ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 07:09
المحور:
الادب والفن
كـَبـُرتُ في عُيـُون القـَمـَر
بقلم: إدريس الواغيش
لا شـَيْءَ يـُدْهـِشُ
في مَدينتي هذا المَسَاء
أو يـُثيرُ الأسئلة
وَحِيـدًا كـُنتُ
وَحـْدكَ حـَزينٌ أيُّها القـَمَـرٌ
لا تـِلال ورَاءَك
لا نـُجـُوم حـَولـَك
لا شَجـَر
فيروزُ آثـَرت عـُزلتها
لم تـَعـُد جـَارَة لأَحـَد!
أسْـِرعُ الخـُطى نحو الصـَّدى
تسْبقـُني ذِكـْرى
تتبَعـُني أخـْرى
لـَم يلتـَفت إليك أحـَد
لم يُسَلـِّم عليك أحـَد
بـَطيءٌ في مـَشيك
أعـْزَلُ في أعـَاليك
تتدَحـْرجُ داميًا من جهـَة الشـَّرق
خَجولٌ وَرَاء العـَتمَة
أماثـِلُ نـَفسي فيـك
نـَتراءى في صَمت
وأرَاني فيـك وفــِيَّ
أخـَذَتَ بلـُبّي
تـَذكـَّرتُ مُرُورَك في أعالي البـَادية
تـَذكـَّرتُ كـُلَّ الأمَاكـِن
تـَذكـَّرتُ مـَن أحـْبَبت
ومـَن كـَرهت
نسيتُ رَسـْمَ أحـْلامي
بقيتُ طفلا وذكـْرى
كـَبـُرتُ في عُيون القمـَر
وهذا الصَّمت يزدادُ امتدادًا
نـَمـْلٌ هائِمٌ على الطـُّرُقات
أتعَـَبه المَسيرُ ذهابًا وإيابًا
أقدامٌ تـَرُوحُ في صَمت
وأخـْرى تـَغدو
بجـَانبي طـَنينُ ذُبَاب
مـُتـَّكئ على قـَفاه
نجومٌ تخلت عن كـِبْريائها
خـَفافيشُ داهَمَها نـُورُ المـَصَابيح
نـَفشَت ريشَها
عـَبـَثـًا تتسلـَّق جـُدْرَان السَّماء
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟