محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5642 - 2017 / 9 / 17 - 22:00
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
جالسا إلى جنبها على أحد الكراسي المتناثرة على شاطئ المدينة، يناجيها وهي مطأطئة الرأس خجولة طائعة فيما يبدو، أو ربما متظاهرة بالخجل والطاعة:
- أنا لا أحب تنميق المشاعر ولا النفاق البليد، صراحة لا أنوي الزواج بك لأني أحبك، لا وألف لا، أنا لا أحبك، عزمت الزواج بك لأن أخي وليد تزوج، وأخي سعد تزوج، وأنا أعزب الأسرة، والأمور لا ينبغي أن تسير دوما هكذا، يجب أن أتزوج، إنها فريضة الحياة، وأريد أن تنجبي لي أطفالا يشبهونني شأن أبناء إخواني، أريد أن أراهم يكبرون في كنفي... أحب هذا...
على فكرة... أنا مولع بالسهر وبقراءة الكتب، لذا سيكون لزاما عليك أن تحضري لي كل ليلة فنجان قهوة وصحن زبيب يساعدانني على الاستيقاظ والتركيز... وأنا عائد من الشغل، أكره الانتظار، يجب أن تكون الوجبات محضرة وجاهزة على طاولة الطعام، فقد مللت من أكلات المطاعم وحياة العزوبية... آه، نسيت، عليك أن تغسلي ملابسي وتكويها وتطويها بانتظام، وتضعيها في خزانة الملابس، لأني أكره البحث عن الجوارب أو ملابسي الداخلية بين كومة ملابس غير منظمة، كنت هكذا دوما... وآمل أن تنجحي في تغيير نمط حياتي...
أحرصي على مراقبة واجبات محمد المدرسية، على فكرة... سنسمي ابننا محمد، هذا اسم المرحوم والدي، لا تتركيه يلعب مع الفتيات، لا أريد مشاكل مع الجيران، وإياك أن يسقط في إدمان السجائر، تشمميه كل إطلالة على الباب...
وابنتي أحلام، أحب هذا الاسم، وأريده لابنتي، يجب عليك أن تحيطيها بعناية خاصة، لا أريد أن يضيع شرفها بين مخالب الذئاب، المدرسة – البيت، لا أريد عودة متأخرة، وسوف تتوقف عن الدراسة فور حصولها على شهادة الابتدائي.... كوني حماة محتشمة، لا تنتصري لها وتخربي حياتها الزوجية، أوصيها بالصبر والصلاة... والفرج عند الله...
لا أحب كثرة الشكاوي، إن أصابك داء أو خصام مع أي كان، فتضرعي إلى الله تعالى، وقولي لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا، تألمي في السراء، وتيقني أنه مجرد ابتلاء...
سنزور بيت الله سويا، واحرصي على البقاء بجنبي كي لا تضيعي وسط الحشود، حاولي ادخار بعض الجهد لإتمام الطواف، نريد استعجاله دون تأخير أو تعثر... وأتمنى ألا تتسببي في أي تأخير أو تعثر...
وحين أمرض، ولا يزورني النوم إطلاقا، عليك أن تسهري معي الليل كله دون أن ينسدل لك جفن... افعلي أي شيء ترينه مناسبا لأستعيد صحتي...
ما بك تبكين يا أم محمد... لم أنتهي بعد من عرض شروطي... أم أن مرضي قد ألمَّ بك!!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟