع .. أُحبُّكَ !
قلتَ :
الحبّ قطيع غنم !
قلتُ :
وأنتَ .. لمَ لمْ ترمِني ؟
قلتَ :
كُلّنا وَهْمْ ! كُلّنا ديناصورات ! كُلّنا بَدْوْ ! كُلّنا غَنَمْ !
#هيام_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟