|
هل فعلا المشكلة في الخطاب الديني... وماذا عن القران؟
سلام صادق بلو
الحوار المتمدن-العدد: 5659 - 2017 / 10 / 4 - 03:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعالت وتزاحمت الاصوات وكثر الحديث في الفترة الاخيرة عن ضرورة تجديد الخطاب الإسلامي الديني... وتكفل بعض المفكرين لهذه المهمة الصعبة... وكانت إجتهاداتهم حقيقة مثيرة ظاهريا... لكنها للاسف ليست سوى عبارة عن فرقعات واجتهادات تبريرية بشكل سافر للطرح الاسلامي....حيث انه كانت أول قاعدة لدى السادة المجددين هي عدم الأخذ بالأحاديث كمراجع للحكم على توازن الإسلام كدين وشرع وذلك لما شابها بحسب ادعاءاتهم من عبث الأيادي الآثمة لأغراض سياسية وهوى في النفوس... واكيد ان هذا الموقف التكتيكي من السادة الذين يطالبون بتجديد الخطاب الاسلامي جاء كنتيجة لما لمسه هؤلاء المجددين من انهيار لعلم الحديث أمام أبسط أسس العقل والمنطق في عصرنا الحالي... وكذلك بسبب عدم قدرتهم على محاججة مخالفيهم (اي غير المسلمين) إنطلاقا من هذه الهلوسات والتي لا تقنع حتى تلميذا بالمتوسط ذو عقل سليم... القرآنيون مثلا تخلصوا من ثقل وترهات الأحاديث ونادوا باعلى الاصوات قائلين للذين يسخرون من هذا الدين ... لاتحاججونا إلا بالقرآن فهو الفيصل بيننا... وكأن القران اقل سوءا من الاحاديث بينما هو بيت الداء اصلا وخطابات الكراهية والحقد الاسود مستمدة من بين طياته... ظنا منهم أن القران نصا الاهيا دون أي شك والذي يتضمن إعجازا خالدا!!... لكن المغالطة التي يتجاهلونها هي : ان الذين نقلوا الاحاديث هم نفسهم الذين نقلوا لهم القران... ولكن للاسف يتم التغافل عنها بشكل مذهل عند المجددين المسلمين... وســـــــــــــــؤالى للسادة المطالبين بتجديد الخطاب الديني وكانه هو المشكلة وليس ما جاء بالقران نفسه... هو كيف تريدون ان تبدؤا هذه العملية... فالقران يا سادة هو كما قلت بمثابة بيت الداء حيث انه لا يرى في الآخر الا عدوا يجب، إما قتله إن هو رفض الاستسلام "المعنى الوحيد لكلمة اسلام" أو احتقاره وشتمه... وعدم موالاته أو حتى عدم إلقاء السلام عليه يعتبر واجبا دينيا مقدسا يتوجب على المسلم "الحقيقي" أن يلتزم بتأديته على أكمل وجه فيما لو لم يمتلك المقدرة على قتل غير المسلم، فهل بعد مثل هذا والايات التي وردت في سورة التوبة وغيرها يمكننا أن نلوم اصحاب الخطابات العفنة... وكيف يمكنكم ان تتحدثوا عن سماحة الاسلام وسموه يا أساتذة؟ هل من المعقول أن نسمي صاحب هذه التعاليم الواردة في القران باله الرحمة وينبوع الحنان كما تدعون ويدعيه تجار الدجل والأوهام من مشيخة الاسلام ... ويكفينا إن قائل مثل هذا العفن اللاإنساني الوارد في سورة التوبة وغيرها... لا يمكن أن يكون شخصا سويا وذو ضمير حي ونزيه فما بالك باله... فمن الاولى بالتجديد... هل هو الخطاب الاسلامي ام القران الاسلامي...فاذا كنتم تقدسون الكلام الوارد في معظم سور القران وقائله... عندها يجب عليكم وبلا مراوغة ان تعطوا العذر ولا تعترضوا او تطالبوا بتجديد الخطاب الاسلامي الذي ينهق به السادة الشيوخ والمستمد اصلا من القران... لذا ان كنتم حريصين على تثبيت الاواصر الانسانية مع البقية المخالفة، يجب عليكم المطالبة بحذف كل ما لا يليق بالانسانية الوارد في القران...وعندها سيتحسن الخطاب الاسلامي تلقائيا وبدون معاناة... وبعكسه فانه يعني بأنكم لم تصلوا بعد إلى درجة من الوعي تسمح لكم بالإعتراف بأنكم تقدسون الجريمة وتنفقون أعماركم في خدمتها حتى لو كلفكم هذا معاداة كل البشرية... اي انكم لا تملكون الشجاعة الكافية لرؤية الحقيقة كما هي وبالتالي، الكذب على أنفسكم، وأقبح الكذب هو أن ترغموا أنفسكم على الدفاع عن أفكار بالية ظلامية إرهابية تتنافر مع الطبيعة الانسانية خوفا من إله بربري تافه. هذه المنطلقات يجب ان تكون بمثابة النقاط الفارقة في أي بحث جدي عن الحقيقة.... فاغلب المجددين ومنهم القرآنين نراهم دائما ما يبدؤون كتاباتهم او خطبهم بالتأكيد على أنهم مؤمنين بالله وبرسوله و..و..و.. (لماذا وكيف... الههم اعلم) إذا فكل مايقومون به ليس الا تبريرا لموقفهم الإيماني المسبق ليس إلا... انا اعلم أن الحيادية صعبة جدا في مجال البحث وخاصة في مجتمعاتنا العربية... لأن الإنسان العربي وخاصة المسلم ما هو الا ابن بيئته ... لذلك يكون بمثابة سجين للتصورات التي لقنت له وعلقت في مخيخ جمجمته على مر السنين مهما كانت درجته العلمية(بالرغم من ان هناك إمكانية حقيقية لبعض من التجرد من الإعتقادات السابقة والدخول في مرحلة "إنتقالية" يحكّم فيها العقل أولا... وهذه حالة ليست بمستوى الطموح في ابناء امة اقرأ) اي إن المسلم اينما يولد يجد قالبا جاهزا سواء عن طريق عائلته او مدرسته او مجتمعه ... وطلب منه "قولبة" عقله تبعا لما تم تلقينه به... ولم يكن له الخيرة من نفسه... واكيد انه تم ضربه ليصلي... وتم التفريق بينه وبين إخوته فيما لو أظهر نوعا من التقاعس أو التمرد لتأدية الصلاة او الصوم... اي انه مر عبر عملية غسيل مخ منظم ومتواصل ومن طرف أعز الناس إليه... مما يجعل من امكانية هروبه من القدر المحتوم الذي رسخ في تجاويف مخه تؤول الى الصفر...فكيف اذن يمكن للمجددين أن يتفاخروا وهم بالاصل سجناء القالب.الذي جُبِلَوا عليه!! وعليه فإن المطالبة بتجديد الخطاب الإسلامي وإعادة النظر في المقاربات التفسيرية والتأويلية للقرآن ماهي الا عبارة عن محاولة فاشلة لتجميل القبيح... في محاولة منهم لإعطاء الإسلام صورة "New Look" تتماشى مع العصر... وذلك لاحساسهم بان غباء معظم المسلمين (وليس جميعهم) وسطحيتهم أضحت فضيحة ولاتحتمل. والسؤال الذي اود طرحه عليهم هو : يا سادة إننا ندرك إن الإنسانية قد وصلت إلى نماذج مجتمعية أرقى بكثير ولا يمكن مقارنتها مع تلك المجتمعات التي أنتجها الفكر الإسلامي او التي يطالب بها... وعليه فما حاجتنا للإسلام... وماحاجتنا للقرآن... اذا كان هناك افكارا ارقى واسمى مما جاء في القران... والمعروف ان الانسان السوي دائما يبحث عن الافضل... واذا كان في الاسلام اي قيم سامية لم تتوصل لها البشرية... فلماذا اذن لم تنعكس هذه القيم على أصحابها بالدرجة الأولى ؟ إن الخلل الرئيس في هؤلاء المنادين بتجديد الخطاب الاسلامي من وجهة نظري... يكمن في نقص الشجاعة ليتمكنوا من تخطي حاجز الخوف من انهيار الاسلام المزروع في دواخلهم ... وكأن الكون سينفجر لو تبين أن الإسلام به شوائب وأخطاء... فاقول لهم اطمئنوا لن يحدث شيء من ذلك على الاطلاق...بل من المحتمل جدا أن الكثير من الصراعات ستخف حدتها ان لم تندثر!! واخيرا... سيدي المطالب بتجديد الخطاب الديني حصرا دون الالتفات الى مساوئ القران...أنت تسلّم لكتاب اسمه القرآن... وهو مليء بالإجرام والقتل والإرهاب، ولا ألومك إطلاقاً كونك تؤمن بهذا الكتاب، فأنت قد تربّيت على تقديس وتبجيل هذا الكتاب وكل ما يمت للدين بصلة، ومن الصعب جدّاً(إن لم يكن المستحيل) عليك مخالفة أو انتقاد هذا الكتاب، أنا متفهم للسلطة القابعة في داخلك يا عزيزي... إذاً انا لا ألومك، وسؤالي غير موجّه إليك إنما موجّه إلى المسلم الذي يستطيع تشغيل محرّك عقله، وبما أنك لا تستطيع القيام بذلك، وتجيبني بإجابات معدّة مسبقاً ومطبوخة في الحوزات الدينية فهذا لا ينفع لان القرآن ليس الا عبارة عن كتاب يحض على الكراهية والارهاب اكثر مما يحض عليه اي امام اوخطيب جاهل حاقد على المنبر في خطبة الجمعة اوغيرها!!!
#سلام_صادق_بلو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انفصال كردستان العراق... حقيقة ام اضغاث احلام
-
العراق وكردستانه... دولتان ام دولة ؟!
-
غُبارُ مُحَمَّد
-
كاتِب القُرآن...ورأيكُم فيما قال
-
هَل كانَ محمد بن عبد الله صادِقاً فيما نسب اليه من أحاديث؟
-
الدَجاجَة التي ضَيَّعَت ألأُمة
-
إذا بُليتُم... بستر الله فاستتِروا
-
الشيخ والخليفة....حكاية....ج2
-
الشيخ والخليفة....حكاية..... ج1
-
رُبما هكَذا كانَت تَجري الامُور...بَينَ جبريلَ والرَسول
-
مُحَمّد وَرَغَباتُهُ...أغضَبَتْ رَبَ العِرشِ إلهَهُ
-
من سأل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار
-
زينب بنت جحش الخزمية.... والعلم باللعبة المحمدية
-
عندما ضَجَرَ الرسول وبلَغَ السَيلُ الزُبى !!
-
صلوا كما رأيتموني أصلي -..كَيفَ كانَ يُصَلي؟؟؟
-
الشِيوخَ والدُعَاة....هُمْ ألأعداء للأسلام
-
سُورَة الرايَة
-
كل شيء موجود وتحت الطلب.
-
بلا رتوش..
-
هيهات يا زيد...... لقد قضى الله أمراً كان مفعولا!!
المزيد.....
-
أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم
...
-
الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
-
تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
-
بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م
...
-
موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو
...
-
بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا
...
-
شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
-
الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ
...
-
بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت
...
-
بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|